أطلقت شركة ميتا العملاقة المالكة لفيسبوك رسمياً تطبيق «ثريدز» الذي يرتكز على المنشورات النصية ويشكل منافساً جدياً لتويتر، حيث إنه يعتبر منافساً مباشراً لتطبيق«تويتر»، وقد أوضحت شركة ميتا أن التطبيق الجديد سيكون باسم «ثريد».
ويبدو أن الأمر ليس مجرد حرب كلامية نشبت بين مليارديري قطاع التكنولوجيا «إيلون ماسك» و«مارك زوكربيرغ»، وأن النزال بدأ بالفعل«داخل القفص» في الحرب التكنولوجية.
وكتب مارك زوكربيرغ، الأربعاء، في أول منشور له على التطبيق، مصحوباً برمز تعبيري للنار «فلنفعل ذلك. مرحباً بكم في ثريدز». وقال إن التطبيق سجل خمسة ملايين اشتراك في أول أربع ساعات.
وكان خلاف حاد جرى بين الرجلين، حول القدرة على منافسة شبكة «تويتر» والذي انتهى إلى تحديهما لبعضهما بعضاً في «مباراة قتالية داخل قفص».
تأتي تلك الخطوة في وقت تتعثر فيه منصة تويتر بالفعل، حيث وجه مارك زوكربيرغ ضربة أخرى إلى إيلون ماسك احتدمت بها المنافسة بين المليارديرين الرائدين في مجال التكنولوجيا؛ إذ أطلق خدمة (ثريدز) المصاحبة لإنستجرام والتي طال انتظارها وتتحدى تويتر.
وبات «ثريدز» متوافراً في متجري أبل وبلاي ستور عند الساعة الـ 23 مساء الأربعاء بتوقيت غرينيتش، مع حسابات ناشطة عليه لمشاهير مثل شاكيرا وجاك بلاك إضافة إلى وسائل إعلام ومنصات مثل هوليوود ريبورتر وفايس وأيضاً نتفليكس.
أرسل لي الموقع
بدأ الخلاف بعدما كشفت شركة «ميتا» التي يترأسها «زوكربيرغ» عن نوايا لإطلاق منصة جديدة، يُعتقد أنها ستكون منافسًا مباشرًا لشبكة «تويتر» التي استحوذ عليها «ماسك» مقابل 44 مليار دولار العام الماضي.
ووسط تهكمات من المغردين على «تويتر» بشأن الخطوة، رد «ماسك» الأربعاء – في إشارة إلى «زوكربيرغ» – بأنه مستعد لمباراة قتالية داخل القفص، مُذيلًا كلامه بالضحك.
من جانبه، رد «زوكربيرغ» عبر «إنستغرام» بلقطة شاشة لتعليقات «ماسك» قائلًا: «أرسل لي الموقع»، وأكدت «ميتا» لاحقًا صحة الرد لوكالة «فرانس برس».
عُرف «ماسك» و«زوكربيرغ» بتنافسهما، واختلفا علنًا حول وجهات نظر بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
وأكدت الشركة أن التطبيق سيكون متاحاً على نظام التشغيل الآيفون ويمكن للمستخدمين ربطه بـ«إنستغرام».
وكان المسؤولون التنفيذيون في ميتا ناقشوا كيفية الاستفادة من الفوضى في تويتر منذ العام الماضي، بما في ذلك من خلال بناء خدمة منافسة.
وكتب أحد موظفي ميتا في منشور داخلي العام الماضي، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر / كانون الأول، أن «تويتر في أزمة وميتا بحاجة إلى الاستفادة منها».
معلومات عن التطبيق
يُطلق على تطبيق ثريدز وصفًا بأنه نسخة نصية من تطبيق ميتا لمشاركة الصور انستغرام الذي تقول الشركة إنه يوفر «مساحة جديدة ومنفصلة للتحديثات في الوقت الفعلي والمحادثات العامة».
والتطبيق متاح في متاجر تطبيقات Apple و Google Android في أكثر من 100 دولة بما في ذلك الإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا واليابان.
