عادي
دراسات مستفيضة لاحتياجات سوق العمل قبل عرضها

جامعات تطرح تخصصات مستحدثة تواكب احتياجات المستقبل

01:58 صباحا
قراءة 7 دقائق
إحدى الفعاليات الجامعية في أبوظبي
طلبة في مختبرات التخصصات العلمية بإحدى الجامعات

تحقيق: عبد الرحمن سعيد

في أغلب الأحيان يعيش خريجو الثانوية العامة مرحلة من التخبط في المرحلة، ما بين تخرّجهم في المدرسة والتحاقهم بالجامعة، حيث يبذلون جهدهم للاطلاع على التخصصات الجامعية المطروحة، في خطوة نحو اختيار التخصصات التي تجمع بين شغفهم واحتياجات سوق العمل، للتمكن من الحصول على وظيفة بعد التخرج. وتبذل الجامعات الحكومية والخاصة في الدولة قصارى جهدها لطرح أكبر عدد من التخصصات التي تتماشى مع التغيرات العالمية المتسارعة، فيما يتصل بسوق العمل، مع الحفاظ على جودة التعليم، لكن يبقى السؤال هل التخصصات التي طرحت خلال العام الدراسي الجاري، كافية لتلبية طموحات جميع فئات الطلبة بمختلف متطلباتهم؟ وهل هناك تخصصات وصلت إلى مرحلة التشبع وما زالت الجامعة تطرحها؟

«الخليج» تضيء في هذا التحقيق على التخصصات الجامعية التي طرحت لأول مرة خلال العام الدراسي الجاري 2023 – 2024، حيث التقت عدداً من مديري الجامعات ومسؤولي استقطاب الطلبة، الذين أكدوا حرصهم طرح تخصصات مستحدثه تواكب الاحتياجات الحالية والمستقبلية لسوق العمل باستمرار، حيث أدرجوا تخصصات جديدة مرتكزة على آليات عمل المؤسسات والأسواق وآليات الابتكار في الأعمال، لتوفير بيئة أكاديمية شاملة منافسة على المستوى المحلي والعالمي.

5 تخصصات

قال بسام مُرّة، المدير التنفيذي لإدارة استقطاب الطلبة في «جامعة أبوظبي»، نحرص عند طرح أي برنامج جديد على إجراء دراسة مستفيضة لاحتياجات سوق العمل على المدى الطويل ووظائف المستقبل، بحيث تضمن مواصلة استيعاب السوق لأفواج الخريجين من هذه البرامج، وأسهمت هذه الدراسات المستفيضة والتقييم الشامل للسوق في تجنب إلغاء البرامج الأكاديمية بشكل تام، حيث تعمل الجامعة على الدوام على استشراف المستقبل والتعرف إلى احتياجات سوق العمل المتوقعة خلال مراحل زمنية مستقبلية طويلة.

وأوضح أنه في إطار حرصها على التطوير الدائم لبرامجها الدراسية وتقديم تجربة أكاديمية شاملة للطلبة، طرحت الجامعة 5 تخصصات بكالوريوس جديدة اعتمدتها «مفوضية الاعتماد الأكاديمي»، ويأتي إطلاق هذه البرامج الدراسية لتتماشى مع التخصصات والمهارات المطلوبة في سوق العمل الحالي والمستقبلي، ولتمكين الطلبة من إطلاق العنان لإمكاناتهم وتحقيق النجاح، عبر الاستعداد التام لمتطلبات مِهن المستقبل. وتشمل البرامج المعتمدة «إدارة الأعمال في المالية والتكنولوجيا المالية» و«إدارة الأعمال» و«إدارة الأعمال في المحاسبة» و«إدارة الأعمال في إدارة الموارد البشرية» و«إدارة الأعمال في اتصالات التسويق الإلكتروني».

وأضاف: تولي هذه البرامج اهتماماً بالغاً بالتكنولوجيا وإدارة البيانات والاستدامة، وإثراء التفكير النقدي وحل المشكلات والذكاء العاطفي وريادة الأعمال، وسيشمل كل برنامج موضوعات مختلفة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل الأعمال والتكنولوجيا الرقمية ورياضيات الأعمال، في خطوة تهدف إلى ضمان تزويد الخريجين بمناهج معاصرة عالية الجودة، طُورت وفق أفضل المعايير الفنية والمهنية الدولية.

