عادي
عقد اجتماعات مكثفة على هامش قمة السبع لحشد التأييد ضد روسيا

«زيلينسكي في هيروشيما» الغرب: ندعم أوكرانيا حتى النهاية.. وموسكو: انتظروا مخاطر مهولة

16:00 مساء
قراءة 7 دقائق
2

الخليج - متابعات
عقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، منذ وصوله إلى مدينة هيروشيما اليابانية، السبت، العديد من اللقاءات وجلسات المباحثات مع قادة مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وذلك من أجل حشد التأييد والدعم لمواجهة موسكو، حيث تعهد القادة الغربيون المشاركين في القمة بتقديم الدعم ومساعدة كييف حتى النهاية.
في المقابل، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، إن القرارات التي اتخذت في قمة مجموعة السبع المنعقدة في هيروشيما باليابان تهدف إلى احتواء روسيا والصين، لافتاً إلى أن دول الغرب ستواجه مخاطر مهولة إذا أمدت أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16.

  • جلسة السلام والاستقرار

قالت وزارة الخارجية اليابانية إن زيلينسكي، سيشارك في محادثات حول أوكرانيا مع قادة مجموعة السبع، الأحد، إضافة إلى جلسة حول السلام والاستقرار، ستشمل أيضاً دولاً غير أعضاء مدعوة للقمة مثل الهند والبرازيل.

الصورة
1

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية للصحفيين: «علينا استخدام كل الوسائل لإلزام دول عدم الانحياز بقضية الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا».
وقال زيلينسكي فور وصوله هيروشيما، بعد حصوله على دعم أمريكي لتزويد كييف بطائرات مقاتلة متطورة تطالب بها، وتدريب طيارين أوكرانيين، فضلاً عن أشكال مختلفة من الدعم العسكري قدمتها دول غربية لأوكرانيا: إن «السلام سيكون أقرب» نتيجة اجتماعات قمة مجموعة السبع.
وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: «اليابان. مجموعة السبع.. اجتماعات مهمة مع شركاء وأصدقاء أوكرانيا.. أمن وتعاون مكثف كي ننتصر.. اليوم سيكون السلام أقرب».
وتأتي قمة هيروشيما (أول مدينة في العالم تتعرض لهجوم بقنبلة ذرية)، في الوقت الذي يواجه فيه أعضاء مجموعة السبع، التحديات الهائلة التي تمثلها الأزمة الروسية الأوكرانية والتوترات مع الصين، لا سيما بشأن تايوان.
وأظهر مقطع مصور بثته هيئة الإذاعة اليابانية زيلينسكي، مرتدياً الزي العسكري المموه يترجل من الطائرة ويسير مسرعاً نحو سيارة تقف في انتظاره، ويأتي وصوله بعد أن حذر أعضاء مجموعة السبع من أن الدول التي تحاول استخدام التجارة كسلاح ستواجه «عواقب»، مما يرسل إشارة قوية إلى الصين.

  • اجتماعات مكثفة 

على هامش القمة، اجتمع الرئيس الأوكراني زيلينسكي مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وتعانق الطرفان عندما التقيا، وجلسا جنباً إلى جنب لإجراء مناقشات قبل إخراج ممثلي وسائل الإعلام من المكان.
وقال الرئيس الأوكراني عبر تليغرام، إنه شكر لسوناك: «الدور القيادي للمملكة المتحدة في التحالف الدولي» لتزويد كييف بطائرات مقاتلة وتدريب طياريها.

الصورة
2

واجتمع زيلينسكي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في وقت سابق من السبت، وبحث كذلك مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في القيود الأوروبية على بعض المنتجات الزراعية الأوكرانية، معتبراً أنه من غير المقبول أن يتم تمديد هذه القيود لما بعد الخامس من حزيران/يونيو.
 ووافق الاتحاد الأوروبي على تقييد استيراد بعض المنتجات الزراعية الأوكرانية حتى التاريخ المذكور سعياً إلى الحد من الفائض في الكميات المتوفرة.

  • تغيير قواعد اللعبة

من جهته، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى اليابان لحضور قمة مجموعة السبع بأنها «تغير قواعد اللعبة»، وذلك بعد اجتماع الزعيمين لإجراء محادثات على هامش القمة.
وقال ماكرون: «أعتقد بأن هذه فرصة مميزة لتكون هناك مباحثات مع دول كثيرة من الجنوب والتعبير عن موقفكم وإرسال رسالة ومشاركة وجهة نظر. أعتقد بأنها يمكن أن تغير قواعد اللعبة».

