عادي

مارتينيلي.. من الدرجة الرابعة في البرازيل إلى أضواء «البريميرليج»

10:58 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: ضمياء فالح
بدأ مشوار البرازيلي جابرييل مارتينيلي (21 عاماً) نجم أرسنال الإنجليزي، الذي يلاحق أول لقب لـ«المدفعجية» في «البريميرليغ» منذ 2004، في ملعب متواضع على بعد ساعة من ساوباولو منذ سن الـ16 في نادي ايتوانو درجة رابعة.
كان النادي يقيم في يناير بطولة للفرق المحترفة دون الـ20 عاماً سنوياً والكشافة من حول العالم يجدون فيها تربة خصبة للمواهب بحكم أن المدينة يقطنها 12 مليون شخص.
كشاف أرسنال السابق فرانسيز كاجيجاو الذي أدار صفقة فابريغاس من برشلونة وروبن فان بيرسي وايمي مارتينيز ذهب إلى هناك بتوصية من كشاف إيفرتون جوشكن، وقال له في الدرجة الرابعة في ايتوانو يوجد لاعب مميز بسن الـ15 عاماً.
جلس كاجيجاو في المدرجات تحت المطر وحيداً، لم يكن أحد يعرف هوية الإسباني المولود في لندن والذي كان مرة لاعباً في ناشئة أرسنال، لكن كاجيجاو من عمله 30 عاماً أدرك أن مارتينيلي جوهرة رغم معاناته مع لاعبين أكبر سناً منه في المباراة ويقول: «لم يقدم أفضل مبارياته لكنه كان شجاعاً وسريعاً وهجومياً ويجيد توقيت الهجمة. أحببت أسلوبه فسألت إن كان بمقدورنا جلبه أسبوعاً للتجربة؟ لا إحصائيات ولا بيانات فقط حدس كشاف. الإحصائيات تساعدك في فترة اللاعبين وتقلل رحلات الطيران من 300 إلى 200 وكان لدينا في أرسنال هوس بالإحصائيات لكن مع مارتينيلي لم نطبقها».
ايتوانو رفض طلب كاجيجاو باصطحاب مارتينيلي للتجربة في أرسنال وصدم الكشاف لأنه اعتاد التعامل مع الفرق اللاتينية التي كانت تطير من الفرح إن سمعت باهتمام ناد أوروبي كبير بلاعب فيها لتغطي نفقاتها. بعد أيام سمع كاجيجاو برحيل مارتينيلي لتجربة في برشلونة ويقول: «ظننت أنه ضاع مني».
خضع مارتينيلي لتجربة أسبوعين أيضاً في مانشستر يونايتد ويعلق الجناح البرازيلي: «أعتقد أنني كنت بسن الـ13 أو الـ14 عندما ذهبت لمانشستر لأول مرة، لا أتذكر تماماً لكنني كنت صغير السن ولم يكن يعرفني أحد. كانت تجربة جديدة، أول مرة بعيداً عن المنزل وكنت أشعر بالخوف وأريد العودة. بلد مختلف ولغة مختلفة لذا كان الوضع صعباً علي».
ويروي كاجيجاو تكملة القصة ويقول: «قلت لجميع الكشافة في القسم ضعوا أقلامكم جانباً وراقبوا هذا الفتى في شريط الفيديو. أردت من الجميع أن يكونوا معي، لماذا؟ لأنه كان لاعب درجة رابعة في البرازيل».
كان جونينو لاعب ميدلزبرة السابق رئيساً للنادي البرازيلي وأسس أكاديميته لكن الملعب لا يتسع إلا لـ18 ألف متفرج ومدرج واحد فيه سقف ولم يلاحظ أي من كبار أندية ساو باولو موهبة مارتينيلي.
ذهب كاجيجاو مرة ثانية لايتوانو لكنه هذه المرة أصبح معروفاً وعرض صديق لعائلة مارتينيلي أن يكون منزله مكاناً للقاء الكشاف مع الجناح ووالده.
يقول كاجيجاو أنه عندما وصل لبيت هذا الصديق وجد 10 وكلاء لاعبين آخرين أمام المنزل فقلت: «إن لم أستطع التحدث معه على انفراد سأعود إلى لندن».
وافق والد جابي في نهاية المطاف على التحدث معي على انفراد. شعرت بانبهار، لم يسبق لي أن عقدت اجتماعاً مع عائلة لاعب بهذا الإقناع منذ صفقة فابريغاس. كانوا رائعين ومتواضعين والفتى كان ذكياً ومستمعاً جيداً وكان الأب يقول لي: «اسمع فراني، هذه حياة جابي ومن الأفضل أن يجيب هو على الأسئلة. لا أريده أن يقول مستقبلاً إنني دمرت حياته».
خرجت من المنزل واتصلت على المدير التنفيذي سانيليي وقلت له: «لا شك عندي، سيكون الفتى نجماً، فلنوقع معه».
تم الحديث عن 4 ملايين استرليني لكن بعد عودة كاجيجاو للندن ارتفع السعر إلى 6 ملايين، فيما كشف جابي عن أيقونته في صباه وقال الجناح الذي سجل 15 هدفاً في 35 مباراة لأرسنال: «إن كنا نتحدث عن لاعبي الكرة فأنا كنت دوماً أتطلع لكريستيانو رونالدو، اعتدت مشاهدته وهو يلعب كثيراً في نشأتي. أحببت أسلوبه في اللعب لكن في الحياة كان مصدر إلهامي. أمي شجعتني دائماً، أمي وأبي دعماني طوال الطريق. لعب والدي الكرة قليلاً في شبابه، لم يكن محترفاً بل كان يلعب الكرة للمرح وأعتقد أنه كان يحلم دائماً أن يكون له ولد يحترف كرة القدم».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrx39wh7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"