عادي

مخططات الشباب للإجازة.. بعيداً عن رغبات الأهل

23:05 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي
الكثير من الأهالي يسلمون إلى رغبة أبنائهم بالاستقلال بأنفسهم، ووضع مخططاتهم الخاصة لإجازة الصيف، فما أن يبلغوا سن المراهقة حتى يبدأون بالابتعاد عن مخططات الأهل والبحث عن مشاريع ترفيهية خاصة بهم برفقة أقرانهم، أما بالنسبة للسفر برفقة العائلة فالأمر مرهون بعوامل كثيرة، بعضها يعيد الشاب إلى رفقة الأهل والاستمتاع معهم، وبعضها يجعله يفضل السفر أو البقاء في المنزل، مفضلاً قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو السفر معهم كما نقرأ هنا..

الصورة

يختلف الأمر ما بين الفتيات والشبان بالنسبة لقرار السفر مع الأهل، حسب رولا السبع، موظفة مبيعات، وتقول: يبدأ الأبناء عادة بالابتعاد عن دائرة الأهل عندما يستقلون بشخصياتهم ويكوّنون مجتمعهم الخاص، من الطبيعي أنهم يستمتعون مع أصدقائهم أكثر، ويشعرون بأنهم على راحتهم من دون وصاية، لكن تبقى هناك بعض الفروقات بسبب طبيعة الفتاة والتربية ومساحة الحرية، وأضافت أنها تسمح لابنتها بالسفر مع صديقاتها ربما بعد التخرج في الجامعة والاطمئنان إلى أنها نضجت وتستطيع التصرف والاعتناء بنفسها جيداً.

بتجاربها المتشابهة مع أبنائها الثلاثة وعلى مراحل مختلفة، تؤكد منال غنيم، ربة منزل، أن الأبناء في مرحلة المراهقة يبدأون بالتملص من المشاريع العائلية، وأن على الأهل محاولة التقرب من الأبناء ومشاركتهم اهتماماتهم، وتقول: من الطبيعي أن يفضل الأبناء قضاء الإجازة والمرح مع أصدقائهم، بالنسبة إليهم يكون الأمر في البداية عبارة عن استمتاع بالاستقلال عن مخططات العائلة وإعلان الخروج من هذه الوصاية، لكن التعامل مع الأمر يتطلب الحكمة والسياسة، فبعض الإجازات تكون ممتعة عندما نشارك الأبناء مغامراتهم واهتماماتهم، وأحياناً تكون مرهقة وغير مرضية للطرفين.

يوافقها الرأي بشار الحسن، موظف مبيعات، ووفق تجربته الخاصة يشير إلى أن الموضوع يتوقف على الخيارات المتاحة وعلى مخططات الأهل أكثر، فإذا كان السفر إلى وجهة جديدة ومثيرة للفضول بالنسبة للأبناء، لا شك في أنهم سوف يفضلون مرافقة الأهل، لكن عندما تكون الوجهة مكررة، كالسفر إلى العائلة، فيتوقف الأمر على مدى معرفة الأبناء بعائلة الأهل ورغبتهم في المشاركة في المناسبات العائلية وتعزيز علاقاتهم معهم، وهذا يختلف ما بين عائلة وأخرى حسب الظروف، وحسب علاقة الأهل أنفسهم بعائلاتهم، وحرصهم على قرب أبنائهم -الذين تربوا خارج وطنهم الأم- من العائلة.

وبالنسبة لبحر حيدر، موزع موسيقي، يفضل قضاء الإجازة برفقة أصدقائه، سواء في الإمارات أو خارجها، ويقول: سافر أهلي قبل أسبوعين تقريباً، وبقيت وحدي في المنزل، وهذا أفضل بالنسبة إلي، فمن الطبيعي أن تختلف الأشياء التي يستمتع بها الأهل عن الأشياء التي أفضلها، فاختلاف الأجيال يفرض بالضرورة الكثير من الاختلافات بين الأهل والأبناء، بالموسيقى التي يفضلونها، بالأماكن التي يختارونها للترفيه أو السفر، المغامرات، وغيرها الكثير من التفاصيل.

لجين إسماعيل، موظفة، تذكر أنها في المرة الأولى التي قررت أن تسافر برفقة صديقاتها، وجدت أهلها يلحقون بها، وتقول: اتفقت مع صديقاتي، العام الماضي، على أن نستغل العروض الجيدة للسفر إلى جورجيا في الصيف، وقررنا أن نسافر سوية، أعجبت الفكرة عائلتي وقررت السفر إلى الوجهة ذاتها، فأخبرتهم أنني سأكون برفقة صديقاتي ولن ألتزم بقضاء الوقت معهم، هكذا كانت الرحلة الأولى لي من دون العائلة، ولا أنكر أني شعرت بسعادة لوجود عائلتي قربي، وتقسيم الوقت بينهم وبين صديقاتي.

ويرى حسن الجميلي، طالب جامعي، أن الأمر في البداية يتعلق بالرغبة في الاستقلال عن الأهل والخروج عن وصايتهم، ولهذا يفضل الشباب الانفصال عن المشاريع الترفيهية للعائلة، حتى وإن كانت مغرية بالنسبة إليهم، ويقول: الأمر يصبح أكثر مرونة بعد فترة المراهقة لأن الشاب يكون أكثر استقراراً، ويميز ما يريده، فبالتأكيد هناك مشاريع مشتركة مع العائلة تكون أكثر ممتعة، خاصة عندما تكون جماعية مع عائلة الأب والأم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ys5yzbzu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"