عادي
ظاهرة متكررة كل عام.. تنشط قبيل الامتحانات

«الدروس الخصوصية».. 7 آثار سلبية تهدد مستقبل الطلاب

01:16 صباحا
قراءة 5 دقائق
1
دروس التقوية الحل الأمثل لمواجهة الدروس الخصوصية

تحقيق: عماد الدين خليل
الدروس الخصوصية آفة خطرة تؤثر في مستقبل وسلوكيات طلاب المدارس وغايتها تجاري بحت تستهدف كسب المال فقط دون أي اعتبار للآثار السلبية التي تتركها على الميدان التربوي، وتشهد الفترة الحالية قبل بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول التي ستنطلق أواخر شهر نوفمبر الجاري، نشاطاً مكثفاً من المعلمين بالترويج لأنفسهم لمساعدة الطلاب في المراجعة وإعدادهم لدخول الامتحان.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المشرفة على العملية التعليمية في الدولة لتطوير مستويات الطلاب من خلال العديد من البرامج والمناهج المميزة التي تستهدف تطوير مهاراتهم لمواكبة المستقبل، يلجأ العديد من أولياء الأمور إلى إعطاء أولادهم دروساً خصوصية وخاصة مع قرب الامتحانات لأسباب متعددة ما يؤثر بالسلب في الطلاب دون إدراك مخاطر تلك الظاهرة التي أصبحت متكررة كل عام دون رادع أو حل جذري للقضاء عليها.

«الخليج» التقت عدداً من الخبراء التربويين ومديري مدارس وأولياء أمور، بعد أن رصدت انتشاراً كبيراً للإعلانات حول تقديم الدروس الخصوصية في المنازل بأسعار مبالغ فيها وصلت إلى 400 درهم للحصة الواحدة، للوقوف على أبعاد تلك الظاهرة ومخاطرها والآثار السلبية التي تقع على الطلاب بالإضافة إلى وضع الحلول للقضاء على تلك الظاهرة التي أصبحت تؤرق أولياء الأمور والميدان التربوي بشكل عام.

آفة خطرة

يقول محمد سعد، مدير إحدى المدارس، إن الدروس الخصوصية آفة خطرة متكررة كل عام ويجب مكافحتها لأنها تؤدي إلى نتائج سلبية، واصفاً انتشار الإعلانات للدروس الخصوصية خلال الوقت الراهن مع قرب امتحانات الفصل الدراسي الأول بالتجارية وغايتها المال فقط دون النظر للهدف الأساسي لمساعدة الطلاب للتحضير للامتحانات.

ويضيف أن تحضير الطلاب للامتحانات يجب أن يتم مع بداية الفصل الدراسي على مراحل محددة ومنظمة من خلال شرح الدروس وتبسيطها للطالب ليأتي يوم الامتحان والطالب قادر على مراجعة ما درسه على مدار الفصل الدراسي، ليتجنب أولياء الأمور استغلال المدرسين الذين ينشطون خلال هذا الوقت بداعي القدرة على تحضير أبنائهم للامتحان بمقابل مادي كبير بهدف الربح دون جدوى وفائدة للطالب.

ويحدد 7 آثار سلبية ومخاطر تؤثر في مستقبل وسلوك الطلاب جراء الدروس الخصوصية تتمثل في ضعف المستوى والإهمال، والاتكالية على المدرس في المنزل، وعدم التركيز على شرح المدرسين في الفصول المدرسية، وغياب الدور التعليمي والتربوي المنوط به في المدارس، وضعف ثقة الطالب بنفسه لعدم القدرة على التفكير والإبداع والاعتماد على الآخرين سواء ولي أمره أو معلمه.

ويشير إلى أن هنالك بعض الطلاب بحاجة إلى مساعدة ودروس تقوية في بعض المواد لكن يجب أن تتم تلك المساعدة عن طريق خطة علاجية منظمة ومدروسة تتم بين أولياء الأمور وإدارات المدارس في إطار تربوي فعال بعيداً عن الدروس الخصوصية التي تشكل آثاراً سلبية على الطلاب.

سلوكيات الطلاب

يؤكد محمد نظيف مدير تنفيذي لإحدى المدارس في أبوظبي، وخبير تربوي، أن الدروس الخصوصية تؤثر سلبا في حياة الطلاب بمختلف جوانبها، فليس تأثيرها مقتصرا على تراجع تركيزهم في المدرسة بسبب اعتمادهم على وجود معلم بديل يجعلهم يتجاهلون شرح المعلم، قائلا: «المشكلة تتضاعف بفعل الوقت المهدر قبل وبعد الدروس الخصوصية، ما يعزلهم عن محيطهم الاجتماعي والرياضي، وتجب التوعية بأن هذه الحلول المؤقتة ليست الحل الأمثل ويمكن أن تؤثر سلبا في مهارات التعلم الحقيقية للطلاب، والمدرسة يجب أن تكون مكانا لتوجيههم وتطوير مهاراتهم بشكل دائم، علاوة على ذلك، الدروس الخصوصية تعرقل عمل المدرسة وتؤثر في سلوكيات التعلم الفعال للطلاب.

