عادي

السينما.. حكايات مؤثرة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين
الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي

الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي
السينما حكايات تأسرنا جميعاً، نؤثر فيها ونتأثر بها، هي مرآتنا التي نطل من خلالها على ماضينا وتاريخنا، ونعاين عبرها واقعنا، ونستكشف ملامح مستقبلنا، في أروقتها نعيش «الترفيه الثقافي»، نقرأ ونتعلم ونكتشف، ونُعبر عن أفكارنا ورؤانا وطموحاتنا. ولعل ذلك ما جعل السينما لأكثر من قرن وسيلة مؤثرة لرواية القصص، فقد ساهمت - ولا تزال - في صقل ذاكرتنا وتنمية خيالنا وتشكيل حواسنا والتأثير في عواطفنا.

نعيش اليوم في عالم تربعت فيه الرقمنة على العرش، وأثبت الذكاء الاصطناعي قوة حضوره، ومعه أصبحنا نحيا في فضاء إلكتروني واسع كشف لنا عن عوالم معرفية جديدة ومصادر تعلم مختلفة، وقدم لنا تجارب متنوعة وفرصاً عديدة للتعرف على ثقافات ومجتمعات تفصلنا عنها مسافة تقاس بآلاف الكيلومترات. أصبح عالمنا الواسع مجرد قرية كونية صغيرة، تتصل أطرافها ببيانات ضخمة وذبذبات تنقل المعلومة بسرعة الضوء، وتزيد بما تمتلكه من مؤثرات من حدة الضغط على الوعي الذاتي بالهوية وأهميتها، وذلك من خلال التأثير في عقول الأطفال والشباب، والمساهمة في إعادة تشكيلها وتزويدها بأفكار ومعتقدات جديدة بالكامل، ما يجعل مسؤولية ضبط أطفالنا وشبابنا أكثر تحدياً من أي وقت مضى.

في هذا العالم الصغير، لم تعد السينما مجرد ترفيه، وإنما تحولت إلى صناعة رابحة تُدار بملايين الدولارات بفضل قوة تأثيرها وقدرتها على تجاوز حدود اللغة واختلاف الثقافات، وصياغة وجهات النظر المختلفة عبر ما تحمله من رسائل متنوعة بعضها توعوي والآخر تنويري، رسائل قادرة على إعادة تشكيل معتقدات وأفكار الصغار والشباب، وهو ما جعل من إثراء مخيلتهم وفتح الآفاق أمامهم وتنمية مهاراتهم الحياتية، مُهمة يحملها مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب على عاتقه، ليتحول المهرجان الذي يقام تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بعد سنوات من انطلاقته الأولى، إلى منصة معرفية رائدة، تهدف إلى ترجمة رسالة إمارة الشارقة ومشروعها الثقافي، وتعمل على تحقيق الرؤى الطموحة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، القائمة على ثلاثة عناصر رئيسة هي: الاستفادة من دروس وعبر الماضي، ونشر الوعي الخلّاق في الحاضر، وإنشاء البنية الثقافية التحتية القارئة للتطورات المستقبلية.

في مؤسسة «فن»، نؤمن بأن الشباب هم صناع المستقبل والسواعد التي تبني الوطن، وندرك أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية فقط، وإنما مرآة تعكس وجدان مجتمعنا وتطلعاته وأحلامه، ووسيلة قادرة على إلهام وتمكين الأجيال القادمة وتعزز فيهم الهوية الوطنية وتساهم في صقل شخصياتهم وتزويدهم بما يحتاجون إليه من معارف ومهارات مستقبلية، وترسخ في نفوسهم قيم الانتماء والولاء للوطن، ما يحفزنا على مواصلة العمل لاستقطاب أعمال سينمائية نوعية قادرة على إثراء مخيلة أطفالنا، وتنمي فيهم شعور المسؤولية تجاه مجتمعنا وتراثنا المحلي وتاريخنا العريق، وتشجعهم على سرد حكاياتنا المجتمعية، وفاءً لأجدادنا الذين غرسوا فينا قيم العطاء والتسامح.

مديرة مؤسسة «فن» ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3mc22ekz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"