الخطة الاستراتيجية للموارد البشرية لحكومة دبي تعزز التنافسية وترفع الكفاءات

دبي:"الخليج"
جاءت الخطة الاستراتيجية لدائرة الموارد البشرية لحكومة دبي (2023 – 2026) لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة ومنسجمة مع ما أكد عليه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي "أن الموارد البشرية هي المحرك الحقيقي للتنمية والتطوير، وهي الأساس الذي نستند إليه لتحقيق رؤيتنا المستقبلية لإمارة دبي". وقول سموه : "نحن نريد أن نصنع مستقبلنا بأيدينا، ونؤمن بأن المواهب والكفاءات الإماراتية هي القوة الدافعة لتحقيق هذا الهدف".
وتحرص الدائرة من خلال خطتها الاستراتيجية على توفير بيئة عمل مناسبة وفرص تطوير للكوادر البشرية المتميزة، لتعزيز مكانتها في دبي ودعم الرؤية الاستراتيجية للإمارة، وترسيخ مكانة دبي باعتبارها واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم، ومركزاً عالمياً للابتكار والإبداع، إذ أن تطوير الكفاءات وتعزيز قطاع الموارد البشرية سيكون له دور كبير في تحقيق رؤية دبي وقيادتها.
محاور الاستراتيجية
قالت منى بو حميد المدير التنفيذي لقطاع موارد المستقبل بدائرة الموارد البشرية، أن الدائرة حرصت على وضع محاور إستراتيجية مستندة إلى تطلعات إمارة دبي، وتبني أنظمة عمل عالية الأداء، تقدم أفضل الأطر والمنصات والأنظمة لضمان خدمات سريعة ومميزة لإدارات الموارد البشرية في الجهات الحكومية، وتمكينها من النمو وتحقيق رؤاها الخاصة من خلال إدارة تشريعات الموارد البشرية وفق بيئة تنظيمية مرنة.
وأضافت أن دور الدائرة يتمثل في ضمان تنفيذ قانون الموارد البشرية عبر تطوير سياسات ولوائح واضحة توفر مرونة أكبر للجهات الحكومية في إمارة دبي، وسيتم تحقيق ذلك من خلال التدقيق المستمر في البيئة الحكومية لتكون الدائرة قادرة على تطبيق التعديلات اللازمة بشكل استباقي ومرن.
وأكدت حرص الدائرة على إدارة محفظة خدمات بطرق مبتكرة واستباقية، من خلال تقديمها لخدمات متعددة للدوائر الحكومية التي تقع تحت اختصاصها بما يشمل تطبيق أنظمة الموارد البشرية وتبني أفضل الممارسات العالمية بما يسهم في تنمية القطاع، إذ سيكون تركيز الدائرة على التقييم المستمر لفعالية وفائدة الخدمات المقدمة، وحل جميع الشكاوى التي يتم رفعها من قبل المستخدمين بشكل استباقي.
وأوضحت منى بو حميد أن من محاور الاستراتيجية، محور تبني أنظمة عمل عالية الأداء والذي يهدف لتمكين عملية اتخاذ القرار في قطاع الموارد البشرية من خلال توفير الحلول الرقمية وإدارة فعالة للبيانات عبر توفير الدائرة للأدوات والمنصات والأنظمة التي تدعم عمليات الموارد البشرية للدوائر الحكومية في دبي، مما يقلل من العبء على موظفي الموارد البشرية في هذه الجهات ويسمح لهم بالتركيز على مجالات خبرتهم، مع توفير مصدر واحد للحقيقة لصناع القرار الحكوميين، إذ سيتم تحقيق ذلك من خلال اعتماد وتطوير حلول رقمية رائدة لتسهيل تكامل البيانات، واتساق ودقة المعلومات، والعمليات الموحدة وتقديم الخدمات لضمان كفاءة الإنفاق والحوكمة المتكاملة داخل حكومة دبي.
