عادي

رحيل صانع الأمل صالح اليعربي «لا إعاقة بل إرادة وانطلاقة»

13:00 مساء
قراءة دقيقتين

العين: راشد النعيمي

غيّب الموت صانع الأمل والأديب والشاعر صالح سالم اليعربي، الذي ووري في الثرى الخميس، بمقبرة بني ياس. ونعت «جائزة أبوظبي» الفقيد الذي كان من بين الفائزين بها عام 2009، مؤثراً وفاعلاً وصاحب قصة كفاح وتحدٍّ.

واليعربي، رجل عصامي، لم تحُل الإعاقة الجسدية التي أصيب بها في ريعان شبابه، بينه وبين تحقيق طموحاته، فامتدت ثمرة نتاجه من مقالات ومؤلفات ومحاضرات، لتلمس القلوب والعقول، وتوقد جذوة التحدي والتغلب على المصاعب لدى الكثير.

1

وقد قَدِمَ اليعربي، من عُمان إلى إمارة أبوظبي عام 1975، وعلى الرغم من إصابته بالشلل في العشرين من عمره، ازداد تصميماً على تحقيق طموحه والعمل لخدمة المجتمع، ولم يعقه الكرسي المتحرك عن متابعة تحصيله العلمي، فحصل على الثانوية. ثم عمل ليؤمن نفقات تعليمه الجامعي، حتى تخرج فيها بدرجة امتياز في الاختصاص الذي اختاره، ليواصل مسيرته بالحصول على ماجستير إدارة الأعمال.

بدأت رحلته مع الصبر، بحادثة سقوط في أثناء ممارسته للرياضة، أقعدته عن الحركة، ليسكن هذا الجسد الثائر في شرخ شبابه، ثم بدأ رحلة علاج طويلة داخل الدولة وخارجها، وانتهت به على كرسي متحرك. فقيّده في مكان محدود، ولكنه عجز عن تقييد خياله الذي راح يسبح بعيداً بين طيّات زمان مضى، وحاضر راح يؤثر فيه ويتأثر به، ومستقبل أقسم في نفسه على تغييره، ليأتي متوافقاً مع أحلامه وآماله وطموحاته. وتحقق له كثير مما أراد، وأنجز بعضاً من المراد.

كتب كثيراً من المقالات في الصحف المحلية، مثل «الخليج» و«الاتحاد»، فألهم القراء وجذب الانتباه. ألّف مجموعة من الكتب التي بعثت الأمل في النفوس، بموضوعاتها التي ترسم أفقاً مشرقاً للتصميم والتحدي، وتحض على التغلب على الصعاب.

من مؤلفاته «لا إعاقة بل إرادة وانطلاقة» 1999، «خواطر وقراءات» 2000، «فيض المشاعر» 2002، «إشراقة وانطلاقة» 2002، «رحلتي مع الصبر» 2004 و«إعجاز وإنجاز» 2012. 

كما ألقى الكثير من المحاضرات في منابر علمية، منها «جامعة الإمارات» في مدينة العين، و«كليات التقنية» بأبوظبي، و«جامعة الحصن»، والمدارس لعرض تجربته وحثّ الطلاب على طلب العلم والسعي لتحقيق طموحاتهم.

وهو ينصح ويرشد ويوعي إلى أهمية المثابرة والتصميم، ويشجع ذوي الاحتياجات الخاصة على الإيمان بقدراتهم وطموحاتهم، والسعي إلى تحقيقها دون كلل. لهذا فهو يتطوع دائماً بالعمل مع المنظمات والمؤسسات الخيرية، ومنها «الهلال الأحمر الإماراتي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nhdf8nfz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"