منظومة التأمين الصحي بالدولة، في تطور وتحسين مستمرين، سواء الخاص بالمواطنين أو المرتبط بالوافدين، ومعظم الفئات شملها التأمين الصحي، لكن تبقى بعض الفئات من الجانبين، غير مشمولة بالتغطية التأمينية.
فئات عدة من المواطنين لا يشملها التأمين الصحي، وتلك الفئات فعلياً غير قادرة على الحصول على الرعاية الصحية في القطاع الخاص، وتعتمد بشكل رئيسي على المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية، التي في معظم الأحيان تكون مزدحمة، وساعات الانتظار فيها تطول.
المواعيد الطبية في المستشفيات الحكومية، مرتبطة بشكل رئيسي، بالحصول على ورقة تحويل من المراكز الصحية، وتلك الآلية لا تصلح في ظل التطور الكبير الذي تشهده المرافق الصحية الحكومية؛ فمن حق المريض الحصول على الرعاية مباشرة في المستشفى، وعلى يد أطباء متخصصين.
من غير المنطق أن يذهب المريض إلى المركز الصحي، وينتظر ساعة للدخول على الطبيب العام، وإجراء التحاليل المطلوبة، ومن ثم تحويله على المستشفى التخصصي، فالمريض مدرك لوضعه الصحي، وقادر على معرفة أن الحاجة تستدعي طبيباً متخصصاً، سواء بالعظام أو الدم أو غيرهما، وليس مراجعة طبيب عام.
لماذا لا تفعّل آلية مراجعة الأطباء في المستشفيات الخاصة على المستشفيات الحكومية، فيستطيع المريض الحصول على موعد في الحكومي عند الطبيب المتخصص، من دون الحاجة إلى ورقة التحويل من المركز الصحي، فالهدف دائماً تطوير الخدمات، بما يلبي تطلعات المتعاملين، ويرضي العملاء من المرضى.
مشروع التأمين الصحي الاتحادي، ومشروع التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين في الشارقة، سيمثلان علامة فارقة في منظومة التأمين الصحي، وسيحظى الجميع بالتأمين الصحي وتحديداً المواطنين، خاصة أن التأمين الصحي في الشارقة ما زال مقتصراً على كبار المواطنين وموظفي حكومة الشارقة، فالفئات الأخرى لم يشملها التأمين حتى الآن.
والتأمين الصحي الاتحادي سيكون استكمالاً لمنظومة التأمين الصحي في الإمارات، ونجاحاً بارزاً للرعاية الصحية في الدولة، وسعادة كبيرة للجميع، ومن ثمّ سيقل الضغط على المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية، التي تزيد معدلات التردد عليها، ويكون ذلك ضعف الطاقة الاستيعابية، فتكون تلك المستشفيات الحكومية قادرة على التطوير، وتقديم الخدمات بجودة عالية.
التطور كبير في القطاع الصحي الحكومي، لكن معدلات التردد كبيرة على الحكومي في ظل عدم حصول الجميع على التأمين الصحي، ومع تفعيله للجميع، ستكون النتائج إيجابية على المواطنين والمستشفيات الحكومية والخاصة، وتفعيل نظام التطبيب عن بُعد في المستشفيات والمراكز الحكومية والخاصة سيكون فعّالاً ويقلل الضغط على القطاع الصحي ويسعد المرضى.
[email protected]
