عادي
يعرض حياة الأسرة الحاكمة وثقافة المجتمع

متحف قصر العين.. شاهد على تحولات الإمارات

22:58 مساء
قراءة 3 دقائق
غرف تحكي العمارة والتقاليد
جانب من مجالس القصر
متحف قصر العين

العين: راشد النعيمي

يقف متحف قصر العين شاهداً على التحولات الكبيرة التي عاصرتها المدينة في منتصف القرن الماضي، ويستقطب الزوار من داخل وخارج الإمارات الذين يودون التعرف على بدايات المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتمتع بجولة بين العناصر الأساسية التي تمثل العمارة التقليدية خلال تلك الفترة.

اتخذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، متحف قصر العين مقراً لإقامته، وعاش مع عائلته الكريمة في هذا القصر لغاية عام 1966 حين انتقل إلى أبوظبي بعد توليه مقاليد حكم الإمارة. يعرض القصر لمحة عامة عن حياة العائلة الحاكمة وثقافة المجتمع المحلي قبل قيام الاتحاد عام 1971 ويرجع تاريخ بناء قصر العين إلى العام 1937، وقد بني على طراز العمارة التقليدية المعروفة في العين.

برزت أهمية قصر العين لارتباطه الوثيق بسيرة وحياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خلال فترة حكمه لمدينة العين التي امتدت لعشرين عاماً، وقد أمر بإعادة ترميمه وتأهيله عام 1998 على أيدي مجموعة من الخبراء والاستشاريين المعماريين في الدائرة الخاصة التابعة له في تلك الفترة. وخلال فترة الترميم التي استمرت سنتين، أضيف عدد من الأبنية لتأهيل البناء الأصلي لاستقبال الزوار.

خصائص معمارية

من الناحية الهندسية، يتميز بناء القصر بالعديد من الخصائص المعمارية الموجودة في المباني التاريخية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها فتحات التهوية العريضة لتبريد المبنى والغرف الرئيسية طبيعياً وهنالك أيضاً السور المرتفع الذي تتخلله البوابة الرئيسية للمدخل الرئيسي الذي يعلوه عقد مفصص مرفوع على جدران المدخل وتعلوه فتحات مثلثة الشكل تعرف بمغازل الرمي. كما تم استخدام معظم أجزاء شجرة النخيل في تسقيف الغرف وصنع الحصر والسلال، وأغطية الطعام (المجبات)، واستخدام سعف النخيل للأسقف (الدعون). وصنع الأبواب والنوافذ (الدرايش) واستخدمت أخشاب التيك في المباني التي خضعت للترميم لاحقاً أما بالنسبة للأثاث المستخدم داخل الغرف؛ فقد روعي فيه الجانب المحلي والتقليدي ليحاكي أثاث القصر في تلك الفترة.

افتتح القصر في عام 2001 ليقدم للزوار فرصة لاكتشاف طبيعة الحياة في الماضي، والتجول في الحدائق والغرف التي عاش فيها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، والتعرف عن قرب على حياة الأسرة الحاكمة وثقافة المجتمع المحلى وتاريخ إمارة أبوظبي. وبعد عملية الترميم تم إضافة نموذج عصري يحاكي الخيمة التقليدية التي كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يستقبل فيها ضيوفه، وتحاكي الحياة في الصحراء التي كان يعيشها ويعتز بها، وتؤدي في الوقت الحاضر دوراً تعليمياً وسياحياً للطلبة والزوار، حيث تمثل الارتباط الدائم مع التراث والكرم العربي العريق.

ادخلوها بسلام

يحتوي المتحف على مجموعة من الأقسام التي يمكن للزوار استكشافها والتعرف عليها أولها بوابة الدخول، حيث يتميز القصر بالبوابة الداخلية التي يعلوها نقش الآية القرآنية «ادخلوها بسلام آمنين» ترحيباً بالضيوف بينما يتضمن القصر مبنى استحدث مؤخراً يمثل مقر إدارة القصر حالياً، ويقع إلى الجهة اليمنى من المدخل الرئيسي، ويضم مكاتب الموظفين، ومعرضاً للصور والهدايا. كما يضم المبنى قاعة تحتوي على شجرة العائلة توضح الأصول العريقة لنسب أسرة آل نهيان، حكام أبوظبي، والبيت الحاكم في قبيلة بني ياس.

ويتكون القسم الخاص بإقامة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحرمه سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، (أم الإمارات)، من طابقين حيث خصص الطابق الأرضي منهما لاستقبال النساء من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بينما خصص الطابق العلوي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعائلته.

ويوجد في هذا القسم مجموعة من المجالس والسكن الخاص بالضيوف، والتعرف على أدوات تحضير القهوة في الفرقة المخصصة لذلك يقابل القسم أقدم مجلس بني في القصر (مجلس بو الدعون)، والذي سمي نسبة إلى جريد جذوع النخيل المستخدمة في بنائه وكذلك يوجد نموذج يحاكي الخيمة القديمة في تلك الفترة.

وتتوزع في الفناء الخارجي العديد من الغرف منها غرفة تحضير القهوة وغرفة سكن العاملات والمخزن (البخار) بالإضافة إلى المطبخ الرئيسي ويتوسط ساحة القصر بئر ماء (الطوي) وعدد من الغرف المخصصة لإقامة أقارب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.

ويوجد فوق المدخل الرئيسي للقصر مجلس علوي يطلق عليه (البرزة) كان مخصصاً للجلوس في أشهر الصيف ويمكنك استكشاف أساليب التعليم في الماضي بزيارة غرفة الدراسة في القصر، كما يضم الفناء الداخلي نموذجاً يحاكي سيارة (اللاندروفر) التي كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يتجول بها في المنطقة لمتابعة أحوال المواطنين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wu65j53

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"