الذيد: محمد الماحي
برؤية ثاقبة وحكيمة لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، شهدت مدينة الذيد، حزمة مشاريع تنموية وخدمية، تنتقل بها وبسكانها إلى مستويات عليا من الحداثة، تحولت بفضل أفكار سموّه المبدعة إلى مدينة مميّزة، وباتت نموذجاً ساطعاً للتنمية، ومدينة عصرية وحضارية متكاملة في كل النواحي.
وشملت المشاريع الطرق، والإسكان، التعليم، الصحة، والبنية التحتية، والزراعة التي من شأنها إعادة رسم مستقبل المدينة وفق خطوات مدروسة، تواكب المكانة المرموقة التي تتبوؤها دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة.
وسجلت «الذيد» تقدماً كبيراً على مختلف الصعد، استناداً إلى إحصاءات دائرة الأشغال العامة، وهيئة الطرق والمواصلات في الشارقة، لعامي 2022، 2023 في كل مجالات النهضة الحديثة.
ترصد «الخليج» أبرز المشاريع التطويرية التي أنجزت ويجري العمل على تنفيذها في المنطقة، وسيشكل دخولها حيّز الخدمة، إضافة حقيقية إلى واقع الخدمات في إمارة الشارقة، ما ينعكس إيجاباً على تنشيط الحركة التجارية والسياحية فيها.
وبدأت النهضة التنموية في الذيد في 2022 عندما اعتمد صاحب السموّ حاكم الشارقة، 100 مليون درهم، لتطوير طرق عدة في المدينة، منها توسعة شارع الشهيد سلطان بن محمد بن هويدن، وشارع وشاح إلى 3 مسارات، وشارع خدمة في الاتجاهين، وتطوير وتوسعة شارع راشد بن سالم بن فاضل، إلى 3 مسارات، وتوسعت المدينة أفقياً بإنشاء عدد من المشاريع التطويرية، تقدر كُلفتها
ب320 مليوناً حسب إحصاءات دائرة الأشغال، أبرزها مبنى قناة الوسطى، بكُلفة 150 مليون درهم، وميدان سيح المهب بكُلفة 8 ملايين درهم، ومشروع مرعى سهيلة بكُلفة 8 ملايين درهم، ومسجد البردي في منطقة سيح المهب بمدينة الذيد على الطراز الإسلامي الممزوج بالطابع الحديث، على مساحة إجمالية 2426 متراً مربعاً، فيما تبلغ مساحة البناء 590 متراً مربعاً، ويسع 400 في مصلّى الرجال، و70 في مصلّى النساء، ويضم منارة واحدة بطول 31 متراً وقبة دائرية تعكس جمال العمارة الإسلامية، فضلاً عن المساحات الخارجية للمصلين وأماكن الوضوء ومواقف للمركبات.
وأكد المهندس علي بن شاهين السويدي، عضو المجلس التنفيذي، رئيس دائرة الأشغال العامة بالشارقة، أنه بفضل الدعم الكبير والتوجيهات الدائمة لصاحب السموّ حاكم الشارقة، في تطوير مدينة الذيد، بنت الدائرة خلال العاميين الماضيين، مجموعة مشروعات في المدينة تتعلق بالمشاريع العمرانية واستدامتها وتطوير البنية التحتية وتأثيث المباني، لتكون آمنة لمستخدميها، مواكبة خطط الإمارة التنموية الشاملة وفقاً لاحتياجات التمدد والانتشار السكاني والعمراني.
مشاريع تنموية
وأنجزت بلدية مدينة الذيد مشروع تأهيل وادي الذيد الشمالي؛ بهدف إعادة الوادي إلى وضعه الطبيعي مصرفاً لمياه السيول والأمطار، وتحديد مساره، وكذلك نظّف بطن الوادي، وأزيلت النفايات، ومخلفات البناء، وجميع المظاهر السلبية القائمة، فضلاً عن تسوية أرضيته وإعادة الغطاء النباتي له.
وغطى المشروع في مرحلته الأولى، الجزء الممتد من شمالي منطقة الأسواق وحتى مركز الشرطة القديم، ويضم مدرجات مزروعة بأشجار النخيل والزهور.