إقبال الطلبة

وعن أبرز التخصصات التي تتصدر إقبال الطلبة، قال نظراً لإطلاق الجامعة للتخصصات بناء على دراسة مستفيضة لسوق العمل واحتياجاته، تشهد معظم التخصصات في جامعة أبوظبي، الهندسية والعلوم الصحية وإدارة الأعمال بتخصصاتها، مثل اتصالات التسويق الإلكتروني والتكنولوجيا المالية وغيرها من هذه التخصصات، إقبالاً كبيراً من الطلبة، حيث تتميز بمواكبتها لمتطلبات سوق العمل وتوفير فرص كثيرة بعد التخرج؛ إذ ترتبط هذه التخصصات بقطاعات حيوية وتلبي مخطط التنمية الوطنية وسوق العمل، ومنها تلك المرتبطة بالإنترنت وأمن المعلومات وإنترنت الأشياء والتكنولوجيا المتقدمة والعلوم الصحية. وتضم على وجه التحديد تخصصات تكنولوجيا المياه والذكاء الاصطناعي والروبوتات والميكاترونيكس الصناعية، وعلم الوراثة وعلم المعادن، إلى جانب إدارة الأعمال والتسويق الإلكتروني والإعلام والقانون. وتوفر برامج العمارة والطيران والتصميم الداخلي والهندسة بما يتيح للطالب خيارات متعددة بما يتماشى مع اهتماماته.

مواكبة السوق

وأكد أن ما يميز البرامج الدراسية في الجامعة ويضمن مواكبتها لسوق العمل، وبناء وإعداد خريجين قادرين على تقديم إضافة نوعية لسوق العمل، التحديث المستمر للمنهج الدراسي وطرائق التدريس، بالتنسيق والشراكة مع مختلف القطاعات، حيث جرى أخيراً تضمين موضوعات مثل الاستدامة والذكاء الاصطناعي في معظم التخصصات على شكل مساقات وموضوعات يدرسها الطالب تتيح له بعداً جديداً يعزز من مهاراته ومعرفته، ويجعله عنصراً فعالاً قادراً على مواكبة التغييرات في سوق العمل.

وأشار إلى أن الجامعة تتخذ إجراءات احترازية أخرى لضمان تحقيق أعلى مستويات التوازن بين حاجة السوق وأعداد الخريجين، بما في ذلك الإيقاف المؤقت للبرامج، وهو ما شرعت الجامعة على القيام به في حالات نادرة، بهدف ضمان حصول طلبتها على فرص وظيفية أفضل. كما تحرص على مواكبة احتياجات السوق وطرح برامج جديدة مبتكرة في البكالوريوس والدراسات العليا، والعمل باستمرار على تحديث هذه البرامج ومكوناتها عبر التعاون الكبير والشراكات القائمة بين الجامعة وقطاع الصناعة، للوقوف على أحدث المستجدات والمتطلبات التي تضمن تأهيل الخريجين والخريجات، للانخراط في سوق العمل مباشرة بعد التخرج.

تخصصات جديدة:

وأوضحت جامعة زايد التخصصات الجديدة التي طرحتها الجامعة، بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي الجاري، أنه خلال السنوات الثلاث الماضية طرحت برامج أكاديمية مميزة متعدد التخصصات تتماشى مع متطلبات سوق العمل، وتلبي التوجهات المستقبلية التي تتطلب تخصصات تؤهل الخريجين، وتفتح آفاقاً واسعة أمامهم للعمل في مختلف القطاعات والمشاركة في مسيرة التطورات العلمية. وعن أبرز التخصصات التي تتصدر إقبال الطلبة، ذكرت أنه لمواكبة التطور العلمي في القطاع الإلكتروني والتكنولوجي، طرحت الجامعة برامج بكالوريوس العلوم في نظم الحوسبة في علوم البيانات التطبيقية والأمن الرقمي، وذكاء الآلة تمكّنهم من التطبيق العملي لجميع المواد والعمل مع خبراء من شركات مختلفة المجالات.

وأشارت إلى أنها أدرجت تخصصات جديدة مرتكزة على آليات عمل المؤسسات والأسواق وآليات الابتكار في الأعمال، لتوفير بيئة أكاديمية شاملة منافسة محلياً وعالمياً.

التخصص المناسب:

وأوضح الطالب علي أحمد محمود، من إحدى الجامعات في الدولة، أنه عندما ينهي الطالب تعليمه المدرسي لا يكون قد امتلك الخبرة الكافية لاختيار التخصص المناسب، وإذا كانت لديه خلفية عن التخصص لا يجد من يعرّفه بمدى حاجة المجتمع إليه. مبيناً أنه وجد المعلومات الكافية عن تخصصه، لأنه حرص على سؤال طلاب الدفعات السابقة والأساتذة في الجامعة والبحث عن طريق الإنترنت.

ويرى أن الطلب زاد على دراسة التخصصات المهنية وهي الأعمال، والهندسة، والقانون، والعلوم الطبية والصحية، وتكنولوجيا المعلومات، ما يجعل هناك الكثير من التخصصات الأخرى لا تشهد إقبالاً. مؤكداً أن هذا الإقبال نتيجة منطقية بسبب التوجه نحو التكنولوجيا وإعداد الخريجين وتوظيفهم في القطاع الخاص، لتحقيق أقصى درجات النمو الاقتصادي.

رغبة الطلاب

وقال أحمد المنصوري، خريج إحدى جامعات الدولة، تخصص إدارة الأعمال وفرت جامعات الدولة الحكومية والخاصة كل التخصصات التي تشمل سوق العمل، لافتاً إلى أن جامعته التي درس فيها وفرت تخصصات عدة، بناء على رغبة الطلاب من بينها تخصص العلوم البيئية.

