دولة التوازن الثقافي العالمي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

التوازن الثقافي العالمي خاصّية واضحة التوصيف والتعريف في دولة الإمارات العربية المتحدة، بلا مصطلحات وبلا فلسفة أو تنظير، وتعود معادلة التوازن هذه إلى طبيعة الثقافة الإماراتية نفسها، ثقافة الحداثة والمعاصرة والتراث، ثم ثقافة الفطرة والحكمة والتسامح، وثقافة القيادة الرشيدة، وثقافة المجتمع الأخلاقي والقيمي بطبعه وعلى حقيقته الجوهرية الإنسانية.
يقوم هذا التوازن الثقافي، أولاً، على ظاهرة التعايش العالمية الفريدة في الإمارات المتمثلة في حياة أكثر من مئتي جنسية من جهات العالم في الدولة التي قامت بدورها الاجتماعي والإنساني والأمني والقيادي على أكمل وجه، وهو الدور العملي الوحيد الذي يكفل توازن وتعايش هذه الجنسيات العديدة والمتعددة الأعراق والأديان والثقافات في دولة محدودة المساحة نسبياً، وليست مترامية الأطراف والحدود كما يقولون، ومع ذلك، استوعبت الإمارات التنوع البشري العالمي الموجود فيها، وأوجدت بكل شفافية ظاهرة التوازن الثقافي العالمي والفريد في بيئة حرة من تلاقي الثقافات وتعايش الناس، كما تعايشت حضاراتهم ومرجعياتهم الاجتماعية والثقافية والدينية.
التوازن الثقافي العالمي في الإمارات حالة وظاهرة وثقافة، وليست عنواناً إعلامياً أو ترويجياً لأغراض استثمارية أو نفعية، بل، هذه هي حقيقة الدولة وجوهر البلد، وروح المجتمع الإماراتي المرحب، أصلاً، بكل هذه الأطياف البشرية العالمية.
ثقافة الإمارات المعاصرة، أيضاً، هي ثقافة توازن عالمي، فبعد التنوع الاجتماعي والثقافي التلقائي الذي توجده الجنسيات العديدة المقيمة في البلاد، يشار دائماً إلى ظاهرة أخرى محددة هذه المرة في حركة الترجمة الأدبية في الإمارات، وكأن هذه الحركة جاءت تحصيل حاصل، لإقامة المئتي جنسية وأكثر في الإمارات.
الترجمة الأدبية من لغات العالم إلى العربية، ومن العربية إلى لغات العالم، ظاهرة ثقافية إماراتية يتوجب فعلاً أن تلفت أقلام وقراءات وتوصيفات المثقفين والإعلاميين والأكاديميين في الدولة، فالترجمة هنا الرديف المحابي تماماً لفكرة أو مفهوم «التوازن الثقافي».
التوازن الثقافي يتحقق عن طريق مسارات عدة، من بينها، وربما من أهمها، إن لم يكن أهمها: «الترجمة» التي تحقق ثقافة القراءة، والقراءة تحقق الحوار، والحوار يحقق التوازن.
الإمارات، دولة توازن ثقافي عالمي، لأسباب وحقائق وحيثيات ونتائج، تعددت وتراكمت منذ قيام الدولة في عام 1971 وإلى اليوم، وبصيغ مستقبلية قادمة..
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3dsazx6x

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"