عادي
وفرة المنتجات بجودة تنافسية

التكنولوجيا الزراعية تواجه لهيب الصيف بتقنيات حديثة

01:38 صباحا
قراءة 4 دقائق
الزراعة المائية
إتاحة الفرصة للمستهلكين لمشاهدة خطوط الإنتاج

تحقيق: يمامة بدوان
أكد عدد من المزارعين ومسؤولي منافذ البيع، أهمية استخدام وسائل التكنولوجيا، لمواجهة لهيب الصيف، ما يسهم في وفرة المنتجات، ذات الجودة التنافسية، وبكميات تلبّي احتياجات السوق المحلية، خاصة من الأصناف الأساسية من الخضار.

وقالوا إن التقنيات الحديثة، تتمثل في البيوت المحمية المبرّدة والزراعة المائية بنوعيها، التي تؤدي دوراً واسعاً في وفرة الري، وتقليل الاعتماد على الأيدي العاملة، وتقليل المساحات المزروعة، فضلاً عن توفير المنتجات الطازجة على مدار العام، كما أن استخدامها له كثير من المزايا، أهمها توفير بيئة مواتية للنباتات، لتحسين جودة المحاصيل، وزيادة إنتاجيتها، وتقليل الخسائر، وتوفير المساحة والوقت على المزارعين.

الصورة

أكدوا أن دولة الإمارات شهدت تطوراً ملحوظاً في القطاعات كافة، لا سيما القطاع الزراعي، حرصاً من الحكومة الرشيدة على بناء خطط مستدامة ذات قواعد متينة، لينعم جيلنا والأجيال المقبلة بالرفاه والسعادة.

وفي منافذ البيع، تتبنّى تعاونيات كبرى في الدولة، الزراعة المحلية والمائية، بتشجيع المزارعين على تطوير المزارع المحلية، كما تعقد الكثير من الورش والمحاضرات التطويرية لهم، للارتقاء بنوعية المحاصيل والكميات، مع ضمان جودة المنتجات والتزامهم بالمواصفات العالمية، فضلاً عن تخصيص مساحات عرض مجانية لمنتجاتهم، وتسويقها عبر منافذها لعدد من المزارع في الدولة.

وللحديث عن تقنيات الزراعة الحديثة الأكثر استخداماً في فصل الصيف، أوضح سيف علي الشامسي، أنها تتمثل في الزراعة المائية، التي لا تعتمد على التربة كغيرها من أساليب الزراعة الأخرى؛ إذ يمكن الاستغناء عنها أو استخدام كميات ضئيلة منها، فهي تعتمد بشكلٍ أساسي على المياه الغنية بالمغذيات، التي تسهم في نمو النباتات، كما أنها تسهم في توفير نحو 70% من المياه، ما يجعلها تتفوق على غيرها من الأساليب الزراعية الأخرى.

وأضاف أن أنظمة الزراعة المائية، تشمل نظامين، وهما الهيدروبونيك؛ حيث تزرع في هذا النظام النبتة في وسط مائي من دون تربة؛ بحيث تكون عروقها في الماء، وتغذّى بالمحاليل المعدنية الطبيعية أو الكيميائية، أو في وسط خامل مثل الصوف المعدني والبرليت والفيرموكيوليت. أما النظام الثاني فهو يتمثل في الأكوابونيك، الذي يتم من خلاله زراعة النبتة في وسط مائي، وتغذّى بفضلات الأسماك؛ بحيث توضع الأسماك في حوض مستقل موصول بالقناة المائية التي زرعت النبتة فيها، ويُطلق على هذا النظام اسم الزراعة المائية المركّبة أو الزراعة المائية النباتية الحيوانية.

وقال: إن الزراعة الحديثة تعتمد على تقليل المساحات المستخدمة للزراعة، وزيادة الإنتاج، وتوفير المحاصيل على مدار العام، وتحديداً في الصيف، الذي ترتفع فيه درجات الحرارة، مع تقليل الاعتماد على الأيدي العاملة، بالاعتماد على وسائل التكنولوجيا المختلفة.

خطط مستدامة

وأوضح حمد الفلاسي، مزارع من أبوظبي ومستثمر في «بلووم ماركت» في دبي، أن دولة الإمارات شهدت تطوراً ملحوظاً في القطاعات كافة لا سيما الزراعة، من منطلق حرص الحكومة الرشيدة على بناء خطط مستدامة ذات قواعد متينة، لينعم جيلنا والأجيال المقبلة بالرفاه والسعادة.

