عادي
نظمته جمعية الإمارات لرعاية الوالدين بالتعاون مع «الخليج»

مجلس رمضاني يدعو إلى إطلاق مبادرات مستدامة لخدمة كبار السن

02:49 صباحا
قراءة 4 دقائق
خلال المجلس

رأس الخيمة: حصة سيف

نظمت جمعية الإمارات لرعاية وبر الوالدين بالتعاون مع «الخليج»، أول مجلس رمضاني نسائي لها في رأس الخيمة، احتضنه مقر مجلس «البيت متوحد»، بمنطقة الظيت الجنوبي.

وأكد المجلس الذي جاء بعنوان «العمل التطوعي في خدمة الوالدين»، أهمية الاهتمام بكبار السن وتقديم خدمات مميزة لهم، ما يسهم في تعزيز ترابط المجتمع وتماسكه.

واستضاف المجلس الذي أدارته الإعلامية حليمة الرئيسي، نخبة من السيدات المهتمات بدعم العمل التطوعي، ممن يملكن خبرات واسعة في حقل العمل الإنساني والتطوعي، بحضور نادية النعيمي، المديرة التنفيذية لفرع جمعية الإمارات لرعاية وبر الوالدين في رأس الخيمة، والدكتورة خلود المنصوري، أستاذة جامعية، وعارفة الفلاحي، عضوة مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، بجانب عضوات جمعية الإمارات لرعاية وبر الوالدين.

رؤية مجتمعية

أثنت نادية النعيمي على تنظيم المجلس الرمضاني النسائي، مشيرة إلى أن أنشطة الجمعية تركز على الاهتمام بالوالدين، خاصة كبار السن منهم، واختارت رؤية الجمعية ربط العمل التطوعي بخدمتهم، والتي لا تقتصر على الوالدين فقط، إنما تشمل كافة كبار السن في المجتمع، لما لهم من دور كبير في تعزيز تماسك المجتمع وترابطه.

أما الدكتورة خلود المنصوري، فقالت: «تُؤدي الجمعية دوراً مُجتمعياً عبر تسليطها الضوء على نماذج اجتماعية في بر الوالدين، وأنا شخصياً تعلمت من أسرتي كيف نبر الوالدين عبر الاهتمام بالجدة خاصة، فوالدي رحمه الله، ظل يهتم ويبر والدته إلى أن بلغت أكثر من ١٠٠ عام بعدها توفيت، رحمها الله، وحين مرض والدي قدمت استقالتي من عملي في جامعة الشارقة، كي أكون بجانبه أطول مدة زمنية ممكنة، إلى أن توفاه الله».

وأضافت: «تعلمنا بر الوالدين عن طريق الاقتداء بآبائنا، وإلى الآن أتذكر كيف كان والدي يقدم العناية والاهتمام بوالديه، خاصة عند كبر سنهما، ولابد أن نربي أبناءنا على بر الوالدين والتناوب على الاهتمام بهم من كل أفراد الأسرة، والاهتمام بهم يشمل مراعاة ظروفهم الصحية وتطبيبهم إذا مرضوا، وتخصيص ممرض أو ممرضة للاهتمام بهم، وآن الأوان لوجود مكان يقدم خدمات نوعية خاصة لكبار السن، وعن طريقه يمكن تقديم العمل التطوعي، الذي لا يتوقف على الوالدين فقط، إنما يشمل كل كبار السن في مثل ذلك المركز.

واستذكرت مريم رجب، عضوة جمعية الإمارات لرعاية الوالدين، قصة والدها رحمه الله، وكيف تناوبت هي وأشقاؤها وشقيقاتها على الاهتمام به، وحرصها شخصياً على رعايته وزيارته، حتى بعد زواجها وإنجابها.

فرض واجب

أوضحت عارفة الفلاحي، أن العمل التطوعي تجاه الوالدين فرض واجب علينا، ومنه نستقي البركة والإحسان والسكنية ورضا النفس، لافتة إلى أن ديننا الإسلامي يحثنا دائماً على بر الوالدين، خاصة أنه مهما فعلنا لا نستطيع أن نوفيهم حقهم.