وقال حمد راشد الطنيجي، مدير بلدية مدينة الذيد: إن البلدية حققت الكثير من الإنجازات باهتمام صاحب السموّ حاكم الشارقة، في تنمية المناطق المختلفة في الإمارة، وأن تكون مدينة الذيد نموذجية ومتكاملة؛ حيث يضع سموّه، لكل مدينة طابعاً خاصاً بها، يضم أهم ما يميزها الى جانب اهتمامه المطلق بالمواطنين وتطوير المنطقة. وأضاف: إن التنمية الكبيرة الموجودة في إمارة الشارقة كان لنا في مدينة الذيد على وجه الخصوص نصيب كبير منها، تمثل في مشاريع تنموية مستقبلية على كل المستويات، سواء عن طريق البلدية أو الدوائر الحكومية الأخرى التي تعمل على تناسقٍ تام.
نقلة نوعية
واهتمت حكومة الشارقة بمتابعة، صاحب السموّ حاكم الشارقة، مشاريع الطرق الحديثة، ووضعت هيئة الطرق والمواصلات في الإمارة خطة شاملة لإنشاء طرق داخلية في أربع مناطق سكنية بمدينة الذيد، بكُلفة 30 مليون درهم، أسهمت في إحداث نقلة نوعية كبيرة في حياة المواطنين.
أنجزت هيئة الطرق عدداً من مشاريع الطرق في مدينة الذيد، كما رفعت الكفاءة لعدد من الطرق في الشعبيات بالمدينة، استكمالاً لخطتها السنوية الهادفة إلى تطوير الطرق وتعزيز البنية التحتية في مختلف مدن الإمارة، وتعزيز السلامة المرورية لمستخدمي الطرق بكُلفة إجمالية بلغت 4.5 مليون درهم. كما أنجزت مشروع صيانة وتوسعة طرق ميدان الذيد لسباقات الهجن، وشملت الأعمال صيانة ورفع كفاءة الطرق المحيطة بالمضمار، وتوسعة الطريق وإنشاء طريق جديد بمسارين بطول 8 كلم بكل جانب، ليصبح الطريق الجديد 4 مسارات مع كتف الطريق 16 كلم. كما نُفذت أعمال صيانة وإعادة تأهيل للطريق الخارجي الواصل من شارع الذيد المدام إلى ميدان الذيد لسباقات الهجن بطول 3.2 كم.
المواصفات والمعايير
تواصل هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، جهودها لإنجاز مشاريع الإنارة في الذيد؛ حيث نفذت ثلاثة مشروعات لإنارة طريق الذيد الفجيرة، وسوق الجبيل بالذيد، وإنارة مسجد الذيد الجديد، بتركيب 304 أعمدة إنارة و490 كشافاً.
وقال مدير إدارة المنطقة الوسطى بالهيئة المهندس خليفة الطنيجي: إن الهيئة مستمرة في خطة التطوير وتنفيذ مشروعات الإنارة في مختلف مناطق وشعبيات المنطقة الوسطى.
وأكد أن مشروعات الإنارة التي تنفّذها بالمنطقة الوسطى تتم وفق أفضل المواصفات والمعايير، وتختار نوعية الأعمدة والكشافات التي تناسب كل منطقة وتختلف بين الطرق الفرعية والرئيسية والطرق السريعة، سواء من حيث المسافات بين الأعمدة أو ارتفاعها أو تحديد عدد الكشافات التي ستركب عليها. مشيراً إلى أن فرق العمل بإدارة المنطقة الوسطى تعمل على تلبية متطلبات الأهالي وتقديم أفضل الخدمات لهم.
التنمية الشاملة
تولي حكومة الشارقة، أهمية بالغة لإسكان المواطنين في مدينة الذيد، وتوفير الحياة الكريمة لهم، وتشكل أولوية رئيسية على خطط التنمية الشاملة لها، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، بتأمين أرقى مستويات العيش الكريم للمواطنين، وتلبية حاجاتهم الأساسية، خاصة المساكن، لما تمثله من أهمية في تحقيق الاستقرار الاجتماعي لهم. وشهد قطاع إسكان المواطنين في مدينة الذيد في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً؛ حيث أنشئ مشروع حي الرق الجديد في منطقة سهيلة، وهو مشروع إسكاني مخصص بالكامل للمواطنين. وسيضم في المستقبل القريب نحو 1000 مسكن أسري، فضلاً عن جميع المرافق والخدمات من المدارس والحدائق والمساجد والأسواق.
