دليل الإمارات للذكاء التوليدي

تغيرنا تكنولوجيا العصر من خلال اختراعات ثورية حولت كل فرد منا إلى قرية كونية متنقلة، فقد أتيح لبشر هذا العصر الاتصال العابر لفكرة الزمن والمكان، وهناك إنترنت الأشياء التي تحقق تفاهماً وتفاعلاً عبر شبكة من الأجهزة المختلفة والحواسيب وأجهزة الاستشعار والمحركات، هذا التفاعل الذي يبث في هذه الجوامد روح التفاهم والتحليل والتصرف وفق البيانات والمعطيات المتبادلة يحقق مزيداً من الوصول إلى العالم بما يخدم البشرية على نطاق واسع وذكي، ويجعل الإنسان في حالة اتصال دائم مع منزله وسيارته وحتى أعضائه الحيوية من خلال الأجهزة الذكية.
البيانات الكبيرة والحوسبة هي فرصتنا القادمة لتغيير مجتمعاتنا إلى الأفضل، حيث يتم تجميع كل هذه الأصول المعلوماتية الكبيرة سريعة التدفق ومعالجتها بالاعتماد على أنظمة ذكية ليتم الاستفادة منها في مجالات الصحة والتعليم والمشاريع العملية الضخمة كمشروع الجينوم البشري.
التعليم الآلي هو أحد أنواع الذكاء الاصطناعي الذي يركز على بناء خوارزميات تستقبل البيانات المدخلة وتحللها إحصائياً ومن ثم تقوم بالتنبؤ بالنتائج المطلوبة، وذلك يحدث في حالة التعلم المراقب الذي يحدث من خلال البشر، إلا أن هناك نوعاً آخر من التعلم وهو غير مراقب بمعنى أنه فعل ذكاء اصطناعي خالص باستخدام التعلم العميق لمعالجة أمور أكثر تعقيداً.
كيف يؤثر ذلك في عملنا نحن الموظفين؟ طرحت منذ فترة حكومة دولة الإمارات «دليل الذكاء الاصطناعي التوليدي» الذي يمكن أن تستفيد منه شريحة عريضة تضم الموظفين، أصحاب المشاريع الناشئة، الطلبة والخريجين على حد سواء، كمفتاح للإبداع والإنجاز بسرعة وفاعلية خاصة في قطاعات مثل التعليم، الرعاية الصحية، الإعلام والعلوم المتقدمة.
يناقش هذا الدليل محاور مهمة تتعلق بخصوصية البيانات خاصة أن الذكاء التوليدي قائم على المعلومات التي يدخلها المستخدم، كما أن هناك محوراً يسلط الضوء على تحديات استخدام اللغة العربية في هذه المعالجات، بسبب ثراء هذه اللغة وتعدد سياقات الاستخدام واللهجات، بالإضافة إلى تحديات جودة المدخلات والمخرجات، وما يقابلها من تحديثات وبدائل في المنصات المستخدمة.
إن التعامل مع هذه الأدوات يتطلب فهماً لقواعد الاستخدام والتفاعل التي تعتمد على مهاراتنا في التعلم المستمر، التحقق من صحة المعلومات والجودة والاستخدام الأخلاقي الذي يتمثل في المسؤولية، الشفافية، احترام الحقوق والخصوصية ومراعاة حقوق الملكية الفكرية.
[email protected]