عادي
صيفنا ثقافة

أسماء الحوسني.. اللغة وقود السرد

14:30 مساء
قراءة دقيقتين
أسماء الحوسني

الشارقة: أشرف إبراهيم
تطمح الروائية أسماء الحوسني إلى كتابة أعمال سردية تلتحم بالواقع المجتمعي، وتغوص في تفسير الحالات النفسية التي يمر بها الإنسان في هذا العصر في ظل المتغيرات التي يمر بها العالم، حيث تحركها المواقف الطارئة التي تتراءى لها في دروب الحياة، فتحاول أن تتكيف أولاً مع موجات الخيال التي تتدفق في روحها، ثم توظف الخيال مع مشاهدات الواقع، فتتكون لها صورة مرئية في ذهنها لشكل عمل روائي في طور التكوين، وهو ما يجعلها تقف على أرض صلبة أثناء الكتابة السردية الطويلة، معتمدة في ذلك على لغة قوية تعدها وقودها الحقيقي الذي يجعلها تختلف عن غيرها في السرد.

وإلى جانب خوضها تجربة الكتابة الروائية، فأسماء أيضاً تمتلك القدرة على كتابة نصوص حرة مكثفة تقترب في بنيتها من أشكال السرد القصصي القصير المكثف، وهي على الرغم من تكثيفها في هذا المضمار، إلا أنها تمنح القارئ تفاصيل تفيض بالدهشة تعبر عن مدى قدرتها على قراءة النفس الإنسانية في حالتي القوة والضعف، فهي تتحرر في هذه النصوص من التخصص لتتعانق مع الحلم بحرية، وتجرب في أشكال من الكتابة التي تجعلها تنسجم مع نسقها الإبداعي المتجدد.

أصدرت أسماء الحوسني نحو أربعة كتب، وهي تعيش مع فكرة رواية جديدة في هذه الأيام، فضلاً عن استمرارها في كتابة نصوص سردية قصيرة، وهي بذلك تتجاوب مع الحالة الإبداعية التي تسكنها في فترة الصيف نظراُ لمساحة الفراغ المتوفرة لها حالياً، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية عليها ككاتبة ويوفر لها وقتاً لمواصلة مشروعاتها السردية التي تجيدها.

وبعد صدور روايتها «رحلت ولا زلت هنا» تعيش حالة سردية أخرى استوحتها من إيقاع الحياة، ومن خلال المفارقات النفسية التي يعيشها الإنسان في هذه الأيام، حيث وجدت أن العودة إلى الهدوء والاتزان والشعور بالسكينة لن يتولد إلا من خلال تحديد الأولويات، ومن ثم السلام الداخلي، لذا توزع شخوص الرواية بحكمة داخل النص وتحاول أن تعبر بشكل دال على الواقع وإشكالياته، وفي الوقت نفسه تسبغ على حالة السرد بعض الفانتازيا، ولا تتوقف عن رصد ما يدور في الحياة من خيبات وانتكاسات لكي توظفها بشكل فاعل في الرواية، إذ ترى أنه من الضروري أن تكون الأعمال الروائية فائضة بحمولتها الإبداعية ومشوقة في تسلسل الأحداث حتى تكون هناك توازنات بين طبيعة كل شخصية ودورها الحقيقي في العمل السردي الطويل.

ولا تتوقف الحوسني عن كتابة النصوص الحرة، إذ تكتب بشكل يومي وهو ما جعلها تصل إلى نحو 30 نصاً في هذه الآونة، حيث تجد في هذا النوع من الكتابة متعة على الرغم من صعوبته من الناحية الفنية إذ يحتاج إلى تكوين أفكار لمّاحة ومحاولة صياغتها بأسلوب معبر، فقد تجمع أحياناً الأضداد في نص، وقد تعمد إلى السريالية، والرمزية، أو الرومانتيكية وغيرها من أدوات التجريب المحببة لها في كتابة هذا اللون الأدبي المكثف، فضلاً عن أنها تنوي جمع هذه النصوص في كتاب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/35866wsp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"