وأشارت إلى أن من محاور الخطة كذلك محور قيادة الفكر الريادي، عبر توجيه تطوير قيادة الفكر لإدارة القدرات البشرية عن طريق البحث والتطوير وقيادة الابتكار المؤثر عبر العمل عن قرب والتعاون مع مختلف الجهات الرائدة في القطاع لتعزيز القدرات الأساسية التي تمكن الدائرة من قياس الأثر والقيمة المضافة، إذ تهدف الدائرة لقيادة قطاع الموارد البشرية استراتيجياً، وتطبيق أفضل الممارسات لمواجهة تحديات القطاع، وستركز الدائرة على مواجهة التحديات في ضوء المستجدات والمتغيرات المستمرة السريعة، وكذلك من خلال العمل على بناء بيئة ترتكز على الابتكار لتحديد أهم التوجهات والتطلعات المستقبلية في القطاع، إضافة لاحتضان وتبني الأفكار المبتكرة لقيادة الفكر الريادي في قطاع الموارد البشرية محلياً ودولياً وسيتم تحقيق ذلك عبر برامج ودراسات وأبحاث، والعمل مع خبراء ومختصين في مجال الموارد البشرية والتعاون مع مؤسسات وجهات ستزود حكومة دبي بحلول وتوصيات فعالة للتغلب على تحديات سوق العمل والتخطيط والتحضير للمستقبل.
أهداف الاستراتيجية
من جانبها أكدت وضحه الغفلي مدير إدارة الاستراتيجية والتميز في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، أن لدى الدائرة العديد من الأهداف الاستراتيجية الطموحة التي تتطلع للوصول إليها بتطبيق أفضل الممارسات لتمكين خدمات الموارد البشرية الفعالة والارتقاء بالمواهب، تحقيق جودة الحياة والسعادة للمواهب البشرية، وتقديم المشاريع والخدمات المشتركة بفعالية، والسعي لتحقيق الاستدامة المالية بما يتوائم مع رؤية دبي المستقبلية.
وقالت إن الدائرة تطمح لجذب وتطوير أفضل العقول للحفاظ على تنافسية حكومة دبي وجعلها الوجهة الأفضل للعمل من خلال التركيز على بناء قوة عاملة من الإماراتيين القادرين على تقديم أفضل ما لديهم من قدرات، ومواءمة القدرات الإماراتية مع الأجندات الوطنية والمحلية، إذ تولي حكومة دبي أهمية كبيرة للتوطين، وعهدت إلى دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي الدور الحاسم في قيادة المجهودات المبذولة في هذا الجانب، لذلك ستقوم الدائرة بالتركيز على ضمان حصول المواطنين الإماراتيين على القدرات والمهارات المناسبة التي يتطلبها التوجه الاستراتيجي لحكومة دبي، مشيرة إلى أن الدائرة ستحقق ذلك من خلال التقييم المستمر لاحتياجات المهارات والقدرات، إضافة إلى تطبيق التوجهات العالمية وأفضل الممارسات في إدارة المواهب لرفع مهارات الطاقات الإماراتية وإعادة تأهيلها باستمرار، بالإضافة إلى تقييم فرص التأثير الاجتماعي ودمج جميع مستويات المجتمع لتكون قوى محفزة لتحقيق تطلعات حكومة دبي.
وأضافت وضحه الغفلي، أن الدائرة تسعى لجعل حكومة دبي البيئة الأمثل للعمل على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي من خلال القياس المستمر لتوقعات السوق، مع توفير حزم رواتب وامتيازات تنافسية مخصصة لكل فرد، بالإضافة إلى تعزيز وترسيخ قيم السعادة والرفاهية بما يخدم أداء الموظفين ويحقق التوازن بين الحياة والعمل، كما تحرص الدائرة على تأهيل القوى العاملة من خلال تنمية المواهب وإدارتها، وسيتم التركيز على المعرفة والمهارات الرئيسية والتقنية من خلال برامج التطوير الوظيفي والتدريب، حيث تهدف الدائرة إلى إنشاء بيئة عمل إبداعية ومحفزة مزودة بكوادر مؤهلة تتمتع بالمهارات والمعارف اللازمة لتلبية متطلبات أصحاب المصلحة وتحقيق أهداف دبي.
