عادي
مشاركة الأسر والعائلات بهجة الصيام

مائدة أول إفطار.. طقس رمضاني يعزز التقارب

00:19 صباحا
قراءة 3 دقائق

الشارقة: مها عادل
شهر رمضان موسم التجمعات بين الأهل والأصدقاء، أيامه المباركة تزيد ارتباط أفراد الأسرة الصغيرة والعائلة الكبيرة، حيث يتسم الشهر بطقوس متوارثة تحث على التواصل وصلة الرحم والتقارب والتكافل بين البشر، كما يعتبر روتين الشهر اليومي من أهم مقومات تجميع أفراد الأسرة على مائدة طعام الإفطار، وهذا الطقس قد لا يتوفر للأسرة باقي أيام العام، بسبب اختلاف مواعيد العمل والدراسة بين أفراد الأسرة الواحدة، بينما تستطيع مائدة الإفطار الرمضانية أن توحد مواعيد الجميع وتعزز روح التقارب والمشاركة بينهم وتحثنا على التجمع وتقوية العلاقات مع من نحب.

تتمتع مائدة أول يوم رمضان بمذاق وطقوس خاصة، فالكل يسعى إلى التجمع وتناول الطعام في عرس مبهج يتبادلون فيه الضحكات والدعوات الطيبات.

يقول أحمد سالم، موظف في دبي: «تعودنا منذ أزمة كورونا أن تكون التجمعات في الهواء الطلق من باب الوقاية، ووجدناها ممتعة، وتضمن تجمع أعداد كبيرة من الأحباء والأهل والأصدقاء، لذلك قررنا هذا العام أن نستفيد من الطقس المعتدل في الدولة، ونعد مائدة رمضانية نتشارك فيها مع أصدقائنا وعائلاتهم على شاطئ البحر في حديقة الممزر، ومعنا ألعاب وهدايا للأطفال وفوانيس وزينات رمضانية تبهج النفس، ثم نصلي المغرب في جماعة، ونتشارك الطعام والحلويات الرمضانية، والسهر في جو احتفالي يليق بفرحتنا بالشهر الكريم؛ فالتجمعات في رمضان وسط الخضرة والطبيعة يضيف لأجواء الروحانيات والتسبيح لصنع الخالق العظيم، كما يسهم في الترويح عن النفس للصغار والكبار».

سعادة غامرة

أما د.إبراهيم ندا، جد لثلاثة أطفال، فيقول: «لمة العائلة والأبناء والأحفاد في منزلي أول يوم رمضان، طقس لا يمكن الاستغناء عنه، وأشعر بسعادة غامرة عندما أجد بناتي يحضرن مع أزواجهن وأبنائهن، وفي نظري، فإن لمة العائلة الكبيرة في البيت من أهم طقوس الشهر، فالأمر لا يقتصر على تناول الطعام معاً، لكن المشاركة في إعداد المائدة والحلويات وتجاذب أطراف الحديث والمشاركة في السمر والعبادة، بين جميع أفراد العائلة، واستعادة ذكريات الشهر الكريم التي لا ننساها وننقلها للأجيال الجديدة، هذه الأجواء تميز روح رمضان، ولا يمكن تعويضها بالتجمع في أي مكان آخر خارج بيت العائلة».

ويضيف: «في رأيي، فإن بهجة رمضان لا تكتمل بدون هذا الطقس، حيث يبدأ التجمع في البيت منذ الصباح، وليس على موعد الإفطار، فتأتي البنات لمساعدة والدتهن في إعداد المائدة، ويحرصن جميعاً أن تكون مائدة أول يوم في رمضان عامرة بكل ما تشتهي الأنفس، فعادة ما يرسخ في أذهاننا أن صيام أول يوم هو الأصعب، لهذا لابد للإفطار أن يكون احتفالاً كاملاً بالشهر الكريم، وتتسع حدود اللمة بالعائلة لتشمل التجمع عبر تطبيق (زووم) مع أخي الأصغر وأبنائه في الولايات المتحدة، حيث يشاركوننا بهجة رمضان على الرغم من البعد والمسافة واختلاف التوقيت، وبالطبع أنا أيضاً أستعد لهذا اليوم بتعليق الفانوس الكبير بالبيت لإدخال السرور على بناتي وعائلاتهن وأعد الهدايا للأحفاد».

وتتفق خديجة عبدالله، معلمة في دبي، مع الرأي السابق، قائلة: «تزداد فرحتنا بشهر رمضان بسبب تجمعنا في بيت والدي، وعلى الرغم من أنني أقيم مع زوجي وأبنائي في دبي، فإنني لابد أن أعود لمسقط رأسي وبيت أهلي في أم القيوين، لقضاء أول يوم رمضان والاستمتاع بأجواء استقباله وسط اللمة مع من نحب، وبالفعل هو طقس أساسي يميز الشهر الكريم، وعلى الرغم من أن البعض يفضل التجمع في المطاعم، فإنني لا أجد ذلك بديلاً عن التجمع في بيت العائلة خاصة في اليوم الأول».

تقليد

أما دلال محمد، ربة منزل، تعيش في الشارقة، فتحرص على تقليد تتشاركه مع صديقاتها وجاراتها في إعداد مائدة أول يوم رمضان، وعن ذلك تقول: «بدأت فكرة المشاركة بين الجارات في إعداد مائدة رمضان منذ انتشار كورونا، ووجدناها ممتعة ومفيدة، وتوحدت قلوبنا ومشاعرنا في هذا الشهر الكريم منذ بدايته، حيث تعد كل جارة طبقاً تبرع في إعداده، بكميات كبيرة وترسل نصيباً من هذه الأكلة إلى كل بيت من بيوت الجيران والأصدقاء، وهكذا تفعل كل واحدة منا، ولا تتوقف المكالمات بيننا طوال اليوم للترتيب بين البيوت، والأبناء يحملون الأطباق والحلويات لتوصيلها لكل بيت، وهكذا نجتمع على مائدة واحدة عامرة تمتد من بيت إلى بيت، وتتنوع الأكلات التي تميز البلدان العربية المختلفة، فنجد المائدة عامرة بأكلات من كل الثقافات، وهذا تقليد يجمعنا في رمضان من دون بذل مجهود كبير في إعداد العزومات، وفي نفس الوقت يوحد بين الأصدقاء من سكان البناية الذين يعوضون غياب أهلهم في بلدانهم الأم، ويجدون بتجمعاتنا تعويضاً عن تجمعات العائلة التي يشتاقون لها ويفتقدونها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ahsvv4x6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"