بائع الأحلام

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

«النجاح هو أن تحقق ما لا يستطيع المال تحقيقه»، عبارة وردت في الفيلم البرازيلي «بائع الأحلام» لخصت خلاله قصة الفيلم بأكملها.
«بائع الأحلام» هو فيلم برازيلي مقتبس من رواية للروائي وعالم النفس البرازيلي أوغوستو كوري تحمل الاسم نفسه، ترجمت لأكثر من 60 لغة، وهو أول عمل له، نقل إلى عالم المسرح ولاقى نجاحاً كبيراً في البرازيل، ليتم تحويله في ما بعد إلى فيلم سينمائي تصدّر قوائم العرض في عدد من المواقع. الفيلم من إخراج جيمي مونجاردين الذي استطاع أن يتجول في أنحاء مدينة ساو باولو ويكشف تناقضات المدينة التي تحوي المباني الشاهقة بالتوازي مع ملاجئ المشردين البسيطة التي لا ترقى لمستوى الخيام، وقد استطاع نقل المشاهدين بين جميع المشاهد بسلاسة وتشويق في الوقت ذاته. الفيلم من بطولة الفنان البرازيلي دان فيليب ستولباتش، وفنان الأوروغواي سيزار ترونكوسو باروس.
تسمع في الفيلم حوارات عميقة قلما تجدها مجتمعة في فيلم أُنتِج خلال العشر سنوات الماضية جميعها، اعتمد على الحوار وعلى الحبكة حتى أجبر المشاهد على الرغبة في عدم تفويت أي جملة فيه، يبدأ وينتهي بالعبارة نفسها مع اختلاف القائل والمتلقي، إذ يقتبس الطبيب النفسي الذي أقدم على محاولة الانتحار في بداية الفيلم، عبارة قالها له رجل يبدو متشرداً من خلال مظهره وملبسه فجعله يعدل عن الانتحار يقتبسها ليقولها لابنه الذي كان في ذات موقفه ينوي الانتحار من الطابق ال ٢١ في أحد المباني وهي: أستطيع أن أبيعك فاصلة، تقف عندها قليلاً لتمضي بحياتك بشكل صحيح.
أحداث الفيلم مشوقة تشرح عدم قدرة النظام الرأسمالي على إرساء السعادة والعدالة، وكيف أن المال لا يمكنه أن يجلب الراحة والسعادة، وأن هناك أشياء كثيرة أهم من مجرد الرغبة في جمع المال والعمل وتحقيق النجاح الوظيفي أبرزها العائلة.
كل هذه الأحداث وهذه القيم وغيرها تتحقق في الفيلم من خلال شخصية المتشرد الذي دعاه مريدوه «المعلم» ليصل إلى مرحلة تقديم محاضرات لرجال الأعمال وذوي المناصب الوظيفية والاجتماعية المرموقة بعضها كان يقيمها في المقبرة! والفيلم يؤكد في أكثر من مشهد عبارة وردت خلاله وهي أن «كلنا خونة، نحن نخون أحلامنا» حين لا نلتفت إليها بالشكل الصحيح، ولهذا ظهر هذا المتشرد ليبيع الأحلام للناس من غير مقابل فلاقى شهرة واسعة وكثيراً من المتابعين قبل أن تنكشف حقيقته ليصدم المشاهد بماضيه.
الفيلم مشوق ويظهر المثير من الحقائق التي لا نلتفت إليها في ظل انشغالاتنا اليومية بقشور الحياة التي تبعدنا عن اللب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4v24zdz7

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"