أخيراً تحقق الحلم

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

أخيرا تحقق الحلم.. فعلها مسرح الشارقة الوطني وفاز ب «جائرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي» في الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي، التي عقدت في الدار البيضاء بالمغرب..

حلم، كثيراً ما راود الثنائي المبدع الكاتب إسماعيل عبد الله والمخرج محمد العامري، وكثيراً ما عملا عليه في مسرحياتهما المشتركة السابقة التي أنتجها مسرح الشارقة الوطني، والتي وصلت إلى المهرجان ومثلت الإمارات فيه.. وها هو يتحقق بمسرحية «رحل النهار»، التي تميزت نصاً وعرضاً، وقالت كل شيء عن واقعنا، وقدمت نماذج لشخصيات استغلالية على جميع المستويات وبكل الوسائل، نعرفها في واقعنا العربي، في كثير من بلداننا وبلدان العالم.. كشفت الاختلالات على عدة مستويات، وعبرت عن فكر إنساني يرفض الظلم والمهانة ويتوق إلى الحرية والقيم الإنسانية النبيلة.. أبدع الكاتب إسماعيل عبدالله في اختياره لنماذج شعرية لمبدعين عرب كبار أطلقوا صرخات ضد الواقع الراهن وقام بتوليفها في مسرحية شاعرية شيقة، وأبدع محمد العامري في تحويل تلك الأصوات والمواقف إلى نص بصري جذاب، مزج فيه كل عناصر المسرح الحديث، وتقنيات السينوغرافيا.. وأبدع الممثلون أبناء المسرحي الكبير أحمد الجسمي.

إنه تتويج لمسيرة طويلة لفرقة مسرحية أعطت بلا توقف واحتضنت بلا حساب كل الفنانين المسرحيين الإماراتيين وقدمت لهم الدعم، ومر بها فنانون كبار بعضهم رحل تاركاً صدى ذكرى جميلة، وبعضهم لا يزال يقف مكانه قابضاً على جمر الإبداع، يشارك في العروض ويحرك عجلة الإنتاج.. مسيرة طويلة تتوجها جوائز كثيرة وطنية وخليجية وعربية.. لكنها اليوم تتوج بأثمن جائزة عربية في المسرح «جائرة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عرض مسرحي» في دورته التاسعة.

ثماني دورات مرت، فازت بها عروض من مصر وتونس والمغرب والكويت وفلسطين والجزائر.. وكان الحلم في كل مرة يقترب من مسرح الإمارات، ومن فرقة مسرح الشارقة بالذات، ثم يتأجل إلى دورة قادمة يتجدد معها الأمل وتتعزز معها الإرادة، ويتضاعف الإصرار على الوصول.. ليس الفوز سهلاً، فالعروض المشاركة عروض مختارة لفرق عربية عتيدة، ومسارح لها تاريخ طويل، ويقودها فنانون عرب مبدعون وأصحاب أسماء كبيرة.. المنافسة صعبة، والجديد المتميز وحده هو الذي يفرض نفسه.. الإبداع وحده هو الذي يفوز..

الفرحة كبيرة للإمارات.. وفرحة فرقة الشارقة للمسرح العربي، ليست واحدة، بل أفراح، فرحة بأنها جائزة كبيرة، وفرحة بأنها جائزة باسم صاحب الجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفرحة بأنها أجمل هدية يهديها أبناء مسرح الشارقة الوطني لوالدهم صاحب السمو حاكم الشارقة الذي رعاهم ووجههم، وكتب لهم مسرحيات كثيرة، اشتغلوا عليها، وأبدعوا في عرضها، وحفزهم بكل الوسائل ليصلوا إلى هنا.. إلى هذا التتويج العربي الكبير..

هنيئاً لمسرح الشارقة الوطني، هنيئاً لدائرة الثقافة في الشارقة.. ولإمارة الشارقة وللإمارات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yhn8nra4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"