هل يتخلف الأمريكيون عن سداد قروضهم؟

مبيعات التجزئة وموسم الأرباح.. حكاية «وول ستريت» التالية

15 أكتوبر 2023

20:08 مساء

قراءة 3 دقائق

إعداد: هشام مدخنة

يترقب المستثمرون بحذر، هذا الأسبوع، تقرير مبيعات التجزئة الأمريكي لتوصيف حالة المستهلك الراهنة الذي يحرك إنفاقه نحو ثلثي اقتصاد البلاد؛ وعينهم الأخرى في المقابل على موسم الأرباح الفصلية للشركات.

وكان الإنفاق الاستهلاكي المستدام من أهم أسباب مرونة الاقتصاد في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة هذا العام، مع دعم بارز من أسواق الأسهم بقيادة مؤشر ستاندرد آند بورز، الذي نما بنحو 13% منذ مطلع 2023 حتى الآن، على الرغم من تراجعه قرابة ال6% من أعلى مستوياته في يوليو/ تموز.

تواجه بيانات مبيعات التجزئة، المزمع صدورها، الثلاثاء، تحديات من شقين متناقضين لإرضاء المستثمرين. فالرقم الذي سيكون أقوى بكثير من التوقعات قد يثير مخاوف من انتعاش التضخم ويعزز القلق الدائر من أن يُضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ موقف أكثر تشدداً بخصوص أسعار الفائدة وإبقائها مرتفعة لفترة أطول. وعلى النقيض من ذلك، فإن الرقم الضعيف يمكن أن يجلب معه مخاوف الانكماش الاقتصادي، الذي تمكنت الولايات المتحدة حتى الآن من تجنبه، على الرغم من رفع الفيدرالي تكاليف الاقتراض إلى أعلى مستوياتها منذ عقود.

وبهذا الصدد، قال آرت هوغان، كبير الاستراتيجيين في «بي ريلي ويلث»: «إن القراءة المقبلة لمبيعات التجزئة أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلينا، لأنها في الواقع من تحافظ على مرونة الاقتصاد. نريد حقاً أن نرى ما يفعله المستهلكون مقابل ما يقولونه».

وكان من المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة بنسبة 0.3% على أساس شهري في سبتمبر/ أيلول، وفقاً لخبراء اقتصاديين استطلعت «رويترز» آراءهم.

موسم الأرباح

قبل يومين، أشارت بعض الدلائل إلى تراجع قوة المستهلك، بعد أن أظهر مسح جامعة ميشيغان تدهور معنويات المستهلكين الأمريكيين في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو الانخفاض الشهري الثالث على التوالي، مع توقعات بنمو التضخم أكثر خلال العام المقبل.

وكانت البنوك الأمريكية الكبرى قد حذرت الجمعة من تباطؤ الاقتصاد مع استنفاد العملاء لمدخراتهم. وقال والتر تود، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «غرينوود كابيتال»: «هناك الكثير من الأسئلة حول كيفية صمود المستهلك».

ومع بدء موسم أرباح الربع الثالث، سيركز المستثمرون على تعليقات المسؤولين التنفيذيين في تلك البنوك، وحول ما إذا كان الأمريكيون يتخلفون عن سداد القروض أم يسددون ديون بطاقاتهم الائتمانية. وسيعلن بنك أوف أمريكا عن نتائجه، غداً الثلاثاء، مع توقع إفصاح عدد من البنوك الإقليمية الأخرى، الأسبوع المقبل.

وفي السياق ذاته، ستقدم تقارير الأرباح من الصناعات الأخرى كذلك وجهات نظر وإشارات حول سلوك وصحة المستهلك. ومن ضمن هذه الشركات عملاق المنتجات الاستهلاكية «بروكتر آند غامبل»، وصانع السيارات الكهربائية «تيسلا»، إضافة إلى «نتفليكس»، و«أميركان أيرلاينز»، وغيرها.

عوائد السندات

وفي السياق ذاته، من المؤكد أن أرقام مبيعات التجزئة القوية يمكن أن تؤدي إلى زيادة ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي ضغطت على الأسهم في الأسابيع الأخيرة. إذ يبلغ العائد القياسي لأجل 10 سنوات حالياً 4.61%، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ 16 عاماً في وقت سابق من هذا الشهر.

وهنا يأمل جاك أبلين، كبير مسؤولي الاستثمار في «كريسيت كابيتال»، انخفاض عائد سندات الخزانة عن مستوياته الحالية إلى نحو 4.5%، ما يعزز شهية المستثمرين للمخاطرة. وقال: «إذا رأينا بالفعل تراجع قوة الإنفاق الاستهلاكي، فمن المرجح أن يخفف ذلك بعض الضغوط عن أسعار الفائدة وبنك الاحتياطي الفيدرالي. لذا، أعتقد أن الاستنتاجات التي سيتوصل إليها المستهلك الأسبوع الجاري من تقرير مبيعات التجزئة ستكون أخباراً سيئة وجيدة في آن واحد».

أهم أحدث الأسبوع المقبل:

الإثنين

نتائج الشركات: «تشارلز شواب»

08:30 تقرير «إمباير ستيت» للتصنيع

الثلاثاء

نتائج الشركات: «مورغان ستانلي»، «تيسلا»، «نتفليكس»، «ستيت ستريت»، «زيونس كورب»، «بروكتر آند غامبل».

08:30 مؤشر بدايات الإسكان وتصاريح البناء

12:00 حديث محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر

14:00 تقرير كتاب «بيج» للأسواق

الأربعاء

نتائج الشركات: «أميركان أيرلاينز»، «ألاسكا أير»، «يونيون باسيفك»، «تايوان سيميكونداكتور»، «إنتيوتيف سيرجيكال».

08.30 مطالبات البطالة الأولية