أعيدوا حساباتكم

رأي
00:15 صباحا
قراءة 3 دقائق

د. عبدالله إبراهيم الدرمكي

الآن نستطيع القول إن الرياضة والشباب وكافة الأندية الرياضية في الشارقة والإمارات، مقبلة على حراك وإصلاح مستقبلي حاسم يبدأ من هذه اللحظة، والفضل في هذا المسار الجديد والعملي يعود إلى والدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بعد أن وجّه سموه في مداخلة من خلال برنامج «الخط المباشر» في قناة الشارقة الرياضية، ببحث أحوال الرياضة وإعادة النظر في كثير من الإجراءات التي سببت الركود الرياضي، ولم تمنح الرياضيين الإماراتيين الشباب الفرص الكافية لتمثيل بلدهم، وصقل مهاراتهم وبناء أندية قوية تعتمد على أبناء الإمارات، وتستثمر حماسهم واندفاعهم الصادق لرفع اسم بلدهم عالياً في المحافل الرياضية الإقليمية والعالمية.

هذا التحرّك المبشّر بالخير في قطاع الرياضة أثلج صدور كل الشباب والرياضيين والمجتمع الإماراتي بصفة عامة؛ لأنه يكتسب أهميته من الدوافع الأبوية لدى والدنا سلطان، وحرص سموه على أن يكون للشباب والكوادر المحلية دور بارز في النهوض بالأندية والرياضة في بلدهم، وتلمّس مواضع الخلل ومعالجتها، وفي مقدمتها منح الأولوية للرياضي المواطن، سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين.

ومن شأن هذه الخطوة أن تسهم بكل تأكيد مع مرور الوقت في تخريج لاعبين إماراتيين محترفين ومدرّبين قادرين على تشريف أنديتهم ومنتخبهم الوطني في كافة المناسبات الرياضية، كما أن ثقة الساحة الرياضية في الإمارات بشبابها ستوفر على الأندية مبالغ طائلة تذهب لشراء رياضيين محترفين، نستطيع أن نوجد مثلهم وأفضل، من أبناء الوطن من خلال التدريب والإعداد الجيّد.

ولحسن الحظ فإن مجتمعنا الإماراتي يحظى بالحكام الذين يبادرون بتشجيع أبنائهم وتحفيزهم على النهوض بمختلف القطاعات، ومنها الرياضة، ولا نملك إلا الاعتزاز والفخر بتوجيهات صاحب السمو، حاكم الشارقة، لإعادة الاعتبار للرياضة في الإمارات؛ لأن في تلك التوجيهات ما يدل على تفاعل سموه مع مختلف قضايا وهموم المجتمع، بكل فئاته، وفي مقدمتها الشباب.

وبالفعل جاءت أولى ثمار ترجمة التوجيهات الكريمة من خلال اجتماع مجلس الشارقة الرياضي، الذي بدأ تحركاته العملية بإجراءات ومخاطبات تؤكد الحاجة إلى التواصل بين مختلف الاتحادات الرياضية في الدولة، تحت مظلة الهيئة العامة للرياضة، ويتوقع جمهور الرياضة في الإمارات أن تثمر هذه التحركات، بما يعود على الرياضة والشباب في بلدنا، بتحول إيجابي كبير خلال المواسم الرياضية القادمة، خاصة أن هذا التحرك يأتي بعد ما لمسه الجمهور من تراجع في أداء المنتخب الوطني في «خليجي 25» في البصرة، والذي كان أهم مؤشر دفع صاحب السمو، حاكم الشارقة، إلى توجيه المعنّيين بالرياضة بخطاب صريح ومباشر من خلال قول سموه لهم: «أعيدوا حساباتكم».

وأعتقد أن خطوة إعادة الحسابات بدأت من خلال اللجنة العليا التي أقر مجلس الشارقة الرياضي تشكيلها على صعيد إمارة الشارقة، لبحث آلية تقليص عدد اللاعبين الأجانب والمقيمين، وإتاحة الفرصة كاملة للاعبين المواطنين، حتى لا يكونوا الحلقة الأضعف في المنظومة الرياضية للإمارة، وتطبيق هذا التوجّه فعلياً من خلال استبعاد اللاعبين الأجانب من مسابقات كرة قدم الصالات اعتباراً من الموسم المقبل 2023-2024، حتى يحظى اللاعبون المواطنون بفرصة أكبر، وبذلك تقع مسؤولية انتشال الرياضة في الإمارات على عاتق شبابنا، وبمزيد من الثقة يمكن أن نصنع المستحيل في الرياضة كما تصنعه بلادنا في بقية القطاعات التي حققت لها مراتب إقليمية ودولية تنافسية ورفعت اسم الإمارات عالياً.

[email protected]

عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdz793pu

عن الكاتب

عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"