عادي
المتحف يوثّق إنجازات الدولة بـ15 ألف قطعة

«الشحوح» و«التراث العمراني» يشيدان بمتحف «1185» لعبيد الكتبي

17:06 مساء
قراءة 5 دقائق
استقبل د. عبيد الحيري سالم الكتبي وفداً تراثياً تفقّد متحفه الشخصي «1185» بالعاصمة أبوظبي، برئاسة عبد الله راشد بن لقيوس الشحي رئيس جمعية الشحوح للتراث الوطني في أبوظبي، وفرح إبراهيم البستكي أمين السر العام لجمعية التراث العمراني بالدولة بدبي، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجمعيتين، بحضور صديق فتح علي بن عبد الله الخاجة رئيس مجلس آباء مدارس أبوظبي، ود. مائدة الطيار خبيرة الترميم والدراسات التاريخية.
وأشاد الزوار بالمجهود الوطني المميز للدكتور عبيد الحيري ومبادرته الشخصية المهمة في توثيق التراث الوطني والحفاظ عليه من الاندثار. وضم متحفه «1185» أكثر من 15 ألف قطعة، وقد خصص له قسماً منفصلاً في منزله بأبوظبي، مؤكداً أن أهمية هذا المتحف لا تتوقف على ما يتضمنه من قطع، لكنها تنبع من أنه يقدم صورة عن إنجازات الدولة عبر تتبع مسيرته المهنية.
وقد جاءت فكرة المتحف من إيمان د. الكتبي بأن على كل فرد أن يقدم لوطنه ما يستطيع تقديمه من جهد وعمل وإنجازات، و«أردت أن يسرد المتحف مسيرة الدولة من خلال رجل؛ إذ استطاعت الإمارات أن تحقق إنجازات كبيرة تفوق كثيراً عمرها الزمني، وعكست مقتنيات المتحف كيف استثمرت الإمارات في رجالها، والنجاحات التي حصل عليها أبناء الوطن هي شهادات على نجاح نهج الاستثمار في بناء الإنسان، الذي شكّل ركيزة في فكر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو النهج الذي يحرص عليه قادة الدولة وشيوخها دائماً».
وأوضح د. الكتبي للوفود خلال الجولة في متحفه أن اختياره اسم «1185» للمتحف يعكس اعتزازه وفخره بانتمائه إلى القوات المسلحة؛ إذ كان هذا الرقم هو أول رقم عسكري له عقب تخرجه في كلية زايد العسكرية في عام 1977.
ورأى د. الكتبي أن متحفه يختلف عن غيره من المتاحف الشخصية، كون كل القطع التي يتضمّنها مقتنيات شخصية أو هدايا وتذكارات تلقّاها خلال مسيرته في العمل في السلك العسكري أو الدبلوماسي، ولذلك يصفها بأنها إنجازات تمت خلال فترة عمل استمرت 43 عاماً في خدمة الدولة، منها 32 في القوات المسلحة، انتقل بعدها للعمل عضواً في المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ونائباً للقائد العام لشرطة أبوظبي لمدة ست سنوات، لينتقل في عام 2015 إلى وزارة الخارجية والتعاون الدولي ويشغل منصب سفير دولة الإمارات لدى أستراليا لثلاث سنوات، عاد بعدها إلى الخدمة في وزارة الخارجية لمدة عام ونصف العام.
يكشف التجوّل في متحف «1185» عن التنوّع الكبير فيما يتضمنه من مقتنيات، كما يعكس المجهود الكبير المبذول في تصنيف وعرض المقتنيات، لتقدم ما يمكن وصفه بالسرد الزمني لمسيرة صاحب المتحف المهنية، وكذلك رصد مدى حرص الدولة منذ بدايتها على إتاحة العديد من الفرص أمام أبنائها للتعلم، ومتابعة التحصيل العلمي في مختلف المجالات في أنحاء العالم.
تبدأ الجولة من ركن مخصص للبطاقات والأوراق الشخصية للدكتور عبيد الكتبي، مثل بطاقة المدرسة الخاصة به، التي يعود تاريخها إلى عام 1971، وأول جواز سفر، وأول رخصة قيادة، إلى جانب بطاقات دراسية، وأخرى لمشاركات أكاديمية في عدد من جامعات العالم، وبطاقات هوية وعمل، وبطاقات بنكية، وبطاقات طيران، وغيرها من الوثائق المهمة.
