دولة الكتاب

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

كرّست دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها في العام ١٩٧١ وإلى اليوم مفهوم ثقافة القراءة بقرارات تأتي دائماً من جانب أصحاب السمو حكام الإمارات، وهي قرارات أخلاقية بالدرجة الأولى ومستقبلية في الوقت نفسه وبالتحديد حين تتوجه هذه المكرمات والمبادرات إلى أبناء وبنات المدارس في المراحل التعليمية الثلاث: الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، وذلك هو البعد المستقبلي الذي يشار إليه دائماً مقترناً بثقافة القراءة وهي سياسة قيادية إماراتية مُثلى ومتوارثة من قيادة إلى قيادة ومن عهد إلى ثقافي إماراتي إلى آخر ونادراً ما نجد مثيلاً لهذا الثابت الفكري والمعنوي الإماراتي في بلد آخر في العالم، وليس أمر الثقافة في الإمارات مسألة أسبقية أو منافسة في العالم، بل هو هنا في الدولة الحديثة العالمية الإمارات مسألة فكر وقرار ورؤية أرساها منذ البداية المغفور له الشيخ زايد رجل الحكمة والفراسة والشعر والأدب، وبقيت هذه القواعد الذهبية لشيخ التأسيس قائمة وراسخة إلى اليوم.
أمس الأول، نحن أمام معنى ثقافي أخلاقي قيادي مستقبلي مرة ثانية، تمثل في توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص ١٠ ملايين درهم لشراء كتب ومراجع من معرض أبوظبي الدولي للكتاب لتذهب كل هذه الحزمة المعرفية إلى مكتبات مدارس الدولة، والمكرمة القيادية النبيلة هذه ليست الأولى من نوعها في تاريخ معرض الكتاب، بل، حظيت مدارس الدولة في سنوات ماضية وفي دورات المعرض السابقة بمبادرات رئاسية داعمة مباشرة لمستقبل القراءة والثقافة والفكر، هذا المستقبل الذي يبدأ من مكان نبيل واحد هو: المدرسة.
في دعم صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، نقرأ هنا روح الدولة، روح الاتحاد دائماً وأبداً. الروح المتمثلة في طبيعة شخصية حكام الإمارات أنفسهم، فهؤلاء رجال ثقافة من حيث المبدأ والتربية والنشأة والتعليم. رجال شعر وأدب وكتابة وتاريخ ومعرفة بالناس والأنساب والأرض والأصول. رجال فطرة أدبية جمالية قبل أن يكونوا رجال قيادة وحكم، فجاءت النتيجة طبيعية وتلقائية: القراءة.
نجحت دولة الإمارات في الاقتصاد، وفي التنمية والإعمار، والاستثمار، والديبلوماسية، والفضاء، والعلوم، والحداثة.
يحترم حكام الإمارات ورجالاتها وأعيانها وشخصياتها الوازنة في الاقتصاد والتجارة والسوق والمال والأعمال.. يحترمون الشخص القارئ، وهذا ليس بالضرورة أن يكون مثقفاً.. المهم أنه يقرأ.
نرفع الإمارات على رؤوسنا لأنها دولة كتاب، بل هي دولة الكتاب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mw4s3nsp

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"