عادي
هيئة الشارقة للكتاب تحملها إلى المستوى العالمي

رؤية سلطان في دعم «العربية» تنتقل إلى إيطاليا

14:51 مساء
قراءة 3 دقائق
حاكم الشارقة

ميلان - «الخليج»

تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تعزيز حضور اللغة العربية على المستوى العالمي، فتحت إمارة الشارقة أمام المجتمع والمؤسسات الإيطالية فرصة جديدة للتعرف إلى عمق الثقافة العربية، وجماليات لغتها، حيث رعت «هيئة الشارقة للكتاب» فعاليات «المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية» الذي تنظمه «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية» في مدينة ميلان الإيطالية، تقديراً لمكانة العربية بين لغات العالم وتأثير مبدعيها ومفكريها على النهضة الحضارية الأوروبية.

الصورة

انطلقت فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الذي يقام هذا العام تحت شعار «جسور بابل» ويناقش كيف ساهمت الترجمة في بناء الحضارات، بحفل افتتاح رسمي تحدث خلاله، أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، بحضور محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتور أمحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، وفرانكو أنيلي رئيس جامعة القلب المقدس الكاثوليكية، وماريو جاتي، مدير «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية»، وجوفاني جوبر، عميد كلية الآداب واللغات الأجنبية في الجامعة، والدكتور وائل فاروق، أستاذ اللغة والأدب العربي والدراسات الإسلامية في الجامعة.

الصورة

وقال أحمد العامري، خلال كلمته في حفل افتتاح المهرجان: «يشرفني أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي لم يدخر جهداً في دعم اللغة العربية، ليس لأنها لغة العرب وحسب، بل لأنها لغة للحوار والعلم والتبادل الثقافي ولغة التقارب بين الحضارات والأمم».

الصورة

وأضاف العامري: «فخورون أننا أبناء اللغة العربية، فهي اللغة التي قدمت للإنسانية علوماً كبيرة، وآداباً خالدة، وكان نتاجها الفكري والمعرفي محطة مفصلية في تاريخ تطوّر الحضارات خلال أكثر من ألف عام ماضية، فقد قدمت للعالم أسس الجبر، والهندسة، والفلك، وعلوم الملاحة، والعمارة، وشكلت مكتبتها المرجع الأول لمجمل الابتكارات التي ننعم بها اليوم، بدءاً من الطائرة، إلى الكاميرا والهاتف، وصولاً إلى الإنترنت».

 محور الترجمة

ثمن العامري اختيار المهرجان هذا العام الترجمة محوراً لفعالياته، وقال: «الشارقة برؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، تؤمن بالترجمة كمحرك مركزي لإظهار المشتركات الإنسانية التي تجمع شعوب وحضارات العالم، لهذا أطلقت (هيئة الشارقة للكتاب) (منحة صندوق معرض الشارقة الدولي للكتاب للترجمة والحقوق)، وأطلقت أكبر جائزة في العالم مخصصة للترجمة وهي جائزة (ترجمان)، كما ترجمت العديد من المؤلفات العربية والإماراتية لمختلف لغات العالم».

بدوره شكر ماريو جاتي، إمارة الشارقة ممثلة في هيئة الشارقة للكتاب على جهودها الكبيرة في رعاية المهرجان، وحرصها على نجاحه، وقال: نحن نعمل جاهدين لتعريف الأجيال الأوروبية الجديدة بأهمية وجمالية وقوة العربية ولدينا الآن أعداد نفخر بها ممن يتحدثون لغة الضاد ويتقنونها ولم نجد دعماً في هذا الشأن أكثر مما وجدناه من الشارقة وحاكمها صاحب السمو حاكم الشارقة، ونتطلع إلى أن تكشف دورة هذا العام عمق تأثير الترجمة عن اللغة العربية على النهضة الحضارية التي شهدها العالم، وتأثير وأهمية اللغة العربية على المعرفة الإنسانية بصورة عامة.

من جانبه، أكد الدكتور وائل فاروق أن الشارقة قد نجحت بجهودها الكبيرة التي وصلت لمختلف بلدان العالم في تقديم جماليات وثراء الثقافة العربية ولغتها، لهذا كانت الوجهة الأولى أمام الجامعة الكاثوليكية، لتقديم مشروع ومهرجان يبرز مكانة اللغة ويسلط الضوء على الثقافة العربية وحجم مساهمتها في الأدب والعلم والفن على مستوى العالم.

 فهم الاختلاف

وخلال الجلسة الافتتاحية للمهرجان تحدث جوفاني جوبر حول أهمية الترجمة ودورها في تحقيق التقارب بين شعوب وثقافات العالم، حيث أشار إلى أن التواصل مع الآخر يبدأ من فهمه، وهذا يتحقق من خلال قراءة نتاجه المعرفي والأدبي والفني، وقال: إن مهمة الترجمة تتجلى ليس في هذا الإطار وحسب، وإنما في إطار فهم الاختلاف بيننا وبين الثقافات الأخرى، فالترجمة تدعونا إلى رفض الشمولية، موجهاً رسالة للمترجمين بالقول: لا تغربوا النصوص يجب أن نبحث عن ترجمات تجمعنا لا ترجمات تبلعنا.

وقدمت الهيئة في المهرجان الذي يعد أكبر فعالية للاحتفاء بلغة الضاد في القارة الأوروبية، صورة حيّة لواقع الترجمة من وإلى العربية، وكبرى الفعاليات المركزية في صناعة المعرفة العربية، حيث عرضت أهمية النتاج الإبداعي في اللغة العربية، وفرص فتح أفق أوسع أمام أبناء الثقافة الأوروبية، للتعرف إلى جوهر الثقافة العربية، حيث ترجمت سابقاً مجموعة مختارة من مؤلفات الكتاب والأدباء الإماراتيين والعرب بمبادرة من الهيئة إلى اللغة الإيطالية، منها في الشعر، والرواية، والمسرح، والتاريخ، والنقد.

ويشارك في تنظيم المهرجان كل من معهد بحوث اللغة العربية (CARA)، ومركز خدمات اللغة بالجامعة (SeLdA)، التابعان للجامعة الكاثوليكية بميلانو، وهيئة الشارقة للكتاب، ويشهد على مدار 3 أيام تنظيم عدة جلسات ونقاشات حول أهمية الترجمة وتأثيرها في واقع الشعوب في مختلف المجالات، كما يشهد المهرجان تنظيم عدد من العروض والأنشطة الثقافية بالإضافة إلى معرض مخصص للكتاب العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5aaf2awt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"