أصحاب الهمم

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

يُشارك أصحاب الهمم مجتمعهم في رحلة البناء كما ينخرطون في كل مجالات الإبداع، ويُسهمون في المسيرة الوطنية، وسط تشجيع من القيادة الرشيدة التي تثمّن إصرارهم وتحدّيهم للصعوبات ورغبتهم في إثبات قدراتهم ومهاراتهم، وفي كل مرة تلتقي القيادة أصحاب الهِمم والمؤسسات الحاضنة لهم؛ حيث يمكنك أن تستوحي من هذا المشهد مقدار الدعم والتشجيع الذي تحظى به هذه الشريحة المجتمعية من أجل شحذ هِممهم وانخراطهم بفاعلية، واستثمار ما توفره الدولة لهم في تحويل التحدي إلى منجزات كما فعلوا في الأولمبياد الخاص بأبوظبي، واعترافاً بجهودهم في تحقيق الإنجازات والتغلب على جميع التحديات في مختلف الميادين الحيوية في الدولة.
يعرّف القانون الإماراتي الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بأنه شخص يعاني نقصاً مؤقتاً أو دائماً، كاملاً أو جزئياً، أو ضعفاً في قدراته الجسدية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية، إلى الحدّ الذي يحدّ من قدراته على أداء المتطلبات العادية، وتؤْمن الهيئات الحكومية بأهمية حصول التعليم لكافة شرائح المُجتمع، وتمّ إطلاق السياسات والتشريعات والمُبادرات التي تضمن اندماجهم بشكل كامل في المنظومة التعليمية، بما يضمن تطوير قدراتهم اللغوية ومهاراتهم الاجتماعية والحياتية، لتُساعدهم على التكيف والانخراط في مجتمعهم ليكونوا أفراداً فاعلين ومؤثرين، فيجب على المدارس توفير الدعم التربوي لهم في الفصول الدراسية؛ للإيفاء باحتياجاتهم التعليمية المختلفة، وتشمل فئات أصحاب الهِمم: الإعاقات الذهنية والخلل النفسي والسّلوكي، وحالات التوحد، وخلل المخاطبة واللغة، والإعاقات الجسدية والصحية، وضعف البصر، وضعف السمع، وحالات العجز المتعدد.
وضعت دولتنا القانون الاتحادي رقم (29) لسنة (2006)، والذي يضمن حقوقهم في كافة المجالات الصحية والتعليمية والمهنية والاجتماعية، وأطلقت السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، وتحقيق مشاركتهم الفاعلة والفرص المتكافئة لهم في ظل مجتمع يتقبلهم، فضلاً عن سياسة حمايتهم من الإساءة، وتشمل جميع أشكالها التي قد يتعرضون لها، من حرمانهم من أساسيات الرعاية والتأهيل والعناية الطبية أو الترفيه والدمج المُجتمعي، أو استغلالهم في جلب المنافع المادية.
فقد خلقنا الله مختلفين ليكمل بعضنا البعض لا لنؤذي غيرنا، فالتعامل معهم يجب ألّا يختلف عن أي تعامل اجتماعي آخر، ولكن هناك بعض أساسيات التعامل مع هذه الفئة ومنها: أسلوب المُحادثة والتّعامل معهم بأسلوب راقٍ وحضاريّ، وعدم التحدث معهم باستخفاف، وعدم استخدام المُفردات الطفولية أو الإيحاءات المبالغ فيها، وكذلك عدم استخدام المصطلحات الهجومية أو العدائية؛ لأنّها تُسبّب لهم الأذى، وتجرح أحاسيسهم ومشاعرهم، فعلينا إخضاع لغتنا إلى رقابة قوية، واختيار الألفاظ بعناية وحرص شديدين.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4862cub6

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"