«خراريف» استثمارية

22:11 مساء
قراءة 3 دقائق

د. علي توفيق الصادق *

تحتوي نشرة «رؤى جوليس بار» الأسبوعية بتاريخ 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 على مقال لروبرت بورسي، رئيس فريق حلول إدارة الثروات يتناول فيه عشر خرافات لا تفيد في المحافظة على الثروات وتنميتها، بل الأخذ بها يُسهم في خسارة وانكماش الثروات، نتناول تسعاً منها في التالي.

الخرافة الأولى، الآن هو الوقت الخطأ للاستثمار: أي وقت هو وقت مناسب للاستثمار طويل المدى الذي يحافظ على الثروة؛ لأن الاستمرار في الاستثمار والتحلي بالصبر سيكافأ إذا استمر الاستثمار عدة سنوات.

الخرافة الثانية، المستثمرون القلقون فقط هم من يقومون بالتنويع: التنويع هو عملية توزيع الاستثمارات عبر فئات الأصول، والصناعات، والمناطق الجغرافية المختلفة لتقليل المخاطر الإجمالية للمحفظة الاستثمارية. نحو 80 بالمئة من عوائد الاستثمار يعزى إلى توزيع الأصول، مما يجعل هذه الممارسة ذات أهمية قصوى لجميع المستثمرين. يعدّ التنويع إحدى أكثر الاستراتيجيات فاعلية لتقليل مخاطر الاستثمار الإجمالية، مع توفير أداء طويل الأجل في الوقت نفسه.

الخرافة الثالثة، الاستثمار في السوق المحلية هو استراتيجية آمنة: السوق المحلية مثل الأسهم الفردية أو فئات الأصول المختارة، تواجه أيضاً مخاطر.

وبالتالي، لا ينصح بالاستثمار في بلد أو منطقة واحدة.

الخرافة الرابعة، توقيت السوق هو مفتاح النجاح: القدرة على التنبؤ بالنقطة «المثالية» للشراء أو البيع أمر ضئيل الاحتمال إلى حد كبير من الناحية الإحصائية، وبالتالي فهو ليس استراتيجية معقولة للمستثمرين.

الخرافة الخامسة، النقد هو أفضل مخزن للقيمة في الأزمات المالية: أن القدرة على التنبؤ بحدوث أزمة مالية منخفضة بشكل كبير؛ لأن هذه الأحداث نادرة جداً. ويعد الاحتفاظ بالنقود طريقة مضمونة لخسارة المال، حيث إن الأصول لا تنمو إذا لم يتم استثمارها. أثناء الاحتفاظ بالمال نقداً، فإن أرباح الأسهم والاستثمار، ستفقد أيضاً القوة الشرائية بسبب التضخم.

الخرافة السادسة: الذهب هو أفضل حماية ضد التضخم: لقد كان الذهب وسيلة شائعة لتخزين الثروة منذ آلاف السنين، وهو أحد الأسباب العديدة التي تجعل المستثمرين يتجهون إلى الذهب في الأوقات المتقلبة. ومع ذلك، فإن الذهب لا يوفر حماية مضمونة ضد التضخم.

الخرافة السابعة، المستثمرون المضاربون فقط هم الذين يشترون الأسهم: في واقع الأمر، يجب على معظم أنواع المستثمرين الاستثمار في الأسهم. يتم تحديد النسبة المئوية التي يجب أن تتكون منها محفظتك الاستثمارية من الأسهم من خلال قدرتك على المخاطرة وتحمل المخاطر والأفق الزمني للاستثمار. يبحث المضاربون عادة عن عناوين ذات نمو مرتفع، وذلك باستخدام الرهانات المركزة والحركات المتكررة داخل وخارج السوق.

وهذا ليس مستداماً بالنسبة للمستثمر العادي، ولا وصفة موصى بها للحفاظ على الثروة وتحقيق أهداف نمو متحفظة. يجب على المستثمرين الاستثمار في الأسهم بطريقة متنوعة، والاستمرار في الاستثمار لفترات طويلة من الوقت للاستفادة حقاً من الفائدة.

الخرافة الثامنة، عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فإن الحدس أفضل من الاستراتيجية: الهروب من الأسواق عندما تنخفض والشراء المفرط عندما ترتفع يؤديان إلى البيع بسعر منخفض والشراء بسعر مرتفع - وهو عكس الطريقة التي ينبغي أن يتم الاستثمار بها تماماً. بدلاً من الاستماع إلى الحدس، فإن وجود استراتيجية استثمار واضحة تتمحور حول الأهداف الشخصية وتعكس القدرة على تحمل المخاطر هو أفضل طريقة لإدارة الأموال.

الخرافة التاسعة، السندات أكثر أماناً من الأسهم: كان أداء السندات جيداً للغاية لمدة أربعين عاماً بين عامي 1980 و2020 بسبب انخفاض أسعار الفائدة من ذروة التضخم في أوائل الثمانينيات إلى بيئة أسعار الفائدة السلبية التي شهدها السوق قبل بضع سنوات. ومع ذلك، إذا كنت قد استثمرت فقط في السندات خلال السنوات الثلاث الماضية (2021 – 2023)، فلن يكون الأداء جيداً. كما أن معظم السندات لا توفر الحماية ضد التضخم وقد فقدت قيمتها مؤخراً.

* مستشار اقتصادي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48t28v84

عن الكاتب

خبير مالي وإقتصادي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"