ورش تدريبية ومعارض للفنون

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

في السنوات القليلة الماضية أظهرت كثير من الجهات الرسمية والأهلية اهتماماً واسعاً بالفنون وتعليمها من جهة، وتسويقها من جهة أخرى من خلال إقامة معارض جماعية، تهدف لبيع المنتجات والأعمال الفنية بمختلف أشكالها. 
هذه الورش التي تقيمها المراكز الخاصة والأهلية بشكل متكرر وبعض الجهات الحكومية أحياناً، خلقت جيلاً قادراً على التسويق لأعماله الفنية، عارفاً بشكل مبسط بعض أساسيات الفنون البصرية المختلفة، وطبيعة الألوان المستخدمة وطرق دمجها وغيرها من المهارات ، ليستطيع هذا الجيل التخصص في المستقبل في مجال الفنون كدراسة أو هواية أو حرفة.
بعض الفنانين آثروا تخصيص كثير من وقتهم لهذا الهدف، فنجدهم يقومون باستئجار قاعات وصالات عرض يستطيعون من خلالها تقديم هذه الورش الفنية واضعين في اعتبارهم أهمية العمل بجدٍّ مع الأجيال الناشئة لخلق هذا الوعي، وهي خطوة يشكرون عليها بكل تأكيد، لكن في المقابل نجد بعض الجهات تقيم ورشاً فنية لا تستطيع تقديم أي جديد أو مهارة، غير تقليد بعض الرسومات أو التلوين، بعد أن يقوم المدرب برسم المخطط الأوّلي للوحة لكل مشارك وكأنه غير قادر على فعل ذلك بنفسه، أو يعطيه نموذجاً يطبع من خلاله هذا العمل المطلوب، بدون أدنى جهد أو تطوير لمهارته، وهو الأمر الذي يجب الالتفات له من قبل الجهات المعنية ومن قبل أولياء الأمور قبل إشراك أطفالهم في أي ورشة تدريبية كي يتوقف هذا الاستسهال في هذا الجانب. 
الورش الفنية المقدمة كثيرة، والراغبون في التعلم يزدادون يوماً بعد يوم، خصوصاً حين يرون معارض فنية أبطالها هم الأطفال والفتيان والشباب في أوائل العمر، ويستطيعون من خلالها بيع بعض لوحاتهم حتى ولو كان المشتري أحد الأقارب أو الأصدقاء، الراغبين في تشجيعهم ورفع معنوياتهم، لكن المطروح كثير، بعضه لا يتعدى كونه مجرد وقت للعب بالألوان واستغلال الوقت بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية، فهل هناك مراقب رسمي لكل ما يطرح في السوق التدريبي اليوم؟ وهل سنشهد قيام جيل ناشئ من الفنانين يسهم في نشر الثقافة الفنية والاهتمام بالفن، لنجده في كل جوانب الحياة ولينتهي عصر تقديم الفن الركيك أو القائم على تقليد اللوحات العالمية وتلك المشهورة؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3mx4d5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"