إمارات الحاضر والمستقبل

02:00 صباحا
افتتاحية الخليج

خالد عبدالله عمران

إمارات الأمس لم تعُد كما هي إمارات اليوم، وتحولت من إمارات الطموح بالعمل والبناء والتأسيس، إلى إمارات تعيش حاضرها بألق ونجاح، وعينها على مستقبل مُشرق تصنعه بأكفّ أبنائها.

وبلادنا ما وصلت إلى ما هي عليه الآن، لولا طموح الآباء المؤسسين، يتقدمهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراهم جميعاً، فمنذ اللحظة الأولى التي رسمت فيها إماراتنا السبع الخطوط العريضة لاتحادها، كانت تعمل وعينها على المستقبل المشرق الذي يجعل لها موضعاً متقدماً بين الكبار.

بلادنا اليوم تقف في الصفوف الأمامية في المحافل جميعاً، مكتملة الأركان والطموح، فلم تسبر ميداناً، إلا وكانت في صفوفه الأولى، باعتراف جميع المؤسسات الدولية المعنية بهذا الشأن.

أمس، وصل رائد الفضاء، سلطان النيادي، إلى المحطة الدولية للفضاء، ليمضي فيها 6 أشهر من العمل والبحث، وهو ميدان كان، إلى زمن قريب، حكراً على الكبار، ولكن الإمارات حرصت على أن تكون لها بصمتها منذ عام 2019، حين انطلق رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، إلى الفضاء حاملاً «طموح زايد» إلى المحطة الدولية، التي حطّ فيها النيادي رحاله، أمس، حاملاً علم الدولة الذي سيرفرف خفاقاً في فضاء «طموحنا»، بل يتجاوزه إلى هذا الكون الفسيح الذي تعمل «دار زايد» على اكتشافه بدءاً بالمريخ، مروراً بالقمر، وصولاً إلى أبعد نقطة فضائية وصلها الإنسان.

هذا الحلم لطالما راودَ والدنا المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وعقد العزم على تحقيقه، فأسّس دولة عمادها رجال ونساء يُعتمد عليهم، وخلَف من بعده قيادة رشيدة، أكملت المسيرة، ومضت على طريق تحقيق طموحه، وفعلت، وأصبح الفضاء اليوم يتكلم العربية، حين سمعنا من المحطة الدولية حروفنا وكلماتنا التي لطالما كانت سيدة الحضارة والتاريخ والطب والعلوم.

الإمارات ماضية إلى مستقبلها بكل أطيافه، وهي تعي ما تريد، فأصبحت بلاد الطاقة المستدامة، والمفاعلات النووية السلمية، صاحبة الصناعة العسكرية المتقدمة، وأفضل من تمتلك بنية تحتية، وطائراتها ومطاراتها تربط شرق الأرض بغربها، وأصبحت من بين الدول العظمى بقوتها الناعمة، ودبلوماسيتها الناجحة، وأرض الأخوّة الإنسانية، وموئل التعايش والتسامح.

بلادنا عظيمة، وقيادتنا عظيمة، وهي عازمة على نجاحنا وتقدّمنا، لنكن على الأرض بين أسياد العالم، وفي الفضاء، كما أرادنا مؤسس دولتنا، قبل 5 عقود.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/239pstcc

عن الكاتب

​رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير "الخليج"

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"