عادي
ينطلق الأربعاء ويضم 300 جلسة

«طيران الإمارات للآداب».. يصحبنا مع «خير جليس»

15:40 مساء
قراءة 3 دقائق
من حفل تواقيع الكتب في المهرجان «أرشيفية»

دبي: علاء الدين محمود

يعدّ مهرجان طيران الإمارات للآداب، من أكبر الفعاليات الأدبية والإبداعية في الدولة؛ حيث ظل يشهد تطوراً كبيراً منذ انطلاقته في عام 2009، ليحتل مكانة متميزة ليس على مستوى الإمارات فقط، بل صار منصة دولية يقصدها الأدباء الكبار والذين ما زالوا يتحسسون طريقهم في عالم الأدب من مختلف أنحاء العالم، والذين يأتون إلى دبي، من أجل الإلهام والنقاشات عبر الجلسات التي تشهد طرح الأفكار الجديدة والمبتكرة؛ إذ يقدِّم هؤلاء المبدعون الاستثنائيون الرؤى في مختلف أنماط الأدب والإبداع، ويتحدثون عن تجاربهم ويشاركون أعمالهم وأفكارهم مع الآخرين، مما يفتح مجالات تعزيز الحوار وبناء جسور التواصل الثقافي.

يعجّ المهرجان بالأفكار والنقاشات والقصص، فيزرع في قلوب الجمهور الأمل بغدٍ مشرق، كما يحتفي بالبهجة التي تصاحب القراءة، مسلطاً الضوء على عالم الكتب في الدولة، كما يمثل المهرجان منصة لتقدير الشعر والأدب العربي على الصعيدين المحلي والعالمي، ويوفر الفرصة للاحتفاء بالثقافة الإماراتية.

وتحمل الدورة الجديدة الخامسة عشرة من المهرجان، التي تنطلق يوم الأربعاء المقبل، بين طياتها موعداً لعشاق الأدب مع كل جديد ومبتكر؛ حيث تتمحور نسخة المهرجان لهذا العام حول موضوع «خير جليس»، الذي يحتفي بالصداقات التي وطدها المهرجان مع المجتمع الأدبي على مر السنوات؛ حيث ستكون هناك بأكثر من 300 جلسة وورشة ضمن برنامج حافل بالمتعة والتشويق، كما ستتضمن هذه الدورة، مجموعة استثنائية من الفعاليات التي تضم ألمع الأسماء في المجال الإبداعي والثقافي، احتفاءً بمرور 15 عاماً على انطلاق النسخة الأولى من المهرجان، حيث ستنظم الفعاليات ما بين فندق إنتركونتيننتال دبي فيستيفال سيتي، ومكتبة محمد بن راشد، ليستمتع زوار المهرجان بالتنقل بين المقرين عبر خور دبي.

ويشارك في الدورة الجديدة أكثر من 250 من المفكرين والمبدعين من 50 بلداً حول العالم، ومن بينهم الشاعر البحريني قاسم حداد، والكاتبة ميسون صقر القاسمي، وهي أول إماراتية تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتّاب – فرع الآداب لعام 2022، والأديبة العراقية إنعام كجه جي، إضافةً إلى محمد النعاس وجلال برجس «الفائزين بالجائزة العالمية للرواية العربية – البوكر»، والكتّاب طارق إمام، وريم الكمالي، وشهد الرواوي، ومحسن الوكيلي، وخالد النصرالله، وآخرين، كما يعود مسرح الفنون الحية إلى المهرجان مع مجموعة من العروض المجانية الممتعة والمناسبة لكل الأعمار.

ويشكل المهرجان احتفالية عربية تحتفي بالكلمة المكتوبة والمقروءة، من خلال أنشطته وفعالياته المختلفة التي تقام بصورة سنوية عبر دوراته المتعاقبة؛ من أجل تعزيز مكانة ودور الكتب والقراءة، ولإثراء الثقافة والأدب بشتى أنواعها، وقد أسهم المهرجان بالفعل في رفع مستوى الوعي بأهمية المعرفة والأدب، والتعرف إلى الثقافات المتعددة، والعمل من أجل تلاقيها وصناعة حوار بينها في سياق إنساني من أجل عالم مختلف يحتفي بقيم الحب والتسامح والخير والجمال، ولا يقتصر المهرجان على كونه أهم فعالية أدبية على الأجندة الثقافية، بل لكونه يجسد فكرة ملهمة، وهي أن الثقافة حق أساس من حقوق الإنسان، وعلامة فارقة في حياة أولئك الذين يتخذون من القراءة عادة أساس في حيواتهم، وطوال السنوات الماضية ساهمت هذه المنصة في التوعية بدور الأدب في توسيع الآفاق، وتعزيز فرص التعارف بين ثقافات مختلفة، واكتشاف أوجه الشبه بينها في سبيل تغيير العالم للأفضل.

ولقد استطاع المهرجان، خلال دوراته المتعاقبة، أن يرسم الدهشة في وجوه زواره، نسبة للإمكانيات العالية لإدارة المهرجان في عملية التنظيم، إضافة إلى المكانة الكبيرة التي تحظى بها المعارف والفنون والآداب في الدولة؛ حيث يجد الضيوف أنفسهم في مهرجان حقيقي للكلمات والاحتفاء بالكلمة والكتاب ودور القراءة في حياة الشعوب، حيث إن الدولة تولي مسألة القراءة أهمية خاصة، فكان أن أطلقت العديد من المشاريع الخاصة بها، ولعل المهرجان هو إحدى تلك المنصات الباذخة التي تؤكد على الاهتمام بالاطلاع والمعارف والثقافة، فهو يكتسب خصوصيته من كونه يأتي على الدوام مختلفاً وقادراً على صناعة الدهشة، فالتنظيم المبدع يجعل من اللقاء النادر الذي يوفره المهرجان بين الكتاب والقراء حدثاً لافتاً، يرسخ في ذهن القارئ والكاتب معاً.

جوائز

ويعدّ المهرجان اليوم، من أكبر الفعاليات الثقافية العالمية التي تحتفي بالكلمة المكتوبة والمحكيّة، ولا أدلّ على ذلك من فوزه بعدد من الجوائز الدولية، ولعلّ الإقبال الجماهيري الكبير والمتزايد يؤكد هذه المكانة، كما أنه يلفت إلى أن القراءة باتت تحظى بالفعل باهتمام كبير في العالم العربي، بفضل هذه الاختراقات الكبيرة لدولة الإمارات في الفعل الثقافي والمعرفي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rydwpajf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"