عادي
12 مبدعاً من العالم ينتصرون للخير والجمال

«أبيات من عمق الصحراء»..الشعر لغة الإنسان الأولى

17:50 مساء
قراءة 5 دقائق
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
مهرجان طيران الامارات (تصوير: يوسف الأمير)
دبي: عثمان حسن
في أجواء ساحرة جمعت بين الموسيقى والشعر ومفردات التراث، وبحضور نخبة من المثقفين والإعلاميين، وضمن فعالية «أبيات من عمق الصحراء» لمهرجان طيران الإمارات للآداب، اجتمع 12 من مبدعي ومبدعات العالم مساء أمس، الخميس، في مخيم كرفان سراي الصحراء بدبي في لقاء ضم: الفلسطينية الأمريكية حلا عليان، والبتسوانية توانغوا ديما، والمصري أحمد بخيت، والفلبيني غريس نونو، والنيجيري بن أوكري، والأمريكية كلوديا رانكين، والفلسطينية الأمريكية دانا الدجاني، و الصيني يانغ ليان، والعمانية عائشة السيفي، والإماراتية د. رفيعة غباش، والسعودية نادية خوندنة.
حلق هؤلاء المبدعون في فضاءات شعرية حالمة تنتصر لقضايا البشر في شتى بقاع الأرض، وقد أيقظت القصائد التي ألقاها الشعراء بما حملته من قوة الكلمة وفرادة الخيال الجامح كينونة الإنسان، كما أكدت على فرادة الكلمة وحساسية المفردة التي تواجه كافة أشكال التردي والخراب الذي يسود اللحظة الراهنة.
قرأ أحمد بخيت قصيدة «شتائيون» وجاء فيها:
ﺷﺘﺎﺋﻴّﻮﻥ ﻧﺤﻦُ ﻭﺃﻧﺖ ﺷﺎﻝُ
ﻭﻧَﻬﺮﻳّﻮﻥ ﺟﺒﻬﺘُﻨﺎ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝُ
ﻭﺷﺮﻗﻴﻮﻥَ ﺭﺣﺎّﻟﻮﻥ ﻏﺮﺑﺎً
ﺟﻨﻮﺑﻴﻮﻥَ ﻭﺟﻬﺘُﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝُ
ﻧﻬﺎﺭﻳّﻮﻥَ ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﺀُ ليلاً
ﻭﻛﻬﻔﻴّﻮﻥ ﻭﺍﻟﻠﻴﻞُ ﺍﻋﺘﺰﺍﻝُ
ﺃﺷﺪﺍﺀٌ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻊ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻴﺠﺮﺣَﻨﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝُ.
* حدود غير واضحة
الشاعرة حلا عليان، قرأت قصيدة تحدثت من خلالها عن شتات الذكريات، وفي قصائدها هناك مزيج لعدة أصوات ومنازل وأرشيفات تتبع مساراتها بين بروكلين وبيروت والقدس، فهي قصائد عن تلك الحدود غير الواضحة بين المكان والزمان والشكل الشعري، إنها لحظات عن تفاصيل يومية مبتذلة من الحياة التي تعيشها في ظل وحشية جيوسياسية، والعكس بالعكس، وقصائدها عن ذلك المكان والجسد المتأرجح بين هنا وهناك، وعن ذلك الحب الذي يعيدها إلى نفسها ما بين الماضي والمستقبل، رغم حالة الصخب والحياة غير المستقرة التي تحولها - ربما - إلى شخص أوشيء آخر.
ومن قصيدة ليانغ ليان الذي يعتبر أحد أكثر الأصوات تمثيلاً للأدب الصيني وأحد أعظم شعراء العالم في عصرنا نقرأ:
«لقد شوهت مسرحية الموت ملامحك ولم يعد الناس/ تذكر صرخة واحدة من ضحك وخوف طفل ضعيف/ المدخل فارغ والشجرة عمود بخور». ويقول: «فقط فضيلة الموتى المستعادة هي التي ما زالت تسير في طريق العودة إلى المنزل/ الشفرات الذابلة من الأوراق المتساقطة تقطع الخريف بهدوء/ حرف واحد وغير استثنائي يكمن في أسمائكم/ مبادلة ماكرة مع شبحنا هي صورة قديمة/ كل من يختبئ في صوت الريح لا يسقط مرة أخرى في المحار الأسود من القدمين/ مت الآن/ القصيدة هي العنوان الوحيد الذي يستحق الإحياء».
وفي قصيدة أخرى يقول: «أشجار متجمدة باللون الأحمر في الثلج كما لو كانت ترتدي سترات ممزقة من الرياح/ ينسحق الثلج تحت الأقدام بينما يندفع الليل بأحذية ذات نعال جديدة/ تخشى الماعز من الوحدة/ ومن أجل آذانها تحول ثغاءها إلى نحيب على الطريق ولدت بقرة للتو/ مغطاة بآثار السوط وترقد وتلهث في الوحل والدم/ أضواء الشوارع مضاءة في الصباح والعشاق مظلمون كالصخور يقفون هناك بوجوه ضبابية».