وتشمل المقتنيات مجموعة من الأقلام، وأخرى من الساعات، وثالثة من أجهزة الهواتف المحمولة، التي تعكس مراحل تطور صناعة هذا الجهاز، موضحاً أن «هذه المجموعة تعود ملكيتها له ولأفراد أسرته؛ إذ اعتاد الاحتفاظ بكل هاتف امتلكه، أو كان ملكاً لأفراد الأسرة أيضاً. إضافة إلى مجموعة متنوّعة وكبيرة من الميداليات التي حصل عليها أو أهديت إليه من مختلف دول العالم في مناسبات مختلفة. وتوثيقاً لحلم الوصول إلى الفضاء، يضم المكان ميدالية كبيرة تحمل اسم وصورة المغفور له الشيخ زايد، نُفّذت بمناسبة وصول الإمارات والعرب إلى المريخ، وسجل عليها تاريخ هذا الحدث العالمي وهو التاسع من فبراير 2021.
ويضم متحف «1185» مجموعة من السيوف والخناجر القيّمة والنادرة، من بينها سيف الحرس الأميري بدولة الإمارات، وسيف الساموراي، إلى جانب سيف فيلم «لورد أوف رينجز»، الذي يُعدّ من القطع النادرة على مستوى العالم، باعتباره واحداً من 15 نسخة فقط صُنعت من هذا السيف، والنسخ الأخرى يمتلكها ملوك ورؤساء دول وشخصيات عامة، منهم الملكة إليزابيث، والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
ومن القطع النادرة التي يضمها المتحف رقعة شطرنج صُنعت يدوياً، وتتميز بدقة وجمال التفاصيل المنقوشة على كل قطعة، وهي هدية من رجل أعمال روسي. كما يضم المتحف هواتف ميدانية قديمة، منها هاتف صنع في عام 1920، والثاني استخدم خلال الحرب العالمية الثانية 1945، إضافة إلى أول تليفون متنقل في الإمارات، وآخر من الجيل الثاني.
يضم المتحف أكثر من ركن يرصد مسيرة د. الكتبي في العمل العسكري والشرطي، من أهمها ركن يضم الشهادات الأكاديمية وشهادات التقدير التي حصل عليها، وتتصدّرها شهادة تخرّجه في كلية زايد العسكرية عام 1977، التي سلّمها له المغفور له الشيخ زايد، ويصفها الكتبي بأنها أكثر قطعة يعتزّ بها في مسيرته، خصوصاً أنها تتضمن ما يمكن اعتباره «دستور حياة لكل من ينتمي إلى المؤسسة العسكرية، وما تبثه في نفس من يحملها من شعور كبير بالثقة والفخر والاعتزاز بانتمائه إلى هذه المؤسسة».
ويضم المتحف قطعاً أخرى ترتبط بالعمل الشرطي والعسكري، منها «عصا القائد»، التي حصل عليها خلال خدمته في شرطة أبوظبي، وعدد من أزياء عسكرية وشرطية، وشارات تحمل الرتب المختلفة التي تقلّدها، وعدد من الدروع والميداليات التي أهديت له خلال مسيرته المهنية.
تشغل المقتنيات المرتبطة بعالم الرياضة جانباً مهماً في المتحف، وتتصدّرها «ميدالية الفرسان»، وهي أكبر ميدالية في العالم سًجلت في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية باسم الإمارات، وما زالت حتى اليوم.
وأعرب الكتبي عن اعتزازه بتحقيق هذا الإنجاز لدولته، مشيراً إلى أن «الفرسان» هو اسم الفريق الذي شكّله في 2008، بهدف تشجيع الجمهور على الحركة ونشر ثقافة ممارسة الرياضة جزءاً من أسلوب الحياة لأفراد المجتمع، وضم الفريق في بدايته 13 شخصاً، ووصل العدد إلى 48، وشارك في 2014 في سباق «الترامارثون 72 كم»، وحصل على ميدالية الفرسان التي سجلتها موسوعة «غينيس» باعتبارها أكبر ميدالية في العالم.
وكذلك يضم أزياء لأحداث وسباقات رياضية تذكارية داخل الدولة وخارجها، إلى جانب مجموعة من العملات التذكارية، التي أصدرت بالتزامن مع مشاركة الإمارات في بطولة كأس العالم لكرة القدم في إيطاليا عام 1990.
لم يغفل د. عبيد الكتبي عن توثيق فترة خدمته في السلك الدبلوماسي سفيراً لدولة الإمارات لدى أستراليا؛ إذ خصص ركناً للمقتنيات المرتبطة بتلك الفترة، وكلها توضح طبيعة العلاقات الطيبة التي ربطت السفارة الإماراتية بالمجتمع هناك وبالمؤسسات والجاليات المختلفة.
ومن أبرز هذه المقتنيات صورة بانورامية للكتبي تتكون من 1135 صورة صغيرة، تمثل عدد الأيام التي قضاها في الخدمة، إلى جانب العديد من الدروع والهدايا التذكارية الأخرى. ويضم المتحف قسماً للهدايا التي يقدمها زوّار المكان تعبيراً عن اعتزازهم به، ورغبتهم في المشاركة فيه بما لديهم من مقتنيات يعتزّون بها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/muk8z5tx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"