ووزّعت حكومة الشارقة نحو 1000 قطعة أرض في المنطقة التجارية الجديدة وفي منطقة سهيلة، و1000 قطعة أخرى في الصناعية الجديدة.
البنية التحتية
وفي سياق مشاريع البنية التحتية، أنجزت دائرة الأشغال العامة إنفاذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، سوقاً للمواشي ومسلخاً آلياً حديثاً في الذيد؛ حيث اختيرت منطقة العويضد وسط مدينة الذيد، ما يسهم في سرعة الوصول إليه، وجاء تسليم السوق إلى شركة الشارقة لإدارة الأصول الجهة المشغلة له.
وقال المهندس عبد الله الطنيجي: إن مساحة الأرض في سوق المواشي والأغنام تبلغ 30 ألف متر مربع، وتسع 3250 رأساً للمواشي والأغنام؛ بحيث تضم 47 حظيرة مقسمة على مبنيين على مساحة 6 آلاف متر مربع، كذلك يضم السوق مسلخاً حديثاً على مساحة 2088 متراً مربعاً، ويبلغ ارتفاع سقفها 10 أمتار، ويصلح المسلخ لذبح الجمال والأبقار والأغنام، ويضم مداخل عدة أيضاً منها ما هو مخصص للزوار، ومنها بوابات مخصصة للماشية تعمل وفق آلية حركة محددة تنظمها غرفة التذاكر، وبوابات خاصة للجمال وأخرى للأغنام، إلى جانب بوابات خاصة بالتفريغ والتحميل والتخلص من فضلات المسلخ، وغرف الموظفين وتبديل الملابس ومدخل خاص لتنظيم حركة دخولهم وخروجهم.
السوق المحلي
وتولي حكومة الشارقة المشاريع الزراعية في الذيد اهتماماً كبيراً؛ تنفيذاً لرؤى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ وذلك بهدف تحقيق الاكتفاء الغذائي، والحرص على إنتاج أفضل المنتجات الزراعية أو اللحوم ومشتقاتها؛ حيث أنجز مشروع الصوبات الزراعية في الذيد الذي يعطي ثماره، وما تحتويه من مرافق وأجهزة حديثة، تستخدم في عملية الزراعة ضمن البيوت الزراعية التي أنشئت لإنتاج محاصيل خضار وفاكهة تعدّ الأكثر استهلاكاً في السوق المحلي.
ويهدف المشروع إلى إنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، وإنتاج منتجات زراعية عضوية ذات جودة عالية على منطقتين تضم 26 صوبة زراعية، وكل منطقة منها بطول 125 متراً، وعرض 37 متراً، وستنتج كل منهما أنواعاً مختلفة من الباذنجان والطماطم والخيار والكوسا والفلفل والشمام، ومختلف أنواع التين. ومن المتوقع أن تكون كمية الإنتاج نحو 143 طناً سنوياً، أي 400 كلغ من الخضار الأساسية يومياً.
كما يضم المشروع الممتد على مساحة 10 آلاف و610 أمتار مربعة، بما يعادل 8 هكتارات، سكناً للعمال والموظفين ومحطات السقاية والري والتخزين ومكاتب إدارية وقاعة اجتماعات، وبلغت تغطية شبكة الري مساحة قدرها 12 ألفاً و240 متراً مربعاً في المرحلة الأولى.
الرقعة الخضراء
وفي سياق المشاريع الصحية التي تحظى باهتمام كبير من الحكومة، في الذيد، بدأ العمل في تطوير وتوسعة محطة الصرف الصحي القديمة، ورفع كفاءتها من 700 متر مكعب في اليوم إلى 1500 متر مكعب، ويعدّ من المشاريع التي تخدم البنية التحتية وتحظى باهتمام كبير من صاحب السموّ حاكم الشارقة. وصاحب المشروع خط ري خارج من المحطة؛ لتغذية بعض الطرق الرئيسية بالمدينة.