ويضيف أنه يجب الحد من الدروس الخصوصية من خلال تنفيذ الجهات المعنية بالتعاون مع المدارس برامج توعية لأولياء الأمور بمخاطر تلك الظاهرة التي تنتشر كل عام دون الحد منها، مقترحاً إطلاق «برنامج تدخل» في كل مدرسة بالتعاون مع أولياء الأمور يعنى بالتدخل الإيجابي لتقوية مهارات الطلاب في المواد التي تشكل عبئاً عليهم لفهمها، وإلزام المدرسين من خلال البرنامج بتطوير مهارات الطالب، ما يحد من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي تؤرق أولياء الأمور كل عام.

تشديد الرقابة

يؤكد صلاح خميس الحوسني، رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين، ضرورة إيجاد حل جذري لظاهرة الدروس الخصوصية وتشديد الرقابة بخصوصها للحد من الآثار السلبية في الميدان التربوي وخاصة على الطلاب، مقترحاً إطلاق برنامج أو مشروع لدعم الطلاب في المدارس على مستوى الدولة تتبناه وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي وكافة المؤسسات المشرفة على العملية التعليمية في كل إمارة، ويكون هذا البرنامج أو المشروع محدد الأهداف والآليات لاستهداف الطلاب الذين هم بحاجة إلى متابعة إضافية ودروس تقوية في بعض المواد لرفع مستوى الطالب من ناحية ومواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية من ناحية أخرى.

ويوضح أنه من خلال هذا البرنامج أو المشروع يتم تحديد مستويات الطلاب ومن ثم إعطائهم دروساً إضافية في الفترات المسائية بالمدارس أو العطلات، ويخضع المعلمون الراغبين في الاشتراك بالبرنامج إلى إجراءات وضوابط محددة ما سيسهم في الحد من الآثار السلبية لتلك الظاهرة التي تؤرق أولياء الأمور من الناحية المالية وتؤثر بالسلب في الطلاب والميدان التربوي.

أسباب الظاهرة

يقول محمد رضا، ولي أمر، إن أولياء الأمور يلجؤون إلى الاستعانة بمعلمين خصوصيين لأبنائهم، لمتابعتهم في المذاكرة وحل الواجبات والاستعداد للامتحانات، بسبب بعض المناهج والمواد الدراسية التي تحتاج إلى شرح وتوضيح أكثر من مرة، بالإضافة إلى التزامات الآباء والأمهات بالعمل الذي يمنعهم من متابعتهم لدروسهم بشكل كافٍ.

ويضيف أن الدروس الخصوصية مرهقة مالياً وتشكل عبئاً كبيراً على أولياء الأمور حيث تتراوح سعر الحصة الواحدة لطلاب الحلقة الأولى بين 150 و200 درهم، وتزيد سعر الحصة للحلقات الثانية والثالثة والتي تصل إلى 300 و400 درهم للحصة الواحدة، في بعض الأحيان وخاصة قبل يوم الامتحان.

استيعاب الطلاب

يؤكد مصطفى سليمان، ولي أمر لطالبين، أن إعلانات الدروس الخصوصية تنشط حالياً بشكل كبير وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي بالتزامن مع قرب امتحانات الفصل الدراسي الأول، ويطرح المعلمون عروضاً مغرية لاستقطاب أولياء الأمور منها إعطاء أولادهم أول حصة مجاناً بالإضافة لعروض خاصة على الاشتراك الشهري.

وتشير عائشة عبيد، ولية أمر إلى أن أولياء الأمور يستعينون بمدرسين خصوصيين لأبنائهم في منازلهم نظراً لضعف درجات الطلاب خلال الصفوف السابقة، كما أن بعض الطلاب يكون استيعابهم بشكل أكبر من خلال شرح المدرس له الدروس بشكل منفرد.

وتضيف أن هناك بعض المدرسين يطرحون عروضاً شهرية على مدار العام الدراسي لتدريس ومراجعة كافة المواد للطالب في المنزل بعد الدوام المدرسي أو خلال العطلة الأسبوعية، بمقابل مادي يبلغ 1500 درهم شهرياً.

المناهج الدراسية

تقول علياء الشامسي، ولية أمر لثلاثة طلاب بمراحل دراسية مختلفة إن الدروس الخصوصية تشكل عبئاً مالياً كبيراً وخاصة لمن لديهم أكثر من طفل في المدرسة، إلا أن أولياء الأمور لا يستطيعون التغاضي عنها، نظراً لصعوبة المناهج الدراسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpnu5j2h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"