عادي
دول الجوار تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.. واكتشاف مقبرة جماعية بدارفور

قمة القاهرة تشكل «آلية وزارية» لإنهاء الصراع السوداني

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
2

اتفقت قمة دول الجوار الجغرافي للسودان على تشكيل آليه وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، فيما أعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان عن ترحيبه بمخرجات القمة، وطرحت مصر مبادرة جديدة للوساطة بين طرفي الصراع. 

وكانت القمة اجتمعت بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومشاركة رؤساء دول وحكومات جمهورية إفريقيا الوسطي، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وأمين عام جامعة الدول العربية، حيث تم بحث كيفية معالجة الأزمة السودانية.

وقررت القمة، في بيانها الختامي، وضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية، عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة، في تكاملية مع الآليات القائمة، بما فيها ال «إيقاد» والاتحاد الإفريقي.  كما قررت تكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل استقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومنعها من الانهيار، ووضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار، ودراسة آلية إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب السوداني. وأن تعرض الآلية نتائج اجتماعاتها وما توصلت إليه من توصيات على القمة القادمة لدول جوار السودان.

وتوافق المشاركون في القمة على الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمني والإنساني في السودان، ومناشدة الأطراف المتحاربة على وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، وتجنب إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوداني وإتلاف الممتلكات.

 احترام وحدة السودان

وأكدت القمة، في بيانها الختامي، الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً.

وشددت القمة على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى.

وأكدت أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل يأخذ في الاعتبار أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذي سيمثل ضغطاً إضافياً على مواردها يتجاوز قدرتها على الاستيعاب، وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسؤوليتهما في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، والذي عقد يوم 19 يونيو 2023 بحضور دول الجوار.

تدهور الأوضاع الإنسانية 

وأعربت القمة عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وإدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية، ومناشدة كافة أطراف المجتمع الدولي لبذل قصارى الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، بما يخفف من وطأة التداعيات الخطيرة للأزمة على المدنيين الأبرياء. كما تم الاتفاق على تسهيل نفاد المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار.

ترحيب بمخرجات القمة

 ورحّب مجلس السيادة الانتقالي في السودان بمخرجات قمة دول جوار السودان التي انعقدت بالقاهرة، أمس الخميس وقال مجلس السيادة في بيان: «تؤكد حكومة السودان حرصها على العمل مع كل الأطراف الساعية لوقف الحرب وعودة الأمن والطمأنينة لربوع بلادنا الحبيبة، وتؤكد أن القوات المسلحة السودانية مستعدة لوقف العمليات العسكرية فوراً إذا التزمت الميليشيات المتمردة بالتوقف عن مهاجمة المساكن والأحياء والأعيان المدنية والمرافق الحكومية وقطع الطرق وأعمال النهب، مع الالتزام بابتدار حوار سياسي فور توقف الحرب يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود البلاد خلال فترة انتقالية تنتهي بانتخابات يشارك فيها جميع السودانيين». كما جاء في البيان.

مساعٍ مصرية جديدة

 من جانبها شرعت مصر في مسعى جديد لوقف القتال بين الفصيلين المتحاربين في السودان واحتواء الأزمة الإنسانية، مستغلة قمة دول الجوار في إحياء الجهود الدولية لاحتواء الحرب. وقال مصدران أمنيان مصريان إن خطة مصر تستهدف تحقيق وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، وفتح مسارات لنقل المساعدات من خلال عقد اجتماعات مع الجيش وزعماء القبائل، مستندة إلى العلاقات طويلة الأمد.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته بالقمة «ضرورة إعلاء كافة الأشقاء في السودان للمصلحة العليا، والعمل على الحفاظ على سيادة ووحدة السودان بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالح ضيقة لا تخدم استقرار أو أمن السودان بل والمنطقة». ورحّب بعض الزعماء المشاركين في القمة بالمبادرة المصرية فيما يبدو لكنهم عبّروا عن أملهم في تنسيقها مع جهود دبلوماسية أخرى. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/abdb9ked

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"