دعا مسؤولو شركات متخصصة في قطاع الاتصالات والتقنية لإطلاق مزيد من المشاريع والمبادرات في الإمارات لتعزيز استفادة القطاع والاقتصاد المحلي من الفرص الكبيرة التي توفرها شبكات الجيل الخامس (5G)، مشيرين إلى أن ذلك من شأنه ترسيخ مكانة الدولة الإقليمية في جذب الاستثمارات.
أكد عز الدين منصوري، مدير عام شركة «سيينا» في الشرق الأوسط، أن الإمارات من أولى الدول على صعيد انتشار شبكات الجيل الخامس والألياف الضوئية، الأمر الذي دعم رؤية الدولة الهادفة إلى تعزيز التحول الرقمي.
وأضاف أن التحول الرقمي من بين التحديات التي تواجه المشغلين في مجال الاتصالات في الشرق الأوسط، حيث يحتاج إلى تفعيل مزيد من المبادرات والتطبيقات المتعلقة بتقنية الجيل الخامس؛ إضافة إلى الحوسبة السحابية حيث تضم مختلف الشركات واللاعبين الرئيسين من مختلف القطاعات،فيما تعمل الشركة مع «اتصالات إي آند» في الإمارات على شبكات الألياف الضوئية على مستوى الدولة.
- جسر الاقتصاد المعرفي
وقال إلياس مراوي، نائب الرئيس للأعمال المدنية في الشرق الأوسط في شركة «تاليس»: إن دولة الإمارات الأولى عربياً، والرابعة عالمياً في إطلاق شبكات الجيل الخامس، سواء على مستوى التخطيط والاستراتيجية، أو على مستوى التنفيذ والتشغيل ومنذ العام 2019، أصبحت أول دولة عربية في هذا المجال. وأضاف، أطلقت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (TDRA) 2022 مشروع التطبيقات الصناعية لشبكات الجيل الخامس، لإدراكها الكبير أن هذه الشبكات هي الجسر نحو إنشاء مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة وأساس للمدينة الذكية.
وتابع مراوي، أن تحسين القدرات التشغيلية من خلال التكنولوجيا المتقدمة، لاسيما المتولدة من شبكات الجيل الخامس سيمكّن الهيئات والمؤسسات الحكومية من إطلاق خدمات ومنصات رقمية جديدة تعتمد على مجموعة متكاملة من أحدث التقنيات والحلول، كما سيؤدي ذلك إلى تحسين تجربة المستخدم وتسريع إكمال المعاملات عبر الإنترنت.
وقال تبحث هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية احتياجات قطاعات الطاقة والتصنيع والخدمات العامة والنقل لمثل هذه التطبيقات، حيث تتمتع هذه القطاعات ببنية تحتية رقمية قوية، ولديها إمكانات قوية للتحول الرقمي.
- الاستفادة الكاملة
بدوره، قال عمار طبا، نائب رئيس هواوي للعلاقات العامة والإعلام في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى: وفقاً لتقرير اقتصاد الهاتف الصادر عن الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جي إس إم أيه) 2022، من المتوقع أن يكون هناك مليارا اتصال عبر شبكات الجيل الخامس العام 2025 وقد حققت تقنية الجيل الخامس نمواً أسرع من أي جيل سابق من تكنولوجيا الهاتف المتحرك؛ ففي غضون 3 سنوات فقط، شهدنا تقدماً كبيراً في نشر هذه الشبكة وخدمات المستهلك والتطبيقات الخاصة بالقطاعات القائمة عليها.
وأضاف، يتجلى حالياً دور تقنية الجيل الخامس في دفع عجلة التحول الرقمي في دولة الإمارات والمنطقة، ونظراً للنمو المتسارع للاقتصاد الرقمي حول العالم، يتوقع أن يتعاظم دور البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تدريجياً وعليه، يجب العمل لضمان الاستفادة الكاملة من إمكانات الجيل الخامس، والخامس ونصف الذي طورته «هواوي»، كذلك للوصول إلى خدمات أفضل بمختلف القطاعات من خلال شبكات الجيل الخامس.