مرتكزات الاستراتيجية
تتطلع دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي إلى الاستمرار في تحقيق أهدافها ورؤيتها، وذلك من خلال التركيز على 4 مجالات رئيسية تنظم أعمالها ترتكز على تطوير أفضل الممارسات، ونشر الوعي والمعرفة بأنظمة وتطبيقات إدارة الموارد البشرية الحديثة المستندة على أفضل الممارسات العالمية، ونقلها إلى القطاع الحكومي في دبي، وترتكز كذلك على الأنظمة المركزية ودورها في الجانب التشغيلي المتمثل في مجموعة من الأنظمة والتطبيقات التي تضمن التناسق والتكافؤ بين مكونات القطاع الحكومي، وتشكل قاعدة للتناغم والتكامل المؤسسي، ومصدراً للقيم المشتركة المعززة.
كما ترتكز الدائرة في تحقيق أهدافها ورؤيتها إلى مرتكز الإشراف والتنظيم وما يتبعه من دور إشرافي وتنظيمي تقتضيه متطلبات حوكمة وإدارة الموارد البشرية، وأيضا مرتكز التوافق التشريعي والتنظيمي، بما يضمن الكفاءة الاقتصادية في إدارة إجراءات الموارد البشرية داخل القطاع الحكومي في الإمارة. وبناء القدرات الذي يتجسد من خلال إنتاج وتبادل المعرفة مع القطاع الحكومي، وبناء القدرات وترسيخ البيئة التعليمية في القطاع الحكومي، ووضع وتنفيذ خطط وبرامج التوطين النوعي، وبرامج تنمية المهارات القيادية، وتقديم الدعم والتسهيل لجميع الجهات الحكومية.
الرؤية والرسالة
تمثلت رؤية الدائرة من خلال خطتها الاستراتيجية للأعوام الثلاثة 2023 وحتى 2026 في "دعم الرؤى المستقبلية لإمارة دبي بمواهب مبتكرة وعقول متميزة وخبرات تنافسية عالمياً "، وقدمت الاستراتيجية رسالة واضحة في غاياتها وهي:" جهة مركزية معنية بقيادة وتمكين قيادة قطاع الموارد البشرية من خلال تطوير حلول ذكية وسياسات مرنة ومبتكرة وتنمية المواهب والعقول التي تدعم تنافسية إمارة دبي".
وتقوم الدائرة بقيادة الفكر والبحث، وتطور حلول مبتكرة، وتجذب أفضل الخبرات في فئتها، وتبني القدرات الوطنية التنافسية من خلال نظام مركزي عالي الأداء وبيئة تنظيمية مرنة لدعم نظام بيئي مرن لإدارة رأس المال البشري في دبي، معتمدة على مجموعة من القيم وهي: " المبادرة - الفضول والتعلم - التعاون والمشاركة - الابتكار والإبداع – التميز والكفاءة - النزاهة ".
مبادرات داخلية
تتضمن استراتيجية الدائرة (2023-2026) العديد من الآليات التي تعمل بموجبها على قيادة وتمكين قطاع الموارد البشرية، من بينها مبادرات على صعيد التأثير الداخلي، تشمل مبادرة تطوير اطار عمل لقياس اثر السياسات والبرامج، والتعاقب الوظيفي في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، ومبادرة السعادة لموظفي الدائرة، وإنشاء مكتبة ذكية، وتطوير التحول الرقمي ومبادرة تقييم فجوة مهارات موظفي الدائرة والحصول على عدة شهادات عالمية في الجودة وتطوير اتفاقيات مستوى الخدمات وتحسين آليات عمل الشراكات مع أصحاب المصلحة وتطوير النموذج التشغيلي ونموذج العمل وإعادة هندسة العمليات للدائرة.