سيحصل المستخدمون على تجربة تدوين مصغر تشبه تويتر، مما يشير إلى أن ميتا كانت تستعد لتحدي تويتر بعد أن أدت ملكية ماسك المضطربة إلى سلسلة من التغييرات التي لا تحظى بشعبية لدى مستخدمي تطبيق الطائر الأزرق والتي أدت إلى إيقاف المستخدمين والمعلنين.
ويحتوي التطبيق الجديد على أزرار لإبداء الإعجاب أو إعادة النشر أو الرد أو الاقتباس من «سلسلة رسائل» وعدادات تعرض عدد الإعجابات والردود التي تلقاها المنشور.
وقالت الشركة: «رؤيتنا أن ثريدز سيكون تطبيقًا جديدًا يركز بشكل أكبر على النص والحوار، على غرار ما فعله إنستغرام للصور والفيديو».
تقتصر المشاركات على 500 حرف، وهو ما يزيد على الـ 280 حرفًا في تويتر، ويمكن أن تتضمن روابط وصورًا ومقاطع فيديو تصل مدتها إلى خمس دقائق.
وبينما تم إطلاق ثريدز كتطبيق مستقل، يمكن للمستخدمين تسجيل الدخول إليه بواسطة بيانات دخولهم إلى إنستغرام ومتابعة نفس الحسابات، مما يجعله إضافة سهلة لأكثر من ملياري مستخدم نشط شهريا لإنستغرام.
وكان ماسك قد اشترى تويتر مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن قيمة المنصة تراجعت منذ ذلك الحين إذ واجهت نزوحاً جماعياً للمعلنين وسط تخفيضات كبيرة في عدد العاملين وخلافات حول الاعتدال في المحتوى. وكانت أحدث خطوات المنصة هي الحد من عدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين قراءتها يومياً.
وتناول زوكربيرج، في منشوراته اللاحقة على ثريدز، تلك التحديات. فقد كتب «أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تطبيق للمحادثات العامة به أكثر من مليار شخص. لقد حظي تويتر بفرصة للقيام بذلك ولكنه لم ينجح. آمل أن ننجح نحن».
أسئلة وأجوبتها لكل ما تريد معرفته عن تطبيق Thread
- أين تتوفر Thread؟
شبكة Thread متاحة على iOS و Android من App Store و Play Store على التوالي، يمكن للمستخدمين الوصول إليها من موقع سطح المكتب أيضًا.
- ما هو عدد الأحرف المسموح به في Thread؟
يمكن للمستخدمين نشر Thread بحد أقصى 500 حرف.
- ماذا عن الصور ومقاطع الفيديو؟
يمكن للمستخدمين مشاركة الصور تمامًا مثل تويتر، بقدر ما يتعلق الأمر بمقاطع الفيديو، يمكن للمستخدمين نشر مقاطع فيديو تصل مدتها إلى خمس دقائق.
- هل تريد حساب منفصل؟
لا، طالما لديك حساب على إنستجرام، فأنت لست بحاجة إلى حساب منفصل، وبمجرد تنزيل سلاسل الرسائل وفتحها، ستُظهر تلقائيًا مقبض إنستجرام الخاص بك لتسجيل الدخول.
ليست هناك حاجة لكلمة مرور طالما لديك إنستجرام على هاتفك وتم تسجيل دخولك.
- كيف تضيف متابعين أو تختار من تتابع؟
بمجرد تسجيل الدخول، سترى القائمة الكاملة للأشخاص الذين تتابعهم على إنستجرام، يمكنك متابعة واحد أو العديد أو الكل، حسب اختيارك، كذلك لديك خيار الاحتفاظ بملفك الشخصي عام أو خاص.
- هل هناك أي إعلانات ستشاهدها على Thread؟
يعد تطبيق Threads تطبيقًا خاليًا من الإعلانات، لكن من المرجح أن تجلب ميتا الإعلانات إليها كلما زاد عدد مستخدميها بشكل كبير، حتى يحدث ذلك لن تكون هناك إعلانات مرئية للمستخدمين في التطبيق.
الاتحاد الأوروبي
في الوقت الذي يلاقي فيه تطبيق «ثريدز» الجديد، المنافس القوي لتويتر، إقبالاً كبيراً من قبل المستخدمين في مختلف بلدان العالم، فإنه لن يتم طرح البرنامج في الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات.
