على العهد والوعد

02:19 صباحا
افتتاحية الخليج

خالد عبدالله تريم

قبل 53 عاماً، بالتمام والكمال، بزغ فجر صحيفتنا «الخليج»، مؤسسةً ومنبر إشعاع وتنوير، وهي الآن في عقدها السادس تزداد شباباً وحيويةً، لتبقى في مقدمة الصفوف وفي أوج تألقها وازدهارها.

«الخليج» الصحيفة والمرآة لمسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، والوطن العربي، كانت، وما زالت، وستبقى صوت الإمارات وضمير الأمة والإنسان العربي، مواكبة كل خبر وحدث في المنطقة والعالم بعين الحياد، ولكنها أيضاً، صاحبة الموقف الصلب والعنيد تجاه قضايا الإمارات والأمة، حالمةً بأن ترى أمتنا العربية وهي بأفضل حال.

أبصرت «الخليج» النور يوم الاثنين 19 أكتوبر/ تشرين الأول 1970 لتملأ فراغاً في الحقل الصحفي عانته المنطقة لسنوات، ولتجسد رؤية وطموحاً لطالما شغل أهلها، فكانت على قدر المسؤولية، عانت ما عانته في سنوات صدورها الأولى، حيث كانت تطبع في أيامها الاولى في الكويت، وتنقل بالطائرة إلى دبي، لتوزع في دولة الإمارات، وظلت على هذه الحال إلى أن قرر مؤسساها تريم عمران تريم، والدكتور عبد الله عمران تريم، رحمهما الله، في 29 فبراير 1972 إيقافها عن الصدور لتكليفهما بمهام في خدمة دولة الاتحاد الفتية التي أعلن اتحادها في الثاني من ديسمبر 1971.

في 5 إبريل عام 1980، عادت «الخليج» للصدور لتكمل مشوارها الذي بدأته قبل 10 سنوات، ولتسير على النهج نفسه، ولتكمل مسيرة الوحدة والبناء، ولتكون كما كانت صوتاً للحق ونبراساً للعلم والمعرفة رافعة شعارها منذ اليوم الأول «للحقيقة دون خوف.. وللواقع دون زيف».

ظلت «الخليج» طوال مسيرتها المهنية متمسكة بنهجها الذي خطه المؤسسان، ضمير الإمارات والأمة، حيث أدّت دوراً محورياً في تأسيس دولتنا، وواكبتها في جميع مراحل البناء والتعمير والتنمية، انطلاقاً من إدراكها أنه في مرحلة بناء الأوطان، فإن الصحافة تتحمل مسؤوليات جسيمة، ويكتسب دورها أهمية مضاعفة، وهي حتى اليوم تواكب مراحل نجاح وتميز بلادنا يوماً بيوم، متابعة لكل حدث حتى أصبحت الإمارات اليوم، تتربّع على عرش العالم بالأمن والتقدم والازدهار والإنسانية.

«الخليج»، وهي تحتفل اليوم بشمعة ميلادها ال 53، ودخولها عامها ال 54، لا تجيد غير الكلمة الصادقة التي بدأت بها أول أعدادها، متمسكة بها وبثوابتها التي لا تتغير، وهي دخلت منذ سنوات في مجالات التحديث والتجدد، لتواكب متطلبات العصر في الرقمنة والتقنية، فأصبحت منصاتها على جميع مواقع التواصل، تحظى بملايين المتابعين والمشاهدات، ووظفت جميع المنصات لتكون مع القارئ أينما كان وكيفما يريد، مع حفاظها على إرثها التاريخي مطبوعةً ورقيةً رائدةً.

«الخليج» صحيفة للوطن، منه وإليه، عايشت اتحاده، وتعيش لحظات زهوّه ورفعته، ستبقى كما كانت عنيدة في الحق ولا تخشى فيه لومة لائم، وفيّة لمؤسسيها تريم وعبد الله عمران، رحمهما الله، اللذين كانا دوماً مسكونين بهموم الوطن والأمة، والمهنة، لتبقى «الخليج» كما هي على العهد والوعد.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ccbetf7

عن الكاتب

​رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير "الخليج"

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"