وأضاف أنه في إطار حرصه على استدامة توفر المنتجات الطازجة الوطنية في الأسواق، يعتمد تقنيات حديثة، لمواصلة الإنتاج في فصل الصيف، مثل الزراعة المائية والبيوت المحمية المبرّدة، لضمان إنتاج الكميات ذاتها وبجودة عالية.

وقال: إن زيادة عدد منافذ البيع، تدعم تسويق المنتجات الوطنية من المزرعة إلى الأرفف مباشرة، ما يعزز منظومة الأمن الغذائي، ويسهم في توفير المنتجات المحلية بالأسواق على مدار العام، في ظل الدعم الذي توفره الجهات المختصة للمزارعين.

وأضاف: إن البيوت المحمية، تعدّ من أهم الاستثمارات في الزراعة؛ حيث تتيح للمزارعين إنتاج المحاصيل على مدار العام، كما تمكّنهم من استخدام كميات أقل من المياه والأسمدة، ما يحقق توفيراً في الكلف، والأمان الغذائي للمجتمع، وتحسين جودة المنتجات.

وعن مواصفات هذه التقنية، ذكر أن استخدامها في زراعة الخضار، يتميز بكثير من المزايا؛ إذ توفر للمزارعين بيئة مواتية للنباتات، لتحسين جودة المحاصيل، وزيادة إنتاجيتها، وباستخدام التقنيات الحديثة في الري والإضاءة، تتحسن الإنتاجية ويتم تقليل الخسائر وتوفير المساحة والوقت على المزارعين.

وعن التحديات التي قد يواجهها المزارع، أوضح أن البيوت المحمية تحتاج إلى تكييف وتبريد وتهوية ملائمة للبيئة الحارة والجافة، وهو أمر يتطلب تقنيات حديثة، كما أن تزويد النباتات بالماء الكافي يشكل تحدياً، ويتطلب تطبيق التقنيات الحديثة في الري، ومع ذلك، فإن استخدام البيوت المحمية، يمكن أن يساعد على حل هذه التحديات، وتحقيق إنتاجية أفضل للمزارعين.

دعم وتشجيع

كذلك الحال بالنسبة لمنافذ البيع الكبرى، التي لم تأل جهداً في توفير منتجات صحية للمستهلكين؛ حيث أوضح يعقوب البلوشي، مدير إدارة تجارة الأغذية الطازجة في «تعاونية الاتحاد» بدبي، أهمية استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، من أجل استدامة توفر المنتجات الطازجة؛ إذ أطلقت التعاونية «مزرعة الاتحاد» في فرع الورقاء سيتي مول، لإنتاج 16 صنفاً من المنتجات الورقية العضوية بطاقة إنتاجية تراوح بين 15 و20 كلغ يومياً، ضمن خطط عمل مدروسة.

وأضاف أن المزرعة تنتج سلعاً طازجة وصحية 100% من دون إضافة أي هرمونات أو منتجات كيميائية؛ حيث تعدّ من ضمن الأوائل في الشرق الأوسط؛ إذ يمكن للمستهلك مشاهدة المراحل التي مرّ بها المنتج إلى حين قطفه وعرضه على أرفف التعاونية.

وأكد أن التعاونية تتبنّى وتدعم الزراعة المحلية والمائية، بتشجيع المزارعين على تطوير المزارع المحلية، كما تعقد الكثير من الورش والمحاضرات التطويرية لهم، للارتقاء بنوعية المحاصيل والكميات مع ضمان جودة المنتجات والتزامهم بالمواصفات العالمية؛ حيث تبحث منذ عام 2007، عن المنتجين المحليين للمحاصيل الزراعية، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، لشراء محاصيلهم وتسويقها عبر منافذها المنتشرة في إمارة دبي، وتعمل على تسهيل الإجراءات والتعاقدات مع مزارعي المنتجات العضوية. كما تخصص مساحات عرض مجانية لتلك المنتجات، وتُسوق المنتجات العضوية والمائية وغيرها من المنتجات المحلية عبر منافذها، لعدد من المزارع في إمارات أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، ورأس الخيمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7jw6zz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"