رواد المبادرات

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

يتطور العالم ويتقدم العلم وتزداد أعداد المتعلمين والمثقفين والمتخصصين.. وتحسب أن الفوارق بين البشر ستؤول إلى الزوال، وأن عقول الناس تتغير وتتفتح وتنضج.. لكنك تفاجأ بأن الجوع يبقى عصياً عنيداً، متنقلاً بين الشعوب، متشبثاً بإقامته في دول معينة، واضعاً البشرية كلها في اختبار القيم الإنسانية!.
الجوع الذي لا يرحم حين يحط رحاله في منزل أسرة متواضعة، يترافق مع مختلف أشكال وأنواع الحرمان، لا يقتصر فقط على افتقار للشبع وتوافر الطعام وما يسد به المرء جوعه، بل يكون له رفقاء آخرون مثل الفقر في المسكن وفي الملبس وفي التعليم غالباً.. لذلك حين نتحدث عن الجوع، فنحن نتحدث عن حالة اجتماعية كاملة وعن عائلات تعاني قهراً وفقراً وحاجة.
قد يتبادر إلى أذهان الناس فور الحديث عن الفقر والحاجة والجوع مشهد المتسولين الذين يطاردوننا في الشوارع وتتضاعف أعدادهم في شهر رمضان الكريم، بينما الحقيقة غير ذلك، إذ هناك من يستغلون التسول لتحقيق ثروة دون تعب وعناء العمل أو بذل أي مجهود، بينما المحتاج الحقيقي هو ثري بكرامته وعزة نفسه ويسعى بكل ما أوتي من طاقة وقدرات إلى كسب لقمة عيش شريفة، ومنهم من يتعفف عن طلب المساعدة، ويرفض الظهور أو التحدث عن أحواله وأحوال أسرته، ليس هناك ما يخجل منه لأن كل إنسان معرض لتقلب الأحوال ولعيش تجارب مرة؛ لكنه يخشى أن يساء فهمه أو أن يواجه نظرة قاسية وكلمة جارحة من أحد. 
في شهر رمضان، شهر الرحمة والعطاء، نفكر في كل جائع على وجه الأرض، نرفض مظاهر التسول ونبحث عن المحتاج الحقيقي إلى العون لنقول له إننا واحد، وإن الصيام يقرب المسافات بيننا كي نشعر مثله بالجوع، ونشعر بقيمة الغذاء ومعنى إطعام جائع. 
في هذا الشهر الكريم، نمد الأيادي لنخفف من مآسي البشرية على هذا الكوكب، فهل من المنطقي والطبيعي أن يرتفع عدد الجياع في العالم ليصل إلى نحو ٨٢٨ مليون شخص وفق إحصاءات عام ٢٠٢١؟ أي تقدم هذا ودول ما زالت تفتعل الحروب ولا تبالي بمصائر البشر؟ أي تطور وذكاء نتغنى به وهناك من يستغل العقل للتحايل ولتزداد الفجوة بين الغني والفقير؟ كم دولة تنشر الخير أينما حلت وفي أي بقعة تستطيع الوصول إليها على هذا الكوكب مثلما تفعل الإمارات؟ نحتاج إلى الكثير من أمثال عيال زايد، قادة الإمارات الذين يثبتون دائماً أنهم رواد المبادرات الإنسانية، وأنهم لا يتوانون ولا يملون بل يعطون من القلب وبكل محبة ودائماً لديهم المزيد ويرفعون سقف العطاء وسقف الوفاء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8eszpr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"