معرض «الإمارات للفنون التشكيلية»

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ قيامها في عام 1980 تواصل جمعية الإمارات للفنون التشكيلية تنظيم وإقامة المعرض السنوي العام للفنون التشكيلية لأعضاء الجمعية المنتسبين والعاملين من العرب المقيمين في الدولة. وفي ما بعد اتسع نطاق المشاركة في المعرض بمستوى عالمي، وفي الدورة 38 للمعرض التي أقيمت في الشارقة قبل أيام قليلة، شارك في هذه التظاهرة الفنية الجمالية 59 فناناً وفنانة من الوطن العربي وعدد من البلدان الأوروبية والآسيوية، تحت شعار «روح الزمان»، والمعرض الذي هو نشاط منتظم في أجندة الجمعية وأحد أعمدتها الرئيسية، يتخذ في كل دورة شعاراً له بصيغة ناظم فكري وثقافي للأعمال الفنية المشاركة. فالدورة 37 من المعرض كان شعارها «ترابط»، والدورة 36 كان شعارها «التلاقي»، وهي شعارات مكثفة في كلمة واحدة أو في كلمتين، تحيل تماماً إلى الوعي الفني والجمالي والنقدي لدى الفنانين المشاركين الذين تجمع بينهم في النهاية إنسانية الفن، وعالميته المحيطة بالثقافات والحضارات.

جمعية الإمارات للفنون التشكيلية تكوين أو كيان ثقافي في المحصّلة النهائية، وقد جمعت مبكراً فناني وفنّانات الدولة المحترفين منهم والهواة. ومرة ثانية، ومنذ أوائل ثمانينات القرن العشرين سيرتبط المعرض السنوي للجمعية في أذهان الفنانين بكونه لقاء تجارب تشكيلية إماراتية وعربية وعالمية، ومن قلب هذه التجارب معاً، وُلِدَ الفن الإماراتي بمختلف اتجاهاته وأساليبه واجتهاداته اللونية والفلسفية والفكرية، إلى أن وصل التشكيل الإماراتي اليوم إلى العالمية، ممثلاً في تجارب فنية عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: حسن شريف، ومحمد كاظم، ونجاة مكي، وعبدالقادر الريس، وعبدالله السعدي، ومحمد أحمد إبراهيم، ومرة ثانية هذه أمثلة فقط يشار إليها من بين عشرات التجارب التشكيلية في الإمارات التي وجدت مكانها ومكانتها في متاحف وغاليرهات العالم.

للجمعية وللمعرض، دور عملي بالغ الأهمية في إطلاق الفن الإماراتي محلياً وإقليمياً وعالمياً، ومنذ التأسيس في 1980 وما تلا هذا التاريخ من مراحل ثقافية تشكيلية، ظهرت مسؤولية الفنانين الإماراتيين الثقافية وجدّيتهم الثقافية، واتصالهم بالثقافة التشكيلية العربية والعالمية، وبالتالي قيام حراك فني إماراتي محلي يتسم بالإبداع والحيوية والتنوّع.

نشير إلى تاريخ الجمعية والمعرض بوصفهما ذاكرة إماراتية أيضاً، وبوصفهما الجانب الجمالي المشرق في الثقافة الإماراتية.. ثقافة الحياة والجمال بالدرجة الأولى، وهو هاجس كل فن يقيم ويبقى في التاريخ وللتاريخ.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8fn27a

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"