النجاح الأدبي وسمعة المؤلف

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

تؤكد الدراسات أن وجود المؤلفين على وسائل التواصل الاجتماعي مناسب لنجاحهم الأدبي، لكن، لسوء الحظ، يجب على المؤلف عدم الاكتفاء بالترويج لبيع كتبه عليها، لأن المنافسة على هذه الوسائل أصبحت أكبر من المتوقع، وإن لم يتوفر محتوى عالي الجودة ذو قيمة للزائرين فلن يحصل المؤلف على متابعين مخلصين ولن تُباع كتبه كما يتمنى.

والآن، كيف يستطيع الكاتب اجتذاب الزائرين الذين يريد ترويج كتبه لهم بدون أن يجعل حياته الخاصة معلنة أو يتوقع هجوماً أو تعليقات جارحة قد تهز مكانته الأدبية وليس العكس؟

إن وسائل التواصل الاجتماعي سوق جيد للمؤلفين الذين بدؤوا منها، ولكن هل يمكن أن تكون كذلك للكتاب الراسخين في هذا العالم؟ وماذا ستفعل جلسات الأسئلة والأجوبة وحتى الكشف عن حياتهم على هذه المنصات المفتوحة؟ هل تشكل دعماً حقيقياً للمؤلف، أم على العكس من ذلك؟ وهل يمكن أن تكون مهمة لسمعة المؤلف ومبيعات كتبه؟ وإلى أي مدى ستؤثر خلاصات وسائل التواصل الاجتماعي في نجاحه؟

لقد طرحت بعض المنصات البحثية أسئلة من هذا النوع، وخرجت بنتائج تقول إن المشاركين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة بنسبة 50% لشراء الأعمال الأدبية والترويج لها بأنفسهم مقارنة بما كانوا عليه قبل مشاركتهم، ما يعني أنها أداة حيوية للنجاح الأدبي، ولكن هذا لن يتحقق ما لم يفكر الأدباء في طريقة تقديم أنفسهم قبل الترويج لبيع أعمالهم وحصد الثقة المطلوبة أولاً بما يتحدثون به وما ينشرونه من آراء، وهم يدركون أنهم لن يكونوا مُعْفَيْنَ من المساءلة، وأن الأثر الذي يتركونه في نفوس الناس سيبيع كتبهم بدون ترويج أو إعلان.

وتؤكد هذه المنصات أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في بعض الحالات، قد يضر بصورة المؤلف إن كان سيدلي بآراء صادمة أو يرد بغضب أو يبتعد عن الحقيقة، فالمعجبون بهذه الوسائل لا يتجاهلون مثل هذه الخلافات، والمؤلف ليس محصناً ضد الانتقادات أو التعليقات التي قد تُخرجه عن طوره وتدفعه إلى الرد بقسوة.

وما دام العالم الأدبي يتطور باستمرار، ويبحث الناس دائماً عن كتاب جيد لقراءته، والتعرف إلى كُتّابهم المفضلين لمحاورتهم، وتبنّي آرائهم، ويرغب المؤلفون في الترويج لأعمالهم وبيعها، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح إمكانيات جديدة للنجاح الأدبي، ولكنها لن تكون جيدة إن لم يكن الكاتب مدركاً أهمية التواصل عبر الآراء التي ينشرها، ومحدداً هدفه من الوجود على هذه المنصات.

في الواقع، يمكننا القول إن كثيراً من المؤلفين قد أصبحوا مؤثرين فعلاً وغيّروا بوجودهم طريقة قراءة مؤلفاتهم التي أخرجوها من بين الأغلفة وجعلوها محتوى لوسائل التواصل، ونجحوا في ذلك فعلياً رغم أنهم كانوا محجوبين عن القراء وغمرتهم أضواء وسائل التواصل الاجتماعي فجأة.

وهؤلاء استطاعوا الإجابة عن أسئلة المعجبين التي اقتربت من خصوصياتهم بتحويلها إلى حوارات تتعلق بشخصيات رواياتهم وأعمالهم الأدبية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tb67bh6

عن الكاتب

​كاتبة ومستشارة في تنمية المعرفة. حاصلة على الدكتوراه في القيادة في مجال إدارة وتنمية المواهب وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورابطة أديبات الإمارات. أصدرت عدة مجموعات في مجالات القصة القصيرة والرواية والمسرح والبرامج الثقافية والأفلام القصيرة وحصلت على عدة جوائز ثقافية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"