ويفرض الاتحاد الأوروبي قواعد صارمة فيما يتعلق بالخصوصية.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية جراهام دويل إن ميتا أبلغت لجنة خصوصية البيانات الأيرلندية بأنه ليس لديها خطط بعد لإطلاق التطبيق في الكتلة المكونة من 27 دولة.
وتعتبر هيئة الرقابة الأيرلندية المنظم الرئيسي للخصوصية في ميتا في الاتحاد الأوروبي لأن المقر الإقليمي للشركة يقع في دبلن.
وقال مصدر مقرب من Meta إن شركة التكنولوجيا العملاقة تتراجع عن إصدار الخيوط في دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، حيث تسعى إلى توضيح قانون الأسواق الرقمية الخاص بالكتلة الذي سيدخل حيز التنفيذ الكامل العام المقبل.
ويعد DMA قانونًا تاريخيًا يضع قواعد صارمة لأكبر شركات الإنترنت في أوروبا.
تحظر إحدى هذه اللوائح على المنصات مشاركة البيانات عبر خدمات مختلفة، كما أنه يقيد الشركات التي توجه مستخدمي النظام الأساسي إلى منتجاتهم الخاصة.
لقد تعارضت Meta بالفعل مع قواعد الاتحاد الأوروبي لمحاولاتها استخدام البيانات من WhatsApp لتعزيز Instagram و Facebook، وهو أمر منعها المنظمون الأوروبيون من فعله.
قال متحدث باسم لجنة حماية البيانات الأيرلندية لصحيفة آيرلندية إندبندنت إن ميتا أكدت أنها لن تطلق التطبيق في أوروبا «في هذه المرحلة».
أيرلندا هي موطن لمقر Meta في الاتحاد الأوروبي، والجهة التنظيمية الوطنية هي المسؤولة عن الإشراف على الشركة في أوروبا.
ارتباك تويتر
ويأتي التطبيق وسط ارتباك في «تويتر» منذ استحواذ إيلون ماسك عليه في صفقة بقيمة 44 مليار دولار العام الماضي، تم العبث بعدها في خوارزميات التطبيق، وقلص عدداً كبيراً من الموظفين.
فيما أعلن «ماسك»، خلال عطلة نهاية الأسبوع، عن فرض قيود على عدد التغريدات التي يمكن لمستخدمي «تويتر» قراءتها عند استخدام التطبيق. وقال إن هذه الخطوة كانت استجابة لشركات أخرى تأخذ بيانات «تويتر» في عملية تسمى «الكشط». وسرعان ما التقى مستخدمو تويتر برسائل تفيد بأنهم تجاوزوا «حد المعدل»، مما يجعل التطبيق غير قابل للاستخدام بشكل فعال بعد فترة قصيرة من مشاهدة المشاركات. وأصيب العديد من مستخدمي تويتر بالإحباط.
من يربح النزال؟
ولا يزال من غير الواضح بشكل قاطع ما إذا كان زوكربيرغ وماسك جادّين أم يمزحان في مسألة النزال الفعلي داخل القفص، ومع ذلك يبدو ماسك أكبر جسدياً من زوكربيرغ، لكن الأخير يمارس رياضة الجوجيتسو، الخاصة بفنون الدفاع عن النفس، وفاز بالميدالية الذهبية والفضية في إحدى البطولات من قبل.
يذكر أن الاثنين اللذين تنافسا في الماضي على مكانة عالية في مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات قبل أن يصبح ماسك أغنى رجل في العالم، اشتبكا من قبل، ففي عام 2017، انخرطا في نزاع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث حذر ماسك من مخاطره، ووصفه بأنه «تهديد وجودي محتمل للجنس البشري».
وفي المقابل كان زوكربيرغ يتبنّى وجهة نظر أكثر تفاؤلاً.
وأطاح ماسك، زوكربيرغ من المركز الثالث في مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات في عام 2020، قبل أن يصبح أغنى شخص في العالم بعد ذلك بوقت قصير.
وكان برنارد أرنو، رئيس شركة السلع الفاخرة الفرنسية العملاقة (LVMHF)، قد أطاح «إيلون ماسك» لفترة وجيزة من الصدارة في ديسمبر/ كانون الأول، قبل أن يستعيد لقبه في مايو، فيما يحتل زوكربيرغ المركز العاشر الآن.
