أمام العالم أجمع، ولأجل البشرية قاطبةً، صاغ العالم على أرض الإمارات العربية المتحدة عهداً جديداً للحفاظ على كوكب الأرض، بإقرار ممثلي 197 دولة، في مدينة إكسبو دبي «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي يضع العالم على مسار العمل المناخي الصحيح.
الاتفاق، الذي وصفه العالم بأنه غير مسبوق، نجح في الخروج بتعهدات تزيد على 85 مليار دولار، ليتصدى لتداعيات التغير المناخي، ويشكل نقطة تحول استثنائية، تحترم العلم وتحافظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض 1.5 درجة مئوية.
«كوب 28» الذي عُقد في «دار زايد» على مدى 14 يوماً، واصل الليل بالنهار، ليكون مختلفاً منذ لحظة انطلاقته الأولى، ففي يومه الأول تبنّى قرار تفعيل إنشاء صندوق «الخسائر والأضرار»، لتعويض الدول الأكثر تضرراً من تغيّر المناخ، وفي يومه التالي وقف صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ليعلن للعالم إنشاء صندوق ب 30 مليار دولار للحلول المناخية، بهدف تحفيز جمع 250 مليار دولار، واستثمارها بحلول عام 2030.
كل هذه المفاجآت مهّدت الطريق للعالم كي يتأكد أن العمل من أرض الإمارات مختلف وجاد، وأن ضيوف الدولة لن يتركوا «إكسبو دبي» إلّا ورؤوسهم مرفوعة، وليكون صاحب السموّ رئيس الدولة أول من يهنئهم ويوجه الشكر لهم بالقول إن اتفاق الإمارات يدشن مرحلة نوعية جديدة في مسار العمل المناخي الدولي، والطريق لا يزال ممتداً والتحدي لا يزال كبيراً، وستكون دولة الإمارات إلى جانب العالم من أجل مستقبل البشرية.
فيما رحب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإعلان اتفاق الإمارات، واصفاً إياه بأنه نسخة استثنائية تليق بالإمارات وتتناسب مع المسؤولية الدولية التي تحملتها الدولة في استضافة الحدث العالمي.
دولتنا كما هي، وكما عهدها العالم دوماً سبّاقة متميزة، لا تخطو خطوة إلا وتكون فيها الأولى، تعد وتفي، وهي التي جُبلت عبر عقودها الخمسة الأولى على الخير والإنسانية والتسامح، لتوفر الحياة الكريمة والعزيزة للعالم الذي يعيش على أرضها ممثلاً ب 200 جنسية، وتدخل في خمسينها الثانية، كما وعدت في «وثيقة مبادئ الخمسين» في تحديات جديدة، عنوانها العلم والفضاء، والمناخ، من دون أن تتخلى عن رسالتها الإنسانية في مساعدة الشقيق والصديق، ليبقى ديدنها كما أراد لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، خيراً في خير.