وأكد المهندس علي بن شاهين السويدي، رئيس دائرة الأشغال العامة بالشارقة، أن المشروع أحد المشاريع التنموية المهمة نحو تحسين البنية التحتية، وسيترتب عليه كثير من الآثار البيئية الإيجابية، ومن أهمها المحافظة على موارد المياه الطبيعية وتقديم مياه نقية سيعاد استخدامها في ري المسطحات الخضراء، بما يسهم في زيادة مساحة الرقعة الخضراء. مشيراً إلى تصميم المحطة بمواصفات عالمية.
التنمية الاجتماعية
وفي سياق مشاريع التنمية الاجتماعية أنشئت 8 حدائق في الذيد بتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، تخدم النساء والأطفال؛ حيث تتوافر فيها مناطق ألعاب للأطفال واليافعين ومسارات للمشي والرياضة وهي: حدائق قرين، جبل عمر والطيبة والحصن والشريعة وسهيلة، السويح وتل الزعفران ووشاح وتتوافر حضانة مخصصة للأطفال بين حي السويح والبستان. كما توجد رياض للأطفال في أحياء طيبة والحصن والشريعة.
وقال حمد راشد الطنيجي: إن البلدية وفرت الأجواء الممتعة والجميلة لأهالي الذيد وأولت العائلة اهتماماً بالغاً تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، وتعدّ حدائق الأحياء من المرافق الخدمية المهمة ومقصداً للأسر في كل حي، تحفظ لها خصوصيتها وتعزز من الروابط الأسرية والاجتماعية بين سكان الحي؛ لذلك جاء إنشاء 8 حدائق، ليعزز من دور الإمارة في توفير أفضل المرافق الخدمية للترفيه والاستمتاع.
تنمية شاملة
وتمضي مدينة الذيد بخطى ثابتة نحو تعزيز نهضتها العمرانية والاقتصادية، لتحقيق تنمية شاملة وتوطيد مكانتها على خريطة الاستثمار المحلي والعالمي، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، وتتضمن قائمة أبرز المشاريع التطويرية التي أنجزتها حكومة الشارقة في الذيد، وشكل دخولها الخدمة بعد سبع سنوات من الإنشاء، تغييراً جذرياً على مختلف المجالات والصعد ومنها مشروع متنزه بردي سفاري بكُلفة مليار درهم، ويُعدّ الأكبر في العالم خارج إفريقيا.
وتبلغ مساحته المشروع 14 كلم مربعاً وسيضم نحو 50 ألف حيوان، وبذلك سيشكل أهم وجهة سياحية بيئية في المنطقة، ويضم مجموعة مميزة من الحيوانات القادمة من بيئات إفريقيا المختلفة. كما يضم بحيرة طبيعية كبيرة ومنطقة لتنزه الزوار ومخيماً، واستراحات ومقاهي ومطاعم.
التزام صادق
حول المشاريع التعليمية، قال الدكتور محمد معضد بن هويدن، رئيس المجلس البلدي لمدينة الذيد: جاء افتتاح فرع جامعة الشارقة في الذيد، بتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، ليفتح المجال واسعاً أمام المواطنين والمقيمين بالمنطقة الوسطى، للدراسة الجامعية، فضلاً عن تخفيف مشقة الانتقال إلى جامعات أخرى بعيدة. وتتميز جامعة الشارقة، فرع الذيد، باحتوائها على المرافق والتجهيزات التي تلبي احتياجات المجتمع من التعليم العالي. ويضم الحرم الجامعي للفرع، مباني بأحدث التقنيات، وبلغت كُلفة المشروع 60 مليون درهم.
واشار إلى أن إعلان صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال مداخلته، مع برنامج «الخط المباشر»، افتتاح جامعة الذيد في العام المقبل 2024، وستكون فيها كليتا الزراعة ودراسة الحيوانات، والبيطرة، هو التزام صادق من القيادة الحكيمة بالارتقاء بالعلم والمعرفة الأكاديمية؛ لتغذي قطاعات حيوية في المجتمع بخريجين ذوي كفاءة عالية في تخصصات متنوعة.
وأضاف أن حكومة الشارقة أنجزت 3 من مباني رياض الأطفال في مناطق البرير وسهيلة والطيبة، في إطار جهودها لتوفير أرقى فرص التعليم للطلبة في كل المراحل، وسدّ احتياجات مختلف مناطق المدينة من المدارس، ورياض الأطفال.
