الإمارات والعمل الإنساني

00:08 صباحا
قراءة 3 دقائق

اليوم العالمي للعمل الإنساني، يتزامن مع ذكرى الذين ضحوا بحياتهم في انفجار مقر الأمم المتحدة في بغداد، قبل عشرين عاماً وبالتحديد في 19 أغسطس عام 2003، حيث شهد الشرق الأوسط حينذاك توتراً كبيراً وتغيرات جذرية في القوى الداخلية والخارجية، ورغم ذلك فإن المهتمين بالمجال الإنساني ليس لهم غاية غير إنقاذ الأرواح، وحمايتها وتوفير المساعدات الرئيسية لمن يعيش في المناطق الأكثر توتراً، سواء مناطق النزاع أو الحروب أو الكوارث الطبيعية، وقد حرصت دولة الإمارات منذ اتحادها سنة 1971، على جعل العمل الإنساني نهجاً أساسياً راسخاً وثابتاً ضمن أجنداتها الوطنية واستراتيجياتها، والهدف واحد وهو تقديم يد المساعدة للمحتاجين حول العالم، وهذا النهج رسخه القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسارت عليه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لإكمال مسيرة العطاء ومواصلة العمل الإنساني والخيري.

تحتضن دولة الإمارات منظمات الأمم المتحدة الإنسانية، وتدعمها منذ سنوات عدة، فاليوم تعتبر الإمارات من الدول الداعمة الكبيرة للعمليات والمبادرات الإنسانية لمنظمات الأمم المتحدة الإنسانية، وفي السنوات الأخيرة تم دعم هذه المنظمات بمليارات الدولارات من دولة الإمارات في عملياتها الخارجية، سواء في مناطق النزاع والحروب مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا ودول إفريقية، أو مناطق وجود اللاجئين، وبالأخص اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان وأيضاً السودان وغيرها من المناطق التي هي محل عناية منظمات الأمم المتحدة، كما تقدم دولة الإمارات المساعدات إلى المحتاجين في 120 دولة حول العالم، بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة.

وإذا رجعنا قليلاً للسنوات الثلاث الأخيرة، وخاصة خلال أكبر كارثة صحية عرفتها البشرية في القرن الواحد والعشرين، وهي أزمة تفشي وباء كورونا والتي حولت هذا الكوكب إلى سجن للإنسان لمدة طويلة، أغلقت خلالها الحدود وحصدت الأرواح وعطلت الحياة اليومية للبشر، وارتمى كثير من الناس مرضى يتألمون بسبب هذا الفيروس، وللأسف خلال هذه الأزمة تخلّت كثير من الدول الكبيرة عن دورها والتي كانت تقدم المساعدات الطبية والإنسانية إلى الدول المحتاجة، وذلك بسبب النقص الحاد في إمكانياتها، ولذلك تأثرت علاقات دول كانت بالأمس حليفة منذ مئات السنين لتتحول إلى دول متخاصمة بسبب عدم تقديم المساعدة، وأكبر مثال على ذلك ما حصل بين فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وأمثلة كثيرة لم ترَ فيها المساعدات النور بسبب الخلافات بين الدول، وبسبب النقص الحاد الذي شهدته الدول في المستلزمات الطبية والمواد الأساسية الغذائية، إلا أن دولة الإمارات أثبتت جدارتها وريادتها في العمل الإنساني، فقد كانت نجمة إنسانية تمدّ يدها إلى كل دول العالم، فهي دولة إنسانية لا تميز بتقديمها للمساعدات لا في اللون ولا الدين ولا الشكل، فالهدف واحد، وهو إنقاذ الأرواح، وقد لاقى عملها الإنساني الجبار الإشادة من قبل الدول والأمم المتحدة، سواء بإرسال الأجهزة التنفسية والمعدات الطبية والأدوية والإمدادات وأجهزة الفحص والمستشفيات المتنقلة والأدوية والأغذية وغيرها من المساعدات التي أنقذت الأرواح، وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي قدمت المساعدات الإنسانية خلال «كوفيد- 19» وشكلت مساعداتها 80 % من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة.

إن جهود دولة الإمارات الإنسانية حول العالم لا تُحصى، فجسور الخير مستمرة، وفي كل موقف تحتاج فيه البشرية للمساعدات تجد دولة الإمارات حاضرة بعطائها اللامحدود.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3kz6zrzz

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"