ماذا بعد التخرج؟

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

سارة البلوشي

ماذا بعد التخرج؟ أول سؤال يخطر على ذهن شاب في مقتبل العمر وفي يده شهادته الجامعية، ليبدأ في قرارة ذاته رحلة البحث عن إجابة لهذا السؤال متملكاً إياه شعور الفرحة بالنجاح، والراحة بعد الحياة الجامعية، والطموح الممزوج بالفخر للانتقال إلى مرحلة جديدة، حيث لا يخفى على كل مطّلع هذه المشكلة التي تواجه شبابنا، وهي البطالة والفراغ بعد التخرج، فيبدأ الخرّيج يتخبّط هنا وهناك علّه يجد شاغراً يناسب تخصصه.

وإن كنا نريد أن نطّلع على المشكله من جذورها، فهي تبدأ من غياب خطة ما بعد التخرج لأغلب الجامعات التي تؤمّن المقعد الدراسي للطالب من دون التكفل بتدريبه وصقل مهاراته العملية لتتناسب مع بيئة العمل.

ولا ننسى، كذلك، سقف التوقع المرتفع عند كثير من الخريجين، حيث إنهم لا يقبلون بعمل أو راتب مبتدئ، بل يريدون أن يبدأوا مشوارهم من قمة الهرم. وهذا الأمر لن يحصلوا عليه إلّا بكدّ وتعب وخبرة سنين.

والجدير بالذكر أن نسبة البطالة انخفضت بشكل ملحوظ بجهود برنامج نافس لتوظيف المواطنين في القطاع الخاص، إلى جانب تشجيع العمل التطوعي والحوافز التي يقدمها البرنامج، الذي ساعد في حصول المتطوع على مرحلة تدريب تهيئه لبيئة العمل الرسمي مستقبلاً.

والنجاح الذي حققه التوطين في القطاع الخاص، والتحاق الشباب بكل عزيمة للإبداع في المجال تعود لتوجيهات قيادتنا الرشيدة التي وضعت ملف التوطين على مقدمة أولوياتها، ووفرت كل السبل لنجاحه؛ وفي ذلك قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، «إن تمكين الكوادر الوطنية يأتي في مقدّمة أولوياتنا، التي تتضافر فيها جهود جميع المؤسسات والجهات الحكومية والشركاء من القطاع الخاص، بما يضمَن توفير بيئة عمل مستقرّة للكفاءات والكوادر الإماراتية».

وانسجاماً مع توجيهات قيادتنا الرشيدة لإطلاق قدرات الإماراتيين، قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله «التدريب يَفتح عينيك على نقاط الضعف، ويعطيك ثقة بنفسك، ويجعلك أقرب إلى تحقيق النصر». نعم.. فالمهارة لا تكتسب بدون فعل وتحاور، فإذا أتتك فرصة عمل وإن كانت ليست بالمستوى الذي تطمح إليه، فلا ترفضها، فأنت في بداية مشوارك العملي وفي هذه المرحلة تحتاج إلى الخبرة والمال معاً، وتذكّر أن كل شيء يحتاج إلى الصبر والجهد، وابتعد عن القفزات المتسارعة ونتائجها العكسية.

فتمهل ولا تستعجل.. لا تتوقف عند الشهادة الجامعية فقط، انضم إلى دورات تدريبية وتعليمية، واعمل في الشركات التي تعطيك مرحلةً للتدريب حتى تكتسب الخبرة والمهارة لاجتياز الصعوبات والتحدّي، للوصول إلى طموح الصغر الذي يحدّد مسار الإنسان واعتماده على نفسه بفطنة تنظيمه لوقته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ywyc4u9c

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"