قال محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين لدى «أليانز»: «من المرجح أن يتأذى شيء ما، حيث إن تقرير الوظائف الأمريكي الصادر يوم الجمعة يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول».
وأوضح العريان في تصريحات لتلفزيون بلومبرغ أن التقرير يعتبر أخباراً جيدة للاقتصاد في الوقت الحالي، لكنه في الوقت نفسه يمثل أخباراً سيئةً للأسواق وللاحتياطي الفيدرالي.. البنك المركزي لن يرحب بهذا التقرير. على المدى الطويل، قد ينتهي الأمر بأن يكون هذا خبراً سيئاً للاقتصاد أيضاً».
- اقتصاد معتاد
وقال العريان: «إن أرقام الوظائف الجمعة تتفق مع توقعاته لحدوث ركود محتمل. هذا اقتصاد اعتاد على أسعار الفائدة المنخفضة بشكل يبعث على السخرية، واعتاد على ضخ السيولة. إن تغيير النظام يحدث بسرعة كبيرة».
وأظهر تقرير الوظائف غير الزراعية أن سوق العمل الأمريكي أضاف أكثر من 330 ألف وظيفة في سبتمبر، مقارنة ب170 ألف وظيفة يقدرها الاقتصاديون. وتم تعديل البيانات الرئيسية لشهر أغسطس بالارتفاع، في حين زاد متوسط نمو الأجر في الساعة بنسبة 0.2% الشهر الماضي، كما هو الحال في أغسطس.
- زيادة التوقعات
أدت سوق العمل القوية إلى زيادة التوقعات برفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في ختام اجتماعه للسياسة النقدية المرتقب في نوفمبر، ودفع المتداولين إلى تأجيل تقديراتهم لموعد عمليات خفض أسعار الفائدة المستقبلية مع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي. وتراجعت، الجمعة، توقعات أسواق عقود المقايضة بشأن أول خفض لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى سبتمبر 2024، مقارنة بشهر يوليو السابق.
- رفع الفائدة
وقال العريان: «تقرير الوظائف لشهر سبتمبر يُعيد رفع أسعار الفائدة في اجتماع نوفمبر إلى المشهد. يتعين على الأسواق ألا تستوعب زيادة الفائدة لفترة طويلة فحسب، بل رفعها أكثر لفترة أطول. فعندما تتخلف عن الركب في بداية دورة التضخم، أي تأخُّر البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة في بادئ الأمر، فإنك تدفع الثمن عندما تصل إلى النهاية».
وفي أعقاب بيانات الوظائف ارتفعت العائدات على سندات الخزانة لأجل 5 إلى 30 عاماً بأكثر من 15 نقطة أساس خلال اليوم، وعادت عوائد الأوراق المالية لأجل 10 أعوام و30 عاماً إلى أعلى مستوياتها منذ 2007،، قبل تقليص بعض الصعود.
(بلومبيرغ)
