عادي
مصنع يوفر 60 مليون لتر سنوياً حلم مشروع

وقود إماراتي بديل

23:22 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: محمد إبراهيم
يوسف سعيد لوتاه، أحد السواعد الوطنية الشابة، يمتلك مصنعاً للوقود الحيوي، تم افتتاحه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أثناء أعمال الاجتماع الثالث لمجلس الاقتصاد الدائري بالدولة.

وفي حديثه ل «الخليج» عن مشروعه الجديد، أكد لوتاه أن إنتاج المصنع يقدر ب 60 مليون لتر سنوياً، يغطي الطلب على استخدام الوقود الحيوي في المحطات، ليمثل إضافة جديدة لشركة لوتاه التي تأسست في عام 2010 بدبي، بكلفة تزيد على 200 مليون درهم.

1

قال يوسف لوتاه، إن شركته تلبي الطلب المتزايد على الوقود البديل في المنطقة، تماشياً مع رؤية الإمارات للتنمية المستدامة، موضحاً أن عدد العاملين في فروعها كافة يبلغ نحو 115 موظفاً بين مهندسين وفنيين وإداريين موضحاً أن خطط واستراتيجيات المشروع تركز على ابتكار حلول مستدامة لمتطلبات الطاقة على المدى الطويل، من خلال زيادة الطاقة الإنتاجية بسرعة، وتعزيز قنوات التوزيع، وإعادة تعريف جودة وقود الديزل الحيوي.

جزء من منظومة

عن أسباب اختياره لمجال «الاستدامة»، أفاد يوسف لوتاه بأنه مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2023 عام الاستدامة، واستضافة الإمارات في نوفمبر المقبل لمؤتمر الأطراف (COP28)، تعهد مصنع لوتاه للوقود الحيوي بأن يكون جزءاً من منظومة الدولة لمواجهة تحديات التغير المناخي.

وأكد أهمية الاقتصاد الدائري في زيادة مستويات الفعالية والمسؤولية في الإنتاج والاستهلاك؛ إذ يتيح فرصاً واسعة للنمو والازدهار للشركات التي تعلي من قيم وممارسات الاستدامة، حيث تركز سياسته على تعزيز الصحة البيئية، ودعم القطاع الخاص في التحول إلى تبني أساليب وتقنيات الإنتاج الأنظف.

ولفت إلى أنه يمكن تحقيق ذلك عبر تبني أساليب وتقنيات استهلاك وإنتاج تضمن جودة الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية، وتعزيز كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية وتقليص الهدر.

وأضاف أن الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للجهود الهادفة إلى تعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الدائري، الذي يمثل مساراً مهماً لترسيخ التنمية المستدامة، يسهم في زيادة الإنتاج والاستهلاك، وإتاحة فرص النمو والازدهار للمؤسسات.

شهادة ووسام

أكد يوسف لوتاه أن دعم الحكومة للمشاريع الرائدة يسهم في تحفيز وتمكين شباب الوطن من تحقيق تطلعاته، والمساهمة في دعم الأجندة الوطنية، بطرق مبتكرة، مشيراً إلى أن لوتاه «للوقود الحيوي» تركز على توفير أفضل الفرص لتأهيل الشباب عبر فرص تدريبية متخصصة.

وأوضح أنه من الجوانب التي تدعو إلى الفخر، حديث وزير الاقتصاد وعضو مجلس الاقتصاد الدائري عبدالله بن طوق المري، عن مصنع لوتاه للوقود الحيوي؛ إذ إنه يُقدم نموذجاً مبتكراً لتحويل زيوت الطبخ إلى وقود حيوي يتم استخدامه في إنتاج الطاقة، ويعزز جهود التحول نحو طاقة أكثر استدامة، وخلق فرص اقتصادية جديدة تخدم جهود الدولة في الانتقال نحو نموذج اقتصادي أكثر مرونة وتنوع وقائم على المعرفة والابتكار ويُحقق أهداف التنمية المستدامة، معتبراً تلك الكلمات شهادة وسام على الصدر يفخر به دائماً.

تحديات وفرص

في حديثه عن التحديات التي تواجهه، أكد يوسف لوتاه، أن الصعوبات التي تواجه تصنيع الوقود الحيوي بصورة عامة، تكمن في عملية جمع زيت الطهي المستعمل (يو سي أو)، وهو منتج تم استخدامه مسبقاً ويمكن إعادة تدويره خاصة أنه متاح بوفرة في الإمارات، إلا أن تجميعه من المطاعم وصالات الطعام والفنادق وغيرها من المؤسسات الغذائية يشكل صعوبة بالغة، لاسيما مع وجود شركات كثيرة تجمعه من دون ترخيص.

وقال إن شركته تجمع ما يقارب من 1000إلى 1500 طن من زيت الطهي المستعمل شهرياً، ولديها القدرة على جمع المزيد، وتصنيع كميات أكبر من الديزل الحيوي، لكن تظل الشركات غير المرخصة المعوق الأساسي.

وأفاد بأن المشكلة مع جامعي (يو سي او) غير مصرح بهم لا تتمثل في استنفاد المواد الخام فحسب، لكن بعضهم يقوم بممارسات غير أخلاقية، عبر تصديره لبعض البلدان التي تتعامل معه التي تقوم بدورها ببيعه للاستهلاك من جديد، وهذا يعد أمراً خطِراً للغاية على الصحة.

وقال إن الشركة تقود الجهود الرامية إلى تنظيم قطاع جمع زيت الطهي المستعمل بالتنسيق مع بلدية دبي والمؤسسات الحكومية الأخرى، وغيرها من أصحاب المصلحة في مجال صناعة الوقود البديل، حيث يأخذ اتباع هذا النهج والتنظيم وقتاً كبيراً لاستكماله وتنفيذه، خاصة مع العمل على جعله أداة فعالة في مجال السياسات لمستقبل الطاقة من خلال تحويل النفايات إلى وقود بديل.

وبمناسبة عام الاستدامة، أكد يوسف لوتاه، ضرورة سن القوانين لاستخدام وتدوير الزيوت المستعملة داخل الدولة ومنع تصديرها للخارج، ما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد المحلي، ونتطلع في عام الاستدامة إلى تضافر جهود المجتمع بفئاته لتعزيز الاستدامة في مختلف المجالات في الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59r4f7zw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"