الصورة
2

وأضاف ماكرون أن فرنسا ستكون مع أوكرانيا حتى النهاية.
والتقى الرئيس الأوكراني رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، السبت، في مدينة هيروشيما اليابانية، في اجتماع هو الأول بينهما منذ مطلع 2022.
وأتى اللقاء على هامش تلبية الزعيمين دعوة لحضور قمة مجموعة السبع التي تتألف من الدول الصناعية الكبرى (الولايات المتحدة، اليابان، فرنسا، كندا، ألمانيا، إيطاليا، بريطانيا)، وتستضيفها هيروشيما حتى الأحد.
وتعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للرئيس زيلينسكي، بأن نيودلهي ستقوم بكل ما في وسعها لوضع حد للأزمة الروسية الأوكرانية.
وقال مودي متوجهاً إلى زيلينسكي: «أتفهم الألم الذي تشعر به، وكذلك ألم المواطنين الأوكرانيين. يمكنني أن أؤكد لك أننا، الهند وأنا شخصياً، سنقوم بكل ما في وسعنا لحل ذلك».

الصورة
1

من جهته، أفاد حساب الرئيس الأوكراني عبر تطبيق تليغرام، بأن زيلينسكي، شكر للهند دعمها وحدة أراضي بلادنا وسيادتها، خصوصا في مقرات المنظمات الدولية، إضافة إلى المساعدات الإنسانية التي وفّرتها لكييف.
وقال الرئيس الأوكراني إنه دعا الهند إلى الانضمام إلى صيغة السلام الأوكرانية خلال محادثاته مع مودي، مضيفاً عبر تطبيق تليغرام أنهما بحثا أيضاً احتياجات أوكرانيا فيما يتعلق بنزع الألغام والمستشفيات المتنقلة، خلال أول اجتماع لهما وجهاً لوجه منذ فبراير/شباط 2022.
وأتى لقاء مودي وزيلينسكي على هامش تلبية الزعيمين دعوة لحضور قمة مجموعة السبع التي تتألف من الدول الصناعية الكبرى (الولايات المتحدة، اليابان، فرنسا، كندا، ألمانيا، إيطاليا، بريطانيا)، وتستضيفها هيروشيما حتى الأحد.
ونشر الحساب الرسمي لرئيس الوزراء الهندي على «تويتر»، صورة له يصافح زيلينسكي، قبل أن يعقدا اجتماعاً موسعاً بمشاركة وفدي البلدين.
وفي سياق متصل، قال متحدث ألماني إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التقى بالمستشار الألماني أولاف شولتس على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان، السبت.

  • تشديد العقوبات

في اجتماعات قمة مجموعة السبع وافق زعماء المجموعة على تشديد العقوبات على موسكو وتقليص التأثر بنفوذ الصين.
وبدافع القلق إزاء الدور الضخم الذي تلعبه الصين الآن في كل سلاسل الإمداد بداية من أشباه الموصلات إلى المعادن المهمة، أصدرت مجموعة السبع بياناً رسمياً، حدد استراتيجية مشتركة للتعاملات المستقبلية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال زعماء مجموعة السبع في البيان: «ندعو الصين إلى الضغط على روسيا لوقف تدخلها العسكري والسحب الفوري والكامل وغير المشروط لقواتها من أوكرانيا».

الصورة
1

وحذروا من أن الدول التي تحاول استخدام التجارة كسلاح ستواجه «عواقب»، في رسالة قوية إلى بكين على خلفية الممارسات التي تقول واشنطن إنها تصل إلى مستوى التنمر الاقتصادي.
وقالوا: «نحن لا نتفرق أو نتقوقع.. وفي الوقت نفسه، ندرك أن المرونة الاقتصادية تتطلب التخلص من المخاطر والتنويع.. إن الصين المتنامية الملتزمة بالقواعد الدولية ستحظى بأهمية عالمية».
وصدر هذا البيان بعد وقت قصير من هبوط زيلينسكي بطائرة تابعة للحكومة الفرنسية.

