عادي

متلازمة الأمعاء المتهيجة

22:47 مساء
قراءة دقيقتين

د. أيسم مطر

القولون العصبي أو متلازمة الأمعاء المتهيجة خلل في حركة القولون الطبيعية السلسة، وتظهر في بعض الحالات على شكل تقلصات متشنجة أو قوية تدفع الطعام بسرعة وتمنع امتصاص السوائل بشكل جيد عبر الغشاء المخاطي المبطن للقولون، ما يسبب الألم والإسهال، أو تكون هذه الحركة بطيئة أو ضعيفة في أحيان أخرى، وينتج عنها حدوث تأخر في حركة محتويات القولون، ويؤدي ذلك إلى امتصاص كمية أكبر من السوائل، وحدوث الإمساك، أو سكون تام يتيح فرصة لتخمر الطعام، وكثرة الغازات والانتفاخ والألم، وفقاً للدكتور أيسم مطر اختصاصي الأمراض الباطنية.

ويلفت د.مطر إلى أن أسباب القولون العصبي لم يتم تحديدها حتى الآن، ولكن تشير بعض النظريات والأبحاث إلى أن متلازمة الأمعاء المتهيجة تحدث عندما يكون القولون حساساً للضغط النفسي وبعض أنواع الأطعمة؛ حيث يختل عمله، وينجم عنه اضطراب التفاعل بين الدماغ والجهاز الهضمي، ووجدت دراسات أخرى أنه بسبب تأثير الجهاز المناعي الذي يقوم بحماية الجسم من الجراثيم، أو التغيير في البكتيريا الحميدة الموجودة بشكل طبيعي في الأمعاء؛ حيث إن هذه الجراثيم تصيب الجهاز الهضمي وتسبب النزلات المعوية المتكررة، وتساعد في حدوث المرض.

ويشير د.مطر إلى أن أعراض القولون العصبي تظهر على شكل ثلاث علامات رئيسية؛ وهي: آلام البطن، الإمساك، والإسهال ولعدة أشهر، وربما ترافقها انتفاخات وغازات تصدر من البطن، وقلق واضطرابات بالنوم، وتتأرجح العلامات بين الخفيفة والشديدة، وتزيد في حالة وجود الضغوط النفسية، أو السفر، أو تغير نمط الحياة اليومي.

ويتابع: يتم تشخيص القولون العصبي من الدرجة الأولى من خلال الفحص السريري والتاريخ الطبي والأعراض التي يعانيها المريض، وعمل الفحوص اللازمة لاستبعاد وجود أمراض معدية، أو عضوية، وصورة الدم الشاملة، واختبارات وظائف الكبد، وقياس سرعة ترسب الدم، والغدة الدرقية، وفحص البطن عن طريق الموجات فوق الصوتية، واختبار الزفير للهيدروجين لاستبعاد سوء هضم اللاكتوز، وإجراء منظار القناة الهضمية عندما يستدعى الأمر.

خيارات علاجية

يلفت د.مطر إلى أن مرض القولون العصبي لا يمكن التخلص منه نهائياً، لكن توجد بعض التدابير لتخفيف الأعراض وتشتمل:

  • العلاج الدوائي الذي يندرج تحته عدد من العقاقير الحديثة، التي تُخفف من أعراض القولون العصبي وتحفز عضلاته للعمل بشكل معتدل، مع الحرص على تناول الأدوية التي تعالج الإمساك من خلال استثارة عضلات القولون لأكثر من أسبوع، لأنها ربما تؤدي إلى إمساك على المدى الطويل.
  • أثبتت الدراسات الحديثة فاعلية تناول البكتيريا الحميدة في العلاج؛ إذ إنها تحفز المناعة وتكافح البكتيريا الضارة وتمنع استقرارها، وتحفز ناقلات عصبية معينه تمنع حدوث الالتهابات.
  • يجب على المريض تجنب الأطعمة المهيجة للقولون بوجه عام، وتناول وجبات منتظمة، متوازنة، متعددة وصغيرة، وشرب كمية كافية من الماء والسوائل.
  • الاهتمام بالممارسة المنتظمة للرياضة؛ حيث إنها تعمل على شد العضلات وتحافظ على الوزن وتضبط إيقاع القولون، وتجنب التدخين.
  • المحافظة على أخذ قسط كافٍ من النوم والابتعاد عن الإجهاد والضغوط النفسية، والمحافظة على الاسترخاء العضلي والتنفسي للجسم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5vvh9aw4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"