صدارة الدوري الإنجليزي

على غير العادة، جاءت انطلاقة الدوريات الأوروبية للموسم الجديد متواضعة، وافتقدت كثيراً من الإثارة المنتظرة في مثل هذا التوقيت من الموسم، وكان واضحاً عدم وصول اللاعبين إلى الجاهزية المطلوبة، وافتقد نجوم الصف الأول كثيراً من مستواهم المعهود، الأمر الذي كان سبباً في تراجع المستوى الفني لأغلب الأندية ما أنعكس بشكل واضح على نتائج الأندية، وبالتحديد تلك المرشحة للمنافسة، والتي اعتدنا منها على أن تكون بدايتها قوية، كما أن عدم اكتمال صفوف عدد ليس بقليل من الأندية المتعلقة بالاستقطابات الجديدة، واستمرار المفاوضات بشأن صفقات انتقال عدد من اللاعبين من أندية لأخرى، جميع تلك الأمور أثرت بشكل واضح فنياً في انطلاقة الموسم الكروي الأوروبي، الذي كما أشرنا لم يكن مثالياً وافتقد الإثارة المعتادة، وعلى الرغم من أن أندية الصف الأول ظهرت بشكل جيد واستعانت بالمخزون الكبير من الخبرة التي يمتلكها اللاعبون ونجحت في تحقيق نتائج إيجابية، فإن ذلك لم يكن كافياً لكي يمنح الاطمئنان لأنصارها، ومع ذلك فإن جميع المؤشرات تشير إلى تغير جذري منتظر في قادم الجولات، مع اكتمال الصفوف والانتهاء من التعاقدات الجديدة التي ما زالت معلقة وفي مرحلة التفاوض النهائي، حيث من المنتظر أن تعود الصورة الحقيقية لأداء الأندية مع اكتمال جاهزية اللاعبين في الجولات القليلة القادمة.

بعضهم أرجع البداية المتواضعة للدوريات الأوروبية هذا الموسم إلى الجانب الاستثماري، الذي تراجع بشكل لافت مؤخراً، وباستثناء الدوري الإنجليزي الذي يواصل تصدر القيمة السوقية للدوريات الأوروبية بواقع 10 مليارات يورو ونصف، فإن الدوريات الأخرى كالإسباني والإيطالي والألماني لم تتجاوز قيمتها السوقية 4 مليارات يورو مقابل 3 مليارات يورو ونصف للدوري الفرنسي، ومع أن الأرقام تلك توضح التفوق الكبير للدوري الإنجليزي الذي يواصل التحليق بعيداً خاصة في جزئية جودة اللاعبين، فإن التراجع اللافت للقيمة السوقية لمعظم أندية الليغا، وفي مقدمها ريال مدريد وبرشلونة، تسبب في ضعف مستوى الأندية الإسبانية، سواء في سوق الأسهم أو في القيمة الفنية للاعبين بسبب رحيل عدد كبير من النجوم، نتيجة لتراجع الاستثمارات بشكل لافت وملحوظ مؤخراً، والمسألة أصبحت مرتبطة بحجم الأموال التي تصرف بهدف الإبقاء على جودة الدوري، وبين ما يتم تعويضه من لاعبين لتعويض خروج عدد ليس بقليل من اللاعبين النجوم من الصف الأول، الذين فضلوا الانتقال إلى دوريات أخرى خارج أوروبا ومنها الدوري السعودي.

آخر الكلام

الحكم على مستوى (دورينا) بعد جولتين فقط يبدو غير منطقي، واعتدنا أن تكون البدايات ضبابية نوعاً ما، ومع ذلك فإن ملامح المنافسة لدى بعض الأندية كانت واضحة.