وأضاف أن تخصص علوم سياحية «مرشد سياحي» في جامعته، كان على وشك أن يلغى نهائياً، لأنه لا يحظى بإقبال الطلاب، وبالفعل أغلق عاماً دراسياً كاملاً. ولكن إدارة الجامعة قررت أن تعيد فتح باب التسجيل مرة أخرى، بناء على رغبة المتقدمين. ورأى أن حركة التعليم في الدولة تتجدد لتتماشى مع رغبات الطلاب وحركة سوق العمل.

وأعرب أنور علي، خريج إحدى الجامعات قسم تقنية المعلومات عن شكره للجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة في دفع عجلة التعليم للأمام. مشيراً إلى أن التخصصات الجامعية المطروحة في الدولة كافية، وأن متطلبات سوق العمل، وليس الرغبة الشخصية باتت أساس اختيار كثير من الطلبة المتقدمين للتسجيل في الجامعات، بعد أن أنهوا امتحان الثانوية العامة.

وقال: يواجه الطلبة في معظم الأحيان صعوبة في اختيار التخصص الجامعي، كونه يرتبط بالتخطيط لمستقبلهم، وتتمثل هذه الصعوبة في نقص المعلومات عن التخصصات المتاحة أو الخضوع لرغبات الآخرين. وهناك الكثير من الطلبة يصلون إلى السنة الثانية والثالثة ولا يزالون في حيرة من أمرهم بين التخصصات والكليات التي يدرسون فيها.

في أغلب الأحيان يعيش خريجو الثانوية العامة مرحلة من التخبط في المرحلة، ما بين تخرّجهم في المدرسة والتحاقهم بالجامعة، حيث يبذلون جهدهم للاطلاع على التخصصات الجامعية المطروحة، في خطوة نحو اختيار التخصصات التي تجمع بين شغفهم واحتياجات سوق العمل، للتمكن من الحصول على وظيفة بعد التخرج. وتبذل الجامعات الحكومية والخاصة في الدولة قصارى جهدها لطرح أكبر عدد من التخصصات التي تتماشى مع التغيرات العالمية المتسارعة، فيما يتصل بسوق العمل، مع الحفاظ على جودة التعليم، لكن يبقى السؤال هل التخصصات التي طرحت خلال العام الدراسي الجاري، كافية لتلبية طموحات جميع فئات الطلبة بمختلف متطلباتهم؟ وهل هناك تخصصات وصلت إلى مرحلة التشبع وما زالت الجامعة تطرحها؟

التوسع في البرامج الدراسية

طرحت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، برنامج بكالوريوس الآداب في الفلسفة والأخلاق الأول في المنطقة، ضمن مساقاتها العلمية والأكاديمية، تعزيزاً لسياستها في التوسع في البرامج الدراسية المرتبطة بقيم المجتمع في نشر قيم الدين الإسلامي الصحيح، ودعم أواصر الأخوة الإنسانية، حيث أقرّت البرنامج مفوضية الاعتماد الأكاديمي بوزارة التربية والتعليم في الدولة، والبرنامج هو ضمن البرامج التي تطرحها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة، ويستهدف الطلاب من داخل الدولة وخارجها.

وأكد الدكتور خالد اليبهوني الظاهري، مدير الجامعة، أن بكالوريوس الآداب في الفلسفة والأخلاق يجسّد نهج دولة الإمارات في العناية بالتربية الأخلاقية والفلسفية، وتعزيز المبادئ والقيم العالمية التي تعكس التجارب المشتركة للإنسانية. ويخدم البرنامج الكثير من المجالات ذات الأولوية، مثل قطاعات التعليم والإعلام والعمل الاجتماعي والخيري والديني، واستقطاب الأيدي العاملة ذات المهارة العالية، بحيث تصبح أبوظبي وجهة رئيسية للكفاءات المتميزة من مختلف دول العالم، وتوفير خدمات تعليمية وثقافية من أعلى المستويات.

وأشار إلى أن البرنامج يدعم خطة الجامعة ورسالتها في إنتاج معرفة تحقق تطلعاتها في إيجاد قيادات فكرية وكفاءات متخصصة، قادرة على نشر قيم الدين الإسلامي الصحيح، وتشجيع التفكير الناقد والإبداعي في المجتمع وتسعى إلى نشر قيم الأخوة الإنسانية النبيلة. متوقعاً أن يسهم في تخريج كوادر تتمتع بقدر كبير من التفكير الإنساني الإيجابي والديني الصحيح، وقادرة على تعزيز المشاركة الفاعلة في الطرح الفلسفي الثقافي والديني المعاصر بشكل يعبّر عن رقي الحضارات والاندماج بين مكونات البشر وتعميق مشتركات الأخوة الإنسانية، كما يسهم البرنامج في تأكيد قيم الإسلام والسلم والتضامن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5f948des

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"