إيمان عبدالله آل علي
تميّزت دولة الإمارات بصناعة المنصات الحوارية، وإتقان تنظيم المنتديات والقمم الإعلامية العالمية، وهذا ما كان واضحاً في الكونغرس العالمي للإعلام، الذي يعدّ منصة للحوار العربي والإقليمي والدولي؛ بهدف الارتقاء بالمنظومة الإعلامية، عبر مشاركة التجارب الناجحة، والترويج للإنجازات، لخدمة المرحلة القادمة في بناء مسارات جديدة للتعاون والتشارك.
العالم العربي بحاجة إلى مثل تلك المنتديات التي توازي قوة الكونغرس العالمي للإعلام، ليكون لدينا كونغرس إعلامي في جميع الدول العربية، خاصة أن الإمارات لها تجارب متفردة في إقامة المنصات الحوارية الإعلامية، كمنتدى الإعلام العربي، ومنتدى الاتصال الدولي، وغيرهما.. وتلك المنتديات تستضيف عبرها نخبة من الخبراء في قطاع الإعلام، فضلاً عن التطرق إلى موضوعات متنوعة في مستقبل الإعلام، وغيرها من المحاور التي تسهم في تبادل الخبرات والتجارب التي ترتقي بالقطاعات المختلفة، وخلق بيئة حاضنة للابتكار في الإعلام.
ويجب تعميم تلك التجربة على الدول العربية الأخرى التي تميزت بقوة إعلامها؛ بحيث تنظم مثل تلك الفعاليات 22 مرة في السنة في 22 دولة عربية، للوصول إلى مخرجات تثري التجربة العربية الإعلامية، وتنفيذ تلك المخرجات، والإعلان سنوياً عن الدول التي نفذت تلك المخرجات والاقتراحات، فضلاً عن تخصيص لجان متخصصة، أعضاؤها من جميع الدول العربية، تحت إشراف جامعة الدول العربية، التي اختارت دبي مقراً دائماً للجنة العربية للإعلام الإلكتروني، وبإشراف مباشر من مدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، أو من ينوب عنه، لتسهيل التواصل مع وزراء الإعلام في الدول العربية، لتنظيم تلك المنتديات سنوياً، وتحقيق الفائدة عبر مناقشة التحديات الإعلامية التي تواجه المنطقة، والانطلاقة من تلك التحديات إلى حلول تسهم في الارتقاء بالمنظومة الإعلامية العربية، على أن تخرج بأهداف ذكية قابلة للتطبيق والقياس.
الإعلام قوة ناعمة، والاهتمام به ضرورة في وقتنا الحالي، فهو السلاح الأقوى والأبرز، ويشكل وسيلة فاعلة في رفع المجتمعات أو إطاحتها، والتسلح بمهارات الإعلام وإتقان أدواته من الضروريات، فضلاً عن أهمية معرفة التحديات التي تواجه هذا القطاع، وإيجاد الحلول العصرية التي تتناسب مع التقدم الكبير في التقنيات التكنولوجية ومنصات التواصل.
طرح موضوعات متنوعة في المنتديات الإعلامية، وسيلة للإضاءة على التحديات، ومناقشتها من وجهات نظر مختلفة، وطرح الحلول استناداً إلى الخبرات الإعلامية والتجارب السابقة، والوصول إلى توصيات تسهم في تطوير القطاع الإعلامي في المنطقة، وتسخير التكنولوجيا لتحقيق تلك الأهداف، خاصة أن صناعة الإعلام في يومنا هذا، تشهد تغيرات متسارعة، وتحولات جذرية تسيطر عليها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