مبادرات خارجية
تتلخص أبرز مبادرات الدائرة ذات التأثير الخارجي بالمواءمة مع خطة دبي: مبادرة إعادة هندسة الوظائف والكفاءات الحكومية ومبادرة توظيف الباحثين عن عمل وتمكين إدارات الموارد البشرية في الجهات الحكومية، وتطبيق إطار قياس إنتاجية الموظفين والقطاع الحكومي، وبناء وتطوير قدرات الكوادر البشرية بما يتناسب مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية لحكومة دبي وكذلك مبادرة دراسة تحديات قوانين المعاشات والتأمينات الاجتماعية التي تواجه المواطن في سوق العمل الحكومي أو القطاع الخاص وتطبيق وتفعيل تخطيط القوى العاملة.
وتسعى الدائرة لتوفير القدرات والمهارات المناسبة للمواطنين الإماراتيين، وذلك من خلال تطوير الخطط والاستراتيجيات المناسبة لتحقيق هذا التوجه، عبر توفير بيئة عمل مشجعة على الابتكار والإبداع، وتوفير التدريب والتطوير المستمر للموظفين، وتنمية المواهب المواطنة والاستفادة من الخبرات العالمية، ودعم ملف التوطين وتحقيق الأهداف المرجوة منه، إذ تعد الدائرة مسألة بناء قوة عاملة من الإماراتيين القادرين على تقديم أفضل ما لديهم هو هدف رئيسي لاستراتيجيتها.
وتتلخص أبرز مبادرات دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي ذات التأثير الخارجي والموجهة لهيئات ودوائر ومؤسسات حكومة دبي والقطاعات والفئات المستفيدة بالسجل الموحد لموظفي حكومة دبي، وصندوق الادخار، وتطوير التحول الرقمي الحكومي في إمارة دبي، ونظام التعلم الذكي، وتحسين مؤشر دبي للمرونة في بيئة العمل، وتنمية الفكر الريادي داخل الدائرة، وإعادة تصميم عمليات وإجراءات تقييم الوظائف، وزيادة نطاق واستدامة مركز تقييم القدرات، وتقييم وإعادة هندسة خدمات الدعم وعمليات وإجراءات اتصالات الدائرة، وتطوير وتنفيذ إطار الامتثال لسياسات الموارد البشرية العسكرية، وتطوير منصة جمع الخبرات، واستحداث جائزة للتوطين النوعي على مستوى الإمارة وربطها ببرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وإعداد برامج تكريم وتحفيز موحدة للموظفين بشكل عام، والمواطنين بشكل خاص، ووضع برامج تثقيفية للمتقاعدين وتنفيذها مع الشركاء الاستراتيجيين، ومبادرة تطوير وإطلاق وظائف بناء قدرات المستقبل، وتطوير وتنفيذ سياسات المرونة في التوظيف الجديد أو المحافظة على الموظفين وتطوير وتنفيذ برنامج رعاية الموظفين الحكوميين والنمو الشخصي، وابتكار خدمات جديدة وتطوير تجربة العملاء وتطوير القيمة المضافة لحكومة دبي وتطوير سياسة التنقل الحكومي والتكامل مع المسار الوظيفي.
وتستند دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي في تحقيق هذه المبادرات على استراتيجيات متعددة وأنظمة مرنة تتبعها بشكل مستمر، و تحسين بيئة العمل في حكومة دبي وتقديم الدعم اللازم للموظفين، باعتبار الدائرة جزءاً أساسياً من الرؤية الاستراتيجية لإمارة دبي، وتعتمد على استراتيجية متكاملة لتعزيز مكانة قطاع الموارد البشرية في دبي، ودعم الرؤى المستقبلية للإمارة بمواهب مبتكرة وعقول متميزة وخبرات تنافسية عالمياً، واستقطاب المواهب الإماراتية والعالمية والحفاظ عليها.