وأضافت: «هي سلسلة متتابعة، نبر والدينا ثم يبرنا أبناؤنا، تعلمنا ذلك من الأسرة الممتدة، وبر كبار الوالدين ليس قصراً فقط على أمهاتنا وأبنائنا؛ بل يشمل الجيران والأقارب من كبار السن ومن هم حوالينا إجمالاً. اهتمامنا ببر الوالدين حثنا عليه ديننا الحنيف، ونحن قدوة لأبنائنا في ذلك، لدي يوم مقدس هو يوم الجمعة، أخصصه لأمي وجميع الأسرة تجتمع في هذا اليوم، ونعلم أبناءنا كيف نهتم بوالدينا ونبرهم، نعلمهم بالقدوة الحسنة».

واقترحت اعتماد ساعات تطوعية لخدمة كبار السن، وأن تخصص الكليات والجامعات تلك الساعات لخدمتهم، ووجود جمعية الإمارات لرعاية وبر الوالدين توحد تلك الجهود، وتساعد على إرشاد الحالات، التي تحتاج إلى زيارة أو اهتمام والوقوف على احتياجاتهم قدر الإمكان.

واستشهدت الفلاحي، بتجربة اليابان، التي تسخر طاقات كبار السن وتُخصص لهم أنشطة محددة، بدلًا من تقاعدهم وإصابتهم بالأمراض، لأن تشغليهم يحفظ قدراتهم الذهنية والبدنية، ما يستدعي تنظيم أنشطة لكبار السن، تقوم على الاستدامة ودمجهم في المجتمع.

رُخص تجارية

أوضحت ابتسام الدعن، عضوة في جمعية الإمارات لرعاية وبر الوالدين، أن جمعية شمل للفنون والتراث الشعبي والمسرح عملت بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة، على استخراج رخص تجارية لمن أعمارهم فوق ال ٦٥ عاماً، في أنشطة تتناسب مع قدراتهم وتتلاءم مع مهاراتهم.

وأشارت رباب جبارة، إعلامية، إلى ضرورة وجود مراكز خدمة 5 نجوم لكبار السن، تقدم فيها كل الخدمات التي يحتاجون إليها، كما نحتاج من أفراد الأسر بر والديهم بطريقة واعية، بالاهتمام بهم صحياً، وتجنب ما يمكن أن يتسبب بتدهور صحتهم.

من جانبها، أشارت فاطمة اليماحي، عضوة في الجمعية، إلى أن بداية عملها التطوعي كانت في المدارس، ولا تنسى دعاء والدتها الدائم لها، وقالت إن دعاءها بعد مشيئة الله تعالى، حفظها من الموت، بعد أن تعرضت لحادث سيارة، لذلك تحث أبناءها دائماً على الاتصال بجدهم وجدتهم، ليحظوا بدعائهم وهم بركة الرزق وبركة البيت.

توصيات

وسردت الإعلامية حليمة الرئيسي، توصيات المجلس والتي شملت تخصيص ساعات تطوعية لطلبة المدارس والجامعات، لخدمة كبار السن من الوالدين، وتخصيص دور رعاية ومراكز خاصة حسب احتياجاتهم، وتوثيق خبرات كبار السن وقصصهم في مؤلفات وقصص، وإطلاق مبادرات مستدامة خاصة لخدمة كبار الوالدين، ودعم مشاريعهم عن طريق التسويق المجاني.

فرق تطوعية

اقترحت النقيب موزة الخابوري، مديرة فرع البرامج المجتمعية في الشرطة المجتمعية، ورئيس مجلس الشرطة النسائية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، نشر التوعية في الأحياء السكنية، وتشكيل فرق عمل تطوعية من كافه الفئات العمرية، لنشر ثقافه التطوع وتعزيزها لدى كافه شرائح المجتمع والفئات العمرية، لتوطيد العلاقات المجتمعية في خدمة المجتمع.

ولفتت إلى أن هذه الفرق تعمل في الأحياء السكنية من أجل خدمه المجتمع، وخاصة فئه كبار المواطنين، فضلًا عن عقد شراكة مجتمعية مع الجهات المتخصصة في خدمة المجتمع، من أجل الوقوف على احتياجات كبار السن في الأحياء السكنية، وتوصيل احتياجاتهم، وحمايتهم من الاستغلال والسرقة، مشيرة إلى أن آلية العمل على المقترح تكمن في حصر أعداد كبار المواطنين في الأحياء السكنية، وحصر أعداد الشباب الموجودين في المنطقة، من الذكور والإناث، والتواصل مع كبار المواطنين، وإنشاء تطبيق إلكتروني يُعنى بجميع الاحتياجات، وربط التطبيق مع جميع الفرق التطوعية، لتبادل الأفكار والمقترحات التطويرية لخدمة الفئة المستهدفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvywn8r8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"