مفاهيم جديدة

23:20 مساء
قراءة دقيقتين

علاء الدين محمود

في كل دورة جديدة، يثبت معرض الشارقة الدولي للكتاب، أنه يحمل أفكاراً مختلفة، ويعمل على توسيع المفاهيم الثقافية، فإن كان التشجيع على القراءة والاحتفاء بالكتاب إحدى القضايا والهموم الأساسية التي وضعها المعرض على عاتقه عبر خطط واضحة ومدروسة، فهو يعمل كذلك على ترسيخ ضرورة وأهمية أن تكون معارض الكتب أكثر من منصة لعرض وبيع المؤلفات والإصدارات، رغم أهمية هذه العملية ومركزيتها، إذ صار هذا المحفل الثقافي العالمي منصة لبلورة الرؤى الفكرية.

وذلك أمر شديد الارتباط بالمشروع الثقافي لإمارة الشارقة، ولعل الجميع يذكر تلك الكلمات التي ألقاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قبيل انطلاق المعرض عام 1982، بثلاث سنوات، تحديداً في عام 1979، حينما خاطب سموه الشباب قائلاً: «آن الأوان لوقف ثورة الكونكريت، لتحل محلها ثورة الثقافة»، فكان المعرض من أولى ثمار ذلك التوجه، لذلك فإن «الشارقة الدولي للكتاب»، أخذ على عاتقه أن يصبح منصة تبحث عن الاختلاف وصناعة الأفكار والرؤى والمفاهيم الثقافية.

وعلى ضوء تلك الأسس والاعتبارات التي وضعها المعرض، ظل على الدوام يطرح رؤى متعلقة بالتعايش العالمي بين البشر بمختلف ثقافاتهم ومرجعياتهم على أسس من السلام والمحبة والتسامح، فتلك القيم هي التي تؤسس لعلاقات مختلفة في السياسة العالمية بعيداً عن الاستقطاب والتصعيد والحروب والصراعات، نحو عالم مختلف يسوده الحوار والاحترام المتبادل، وهو أمر شبيه بما ظلت تقوم به مؤسسات عالمية في مجال الفنون تدعو للخير والجمال كمقترح بديل للشر والقبح اللذين يسودان في أنحاء مختلفة من العالم، وذلك الأمر يبدو واضحاً في عمل المعرض من خلال حرصه على بث الندوات والحوارات مباشرة عبر الوسائط الرقمية، من أجل أن تصل رسالته إلى العالم أجمع، وكذلك عبر الاحتفاء في كل مرة بدولة من دول العالم من أجل التعرف إلى أدبها وثقافتها، وكذلك نلاحظ أن شعارات المعرض نفسها تأخذ طابع الرسالة للشعوب المختلفة، ففي العام الماضي كان الشعار المرفوع هو «كلمة للعالم»، وذلك يدل على أن المعرض يأبى أن يكون تقليدياً، أو أن تنحصر مهمته في عرض الكتب، بل يتجه بقوة نحو صناعة أطروحات ثقافية تفيد البشرية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5fc7w5yy

عن الكاتب

صحفي وكاتب سوداني، عمل في العديد من الصحف السودانية، وراسل إصدارات عربية، وعمل في قنوات فضائية، وكتب العديد من المقالات في الشأن الثقافي والسياسي، ويعمل الآن محررا في القسم الثقافي في صحيفة الخليج الإماراتية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"