  • احتواء موسكو وبكين

وفي المقابل، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، إن القرارات التي اتخذت في قمة مجموعة السبع المنعقدة في هيروشيما باليابان تهدف إلى احتواء روسيا والصين.
وقال لافروف في اجتماع متلفز: «أنظروا إلى القرارات التي نوقشت واتخذت اليوم في قمة مجموعة السبع في هيروشيما، وتهدف إلى احتواء كل من روسيا والصين».
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية الروسي، القول: إن دول الغرب ستواجه «مخاطر مهولة» إذا أمدت أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16.
وجاء ذلك رداً من جروشكو على سؤال حول تداعيات إمدادات الطائرات التي تطلبها أوكرانيا من دول حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وقال مسؤولون أمريكيون كبار: «إن أوكرانيا لم تحصل بعد على تعهدات بعمليات تسليم للطائرات، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال لزعماء مجموعة السبع، الجمعة، إن واشنطن تدعم برامج التدريب المشتركة للطيارين الأوكرانيين على طائرات إف-16».
ونقلت تاس عن جروشكو القول: «نرى أن دول الغرب لا تزال ملتزمة إزاء سيناريو التصعيد. إنه ينطوي على مخاطر مهولة عليها».
وأضاف: «على أي حال، سيؤخذ ذلك في الاعتبار في جميع خططنا، ولدينا كل الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف التي حددناها».

  • طائرات إف 16

وكانت الولايات المتحدة، قد أشارت في السابق إلى فترات تدريب الطيارين الطويلة والمكلفة، كأسباب لعدم تزويد كييف بطائرات إف 16، مع إصرار المسؤولين على وجود طرق أكثر فاعلية من حيث الكلفة لتعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا.
لكن من المرجح الآن على ما يبدو، أن تنضم طائرات إف-16 إلى قائمة الأنظمة المتطورة، بما فيها الدبابات الغربية والأسلحة بعيدة المدى، التي وافق حلفاء أوكرانيا على تزويدها بها بعد تردد في البداية.
وقال بايدن، لقادة مجموعة السبع في اليابان إن واشنطن ستدعم الطلب الآن، في خطوة أشاد بها زيلينسكي معتبراً أنها قرار تاريخي.
وقال زيلينسكي إنه سيلتقي بايدن في هيروشيما لمناقشة «التنفيذ العملي» للخطة.
وشدد مستشار الأمن القومي جيك ساليفان، على أن القرار المتعلق بالطائرات لا يعكس تحولاً في سياسة الولايات المتحدة.
وصرح للصحفيين في هيروشيما: «لم يتغير شيء. نهجنا في توفير الأسلحة والعتاد والتدريب للأوكرانيين اتبع مقتضيات الصراع».
أضاف: «وصلنا إلى مرحلة حان فيها الوقت للنظر إلى الأمام والقول ما الذي ستحتاج إليه أوكرانيا.. لتكون قادرة على ردع العدوان الروسي والتصدي له؟».
وتابع: «طائرات إف-16 مقاتلات من الجيل الرابع، هي جزء من هذا المزيج. والخطوة الأولى الواضحة هنا هي القيام بالتدريب ثم العمل مع الحلفاء والشركاء والأوكرانيين لتحديد كيفية تنفيذ نقاط التزويد الفعلية أثناء مضينا قدماً».

  • حرب عالمية ثالثة

لا يزال الجدول الزمني لتلك التدريبات غير واضح، وقدر المسؤولون الأمريكيون في وقت سابق أن تستغرق ما يصل إلى 18 شهراً.
مع ذلك، رحب الحلفاء بالقرار ومنهم المملكة المتحدة، وكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك، على تويتر: «ستعمل المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك لتزويد أوكرانيا بالقدرة الجوية القتالية التي تحتاج إليها»، مضيفاً: «إننا متكاتفون».
ونفى ساليفان أن يسهم تزويد أوكرانيا بالطائرات في تصعيد الصراع، وقال إن أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام أي معدات عسكرية أمريكية لشن هجمات داخل روسيا.
وأضاف: «سنبذل كل ما بوسعنا لدعم أوكرانيا في دفاعها عن سيادتها وسلامة أراضيها، وسنمضي قدماً بطريقة تتجنب حرباً عالمية ثالثة».
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: «ما فعلناه على مدى 20 عاماً مع الصين لتشجيع التنمية كان صائباً، لكن ربما كان علينا أن نكون أكثر حرصاً بشأن مواد حيوية وسلاسل التوريد وتلك العناصر».
وأضاف: «أعتقد بأن هدف جميع قادة مجموعة السبع هو القول إن الصين اتبعت سياسة منهجية للحصول على مواد خام مهمة والتحكم في سلاسل التوريد.. ونحن نستجيب لذلك من خلال التنويع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s47x676

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"