وأضاف طبا، هناك قناعة راسخة بتحسين جودة الحياة عبر تبنّي نهج رقمي، وفي هذا الإطار، ولا شك في أن تبني تقنيات الجيل الخامس هي إحدى المسارات الصحيحة لذلك، فيما أثبتت تقنية إنترنت الأشياء المدعومة بشبكات الجيل الخامس قدرتها على الارتقاء بحياة الأفراد والعائلات والمؤسسات لتسريع نجاحاتها التجارية.
وأكد طبا أن التغيرات السريعة نحو بناء عالم أكثر ذكاء ستترافق مع إقبال متزايد على البنية التحتية الرقمية، وتوفر شبكات الجيل الخامس والنصف «5G» و5G.5 مئات مليارات الاتصالات تجارب بسرعة 10 غيغابت في الثانية، ما يوفر لقطاع الاتصالات تحقيق تقدم متسارع، ويتجه حالياً للاستفادة من قدرات شبكات الجيل الخامس والنصف 5G.5 وللوصول إلى هذا الهدف.
- مساهمة كبيرة
وقال ستيفن جيل، الرئيس الأكاديمي لكلية الرياضيات وعلوم الكمبيوتر، جامعة «هيريوت وات دبي»: يعد قطاع الاتصالات مساهماً كبيراً في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات، ووفقاً لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، ساهم القطاع بنسبة 4.1% في الناتج المحلي الإجمالي للدولة عام 2020، والذي بلغ نحو 41.6 مليار درهم.
أما التوقعات بشأن مساهمة القطاع في ناتج الدولة العام 2023، فتعتمد على النمو الاقتصادي والمنافسة بين مقدمي الخدمات المرخصين، ومعدلات التبني لتقنيات وشبكات الجيل الخامس، وغيرها من التقنيات في القطاعين، الحكومي والخاص.
وتشير التوقعات إلى نمو صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في الإمارات 2023، مدفوعاً بالطلب المتزايد على خدمات الإنترنت والهاتف المحمول عالية السرعة، والاعتماد المتزايد للتقنيات الرقمية، وتطوير خدمات وتطبيقات جديدة.
وتابع جيل: إن تأثير شبكات الجيل الخامس في القطاعات الاقتصادية في دولة الإمارات كبير جداً لاسيما في نقل البيانات ودعم التحول الرقمي عبر التقنيات المتقدمة، مثل الواقع المعزز والافتراضي والذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تدفع الابتكار والإنتاجية في جميع القطاعات.
مارني مارتن: مصادر دخل جديدة لمزودي الخدمات
أكدت مارني مارتن، الرئيس والمدير التنفيذي للاستراتيجية في «آي إف إس» عن كيفية تعزيز شركات الاتصالات أرباحها من خدمات وتقنيات G5: يجب الوصول إلى قاعدة عملاء أبعد من عملائها التقليديين، مثل قطاع التجزئة والمشاريع الأخرى، فالجميع يحمل هاتفاً، ويتوقع الناس الحصول على خدمات أكثر سرعة، وأقل كلفة، إلا أن تقنيات الجيل الخامس توفر للشركات مصادر جديدة للإيرادات لم تكن متاحة قبل توفر تلك التقنية، وأبرزها تقسيم الشبكات، بحيث يتسنّى تقسيم الموارد المستخدمة لتقديم خدمات الاتصالات إلى حزم من الخدمات بشكل يضمن جودة الخدمة.
وعن كيفية تعزيز قيمة الأصول وتحسّن الكفاءة التشغيلية أوضحت مارتن، تزداد أهمية وجود نظام متطور لإدارة الأصول وصيانتها وتعزيز زمن استخدام كل منها، بخاصة الصيانة الوقائية باستخدام تعلّم الآلة وتقنياتها التي تتنبأ بالأعطال قبل وقوعها وتسهم في تقديم خدمات تتجاوز توقعات العملاء.