*حس مرهف
وترصد الشاعرة توانغوا ديما، ذات الأصول الإفريقية، عذابات الإنسان وأشكال التمييز العنصري في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تفتقد العدالة ويموت الكثيرون بسبب نقص الرعاية الصحية، وفي قصيدتها تقرن توانغوا ديما بين الحب وحقها في الرعاية الصحية، الذي يجب أن يطال الجميع ويظهر في الأماكن العامة، لكي لا يموت شخص عرف الحمى لثلاثة أيام بعد أن افتقد القدرة على التنفس، من خلال مزاج شعري يسلّط الضوء على عذابات الناس الفقراء الذين يموتون معزولين ولا يسمع بهم أحد. فتقول: «فكرنا في الخيار العام/ كنا نظن الوصول عبر الشارع/ عبر الخطوط/ هنا/ ليست دولة حمراء وليست ولاية زرقاء/ ولكن هذه الولايات المتحدة/ كنا نظن أننا يمكن أن نكون متأكدين من أنفسنا بهذه الطريقة، واثقين من عرقنا البشري، وأخلاقنا الأساسية».
أما الشاعر والروائي والمسرحي وكاتب القصص بن أوكري، فيكتب بنكهة لاذعة عن سطوة اغتراب الذات في ظل تنامي أشكال الظلم والعبودية في كافة أشكالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يكتب قصائده لينتصر لحرية الإنسان ولكي يحارب الكراهية ويقول: «يقولون لي أن العالم غني بالإرهاب / أقول أن العالم غني مع ذاك الحب المتواري / إنه بداخلنا وفي كل مكان حولنا / الإرهاب موجود بلا شك.. العنف والجوع والجفاف / الأنهار التي لم تعد تتدفق إلى البحر / إنه ظل الإنسانية / هناك رعب في الهواء / لقد وضعناه هناك.. فقر، عمى، سلاح / لكن العالم غني / حب عظيم لم نعثر عليه / حتى في الرعب، هناك حب، حرره / النهر، يتدفق إلى البحر.. نحن بحاجة إلى الحرية لنرتفع ونعلو / كن صادقاً مع نفسك الحقيقية / كن القوة التي أنت عليها، في عصر الجرائم الاقتصادية / فقط أولئك الذين يظلون أحراراً بالروح / سوف يجدون طريقهم للخروج من هذه المتاهة».
وقرأت عائشة السيفي، وهي أول امرأة تحصل على لقب «أمير الشعراء»، عدة قصائد ومن أجوائها: «حفنةٌ من ترابِ دمي / خُذوا حفنَةً من تُرابِ دَمِي / وارحَلوا كالغُبارِ الخَفيفِ الذي يُحرِجُ الأرضَ في ليلَةِ العاصِفَةْ / واتْرُكوا لي الكمَنجَاتِ / كيْ أستَعينَ بها في ليَالي البُكاءِ التيْ تتفجَّرُ فيهَا القصَائدُ بالعاطِفَة / لهذي البلادِ / سأترك قلبي يغنّي وحيداً / كذئبٍ حزينٍ / لمَوتى يُصيخُونَ خلفَ الأعَالي / لأصوَاتنَا... وضجِيجِ شِجَاراتنَا / واللّهاثِ السّريعِ / ولهفَتنَا للحيَاةِ / وأقدامنا الضّارباتِ على الأرصِفةْ / لهذي البلاد التماثيلُ / والجثث المستفزَّة بالموتِ / صوتُ النساءِ المصاباتِ بالليلِ والشّرفاتُ التي لا تطلُ على البحرِ / والأغنياتُ التي لا تحبّ الموسِيقا / تريد البلادُ لقلبِي خَريفاً عجُوزاً بلا حلمٍ / وَأمَّا أنَا فَأريدُ لقلبِي شتاءً يحِبُّ الشّتاءَ ومدخَنةً / وهَواءً خفيفاً يجيءُ من البَحرِ نحوِي / يُداعبُ حُزنِي / ويُؤنسُ وَحشَةَ أحلامي الخَائفَة».
وضمن سعيها لإحياء إرث الشاعر الكبير محمود درويش ترجمت دانا دجاني قصيدة له بعنوان «قافية من أجل المعلقات».
*فتاة العرب
وترجمت خوندنة قصيدة بالإنجليزية من أشعار الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي، وتلتها الدكتورة رفيعة غباش التي قرأت قصائد لـ «فتاة العرب» التي حظيت باحترام ومحبة من عرفوها عن قرب، ومن تذوقوا شعرها من جيلها أو جيل الحداثة الذين وجدوا في إبداعها رافداً ثقافياً ولغوياً أصيلاً يستحق التنويه، فهي الشاعرة التي عمقت قصائها وجدان الانتماء للتراث الثقافي والهوية العربية، وهي الشاعرة التي أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عليها «فتاة العرب» تقديراً لمكانتها وموهبتها الشعرية.
قرأت د. رفيعة غباش نماذج من قصائد «فتاة العرب» بينها واحدة تقول كلماتها:
غرست الحب في قلبي زراعة
ومن دمعي سقيته والولاعة
غزير الحب وبحوره غزيرة
وكل به ايميّل به شراعه
فيا اللي طالب العليا تسنع
ترى الأخلاق هي راس الشجاعة
فلا تفخر بمال ولا مشيخة
ركونك في يد العالم صناعة
تخلق بالمكارم والسجايا
وتصبح كلمتك دايم مطاعة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3mj2n5pz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"