احتيال ونصب

منذ فترة ليست بالقصيرة وبعد كل إعلان عن طرح اكتتاب في شركة جديدة أو قائمة سواءً كانت تابعة لإمارة من الإمارات أو شركة مساهمة عامة، تخرج علينا في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، إعلانات عبر شركات لم نسمع بها من قبل كلها تصب في ذات القناة والموضوع، وتفيد بالتالي: «عزز دخلك مع سالك.. سهم شركة سالك الإماراتية يقفز 78% في بداية أول يوم إدراج له.. استثمر في سهم سالك واكسب دخلاً شهرياً يتجاوز 14000 درهم إماراتي.. سجل قبل الإغلاق» بالرغم من أن الإعلان منشور بعد الإغلاق بشهور لكنه يحمل صورة شخص لا ندري من هو.
 ويفيد إعلان آخر منشور في وسائل التواصل الاجتماعي لذات الشركة، بأن المستثمر في سالك سيحقق دخلاً ثابتاً قدره 12000 درهم شهرياً، ومسبوق بفيديو لمسؤول كبير في سالك يتحدث حول بدء الاكتتاب ولا يشير إلى أي شيء عن تلك العائدات، وإعلان آخر عن ذات الشركة لكن هذه المرة يفيد بأن المساهم سيحصل على 4500 درهم إماراتي في الأسبوع أي 18000 درهم شهرياً، والطريف أن كل تلك الإعلانات مصدرها موقع واحد لا يمت لسالك بصلة، وإعلان آخر في موقع آخر مفاده «الاكتتاب العام.. تعلن مجموعة الأنصاري للخدمات المالية طرح 10% من أسهمها للاكتتاب في سوق أبوظبي.. متوقع الأرباح الشهرية للفرد 25000 درهم إماراتي» مع صورة لشخص يحمل شيكاً باسمه ومدون عليه مبلغ ال 25000، وإعلان آخر مفاده «لأول مرة في الإمارات يمكنك تحقيق 12000 درهم شهرياً.. لا تفوت الفرصة! يمكن الآن لكل مستثمر في أسهم إعمار الحصول على دخل ثابت قدره 12000 درهم شهرياً» مع صورة لأحد كبار التنفيذيين في الشركة.
هذه الإعلانات التي تبث عبر مجموعة من المواقع وبشكل شبه يومي، تدعو للاكتتاب من خلالها، وهنا مكمن الخطورة والارتياب الذي قد يكون مدعاة للجهات المسؤولة للتنبه لذلك، والشركات التي وردت أسماؤها في تلك الإعلانات لاتخاذ الإجراءات المناسبة التي تحمي الناس خصوصاً من قد يصدق مثل هذه الإعلانات، التي تتنافى مع أبسط فنيات وأساليب الاستثمار. إن من حق أفراد المجتمع أن تتم حمايتهم وتطهير وسائل التواصل من كل شكل من أشكال الاستغلال بفرض رقابة تحمي، وتستبق الحدث، كذلك أن تنبه الشركات بشكل عام إلى مثل هذه الإعلانات غير المقنعة، والتي قد تسبب الضرر للكثيرين.
نرجو أن تتضافر جميع الجهود لصالح حماية المجتمع وأفراده من قبل جميع الجهات، وسمعة الإمارات فوق كل اعتبار.