عادي

رغم الهدنة.. الخرطوم تستيقظ على ضربات جوية ومعارك برية

18:10 مساء
قراءة 3 دقائق
الخرطوم- أ.ف.ب
تواصلت المعارك في السودان، الجمعة، على الرغم من الهدنة التي تعهّد القائدان العسكريان بالالتزام بها، ورغم التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات.
ولليوم الـ21 على التوالي، استيقظ سكّان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة على وقع الضربات الجوية ونيران المدافع الرشاشّة، بحسب ما أفاد شهود.
ومنذ 15 إبريل/نيسان، أسفر القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي إل إي دي).
وأكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ «المأساة يجب أن تنتهي»، ملوّحاً بفرض عقوبات على «الأفراد الذين يهدّدون السلام»، لكن من دون أن يسمّي أحداً.
وكانت هذه الدولة التي يبلغ عدد سكّانها 45 مليون نسمة، خرجت في عام 2020 من عقدين من العقوبات الأمريكية التي فُرضت عليها.
وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير، الثلاثاء، أنّ طرفي النزاع وافقا «مبدئياً»، خلال اتصال معه، على هدنة تستمرّ من 4 ولغاية 11 الجاري.
لكن رئيسة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز تتوقّع معارك «طويلة الأمد» لأنّ «الطرفين يعتقدان أنّ بإمكان كلّ منهما الانتصار عسكرياً وليست لديهما دوافع تُذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات».
من جهته، قال خالد عمر يوسف وهو وزير سابق إنّه «في كل دقيقة تستمرّ فيها (الحرب) يموت أناس ويتشرّد بشر ويتمزّق مجتمع وتضعف الدولة».
وأسفر القتال عن إصابة أكثر من خمسة آلاف شخص بجروح، وتشريد ما لا يقلّ عن 335 ألف شخص وإجبار 115 ألفاً آخرين على النزوح، وفقاً للأمم المتحدة التي تطلب 402 مليون يورو لمساعدة السودان الذي يعدّ من أفقر دول العالم.
وأوضحت الأمم المتحدة أنّ «أكثر من 50 ألف شخص عبروا في الثالث من مايو/أيار إلى مصر، مضيفة أنّ «أكثر من 11 ألف شخص» عبروا إلى إثيوبيا و«30 ألف شخص إلى تشاد».
من جهته، أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس أنّه «من الضروري للغاية» ألا تتخطّى الأزمة السودانية الحدود. وفي دارفور غرباً على الحدود مع تشاد، تمّ تسليح مدنيين للمشاركة في الاشتباكات بين الجنود وقوات الدعم السريع ومقاتلين قبليين ومتمرّدين، وفقاً للأمم المتحدة.
وأفاد شهود عيان، الخميس، عن اشتباكات في الأُبيّض التي تقع على بُعد 300 كيلومتر جنوب العاصمة.
ووصل 30 طنّاً إضافية من المساعدات، الجمعة، إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبياً في منأى عن أعمال العنف. وتسعى الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكومية أخرى إلى التفاوض بشأن تسليم هذه الشحنات إلى الخرطوم ودارفور، حيث تعرّضت المستشفيات والمخزونات الإنسانية للنهب والقصف.
وفي وقت تتكثف فيه الاتصالات الدبلوماسية في إفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش: إنه اختار الاقتراح الذي تقدّمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايغاد) بسبب الحاجة إلى «حلول إفريقية لمشاكل القارّة»، مرحّباً في الوقت ذاته بالوساطات الأخرى.
وكان مبعوث البرهان موجوداً في أديس أبابا، الخميس. كما أعلنت القاهرة أنّها تحدثت عبر الهاتف إلى القائدين المتحاربين. وتعقد الجامعة العربية في القاهرة الأحد، اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية ستخصّص أحدهما لبحث الحرب في السودان.
وتعهّد معسكر البرهان تسمية موفد يمثّله للتفاوض على الهدنة مع الطرف الآخر برعاية «رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي».
من ناحية أخرى، أعلنت قوات الدعم السريع أنّها وافقت على هدنة لمدة ثلاثة أيام - وليس أسبوعاً - وأنّها تتواصل مع قائمة طويلة من البلدان والمنظمات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4wsazzxj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"