عادي

مصائب «أوبن إيه آي» عند «ميتا» فوائد.. وحرب باردة بين مايكروسوفت وألفابيت

20:13 مساء
قراءة دقيقتين
إعداد: هشام مدخنة

قد لا يكون مارك زوكربيرغ معنياً بشكل مباشر في الأحداث المحيطة بالرحيل المضطرب لسام ألتمان من «أوبن إيه آي»، ثم عودته إليها بعد أقل من أسبوع، لكن الرئيس التنفيذي لـ «ميتا» وشركة التواصل الاجتماعي، يمكن أن يوظفا التحركات الأخيرة لمصلحتهما خير توظيف.

احتدم الجدال كثيراً في الآونة الأخيرة حول الفائزين المحتملين من هذه الملحمة، حيث اعتقد البعض أن مايكروسوفت ورئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا انتصرا، مقابل هزيمة أعضاء مجلس إدارة «أوبن إيه آي»، الذين افتعلوا الأزمة بإقالة ألتمان، الجمعة الماضي.

لكن مع توسيع عدسة الرؤيا قليلاً، نجد أن ميتا وزوكربيرغ من بين أكثر المستفيدين. وهما، دون أدنى شك، يراقبان مجريات الأحداث من وراء الكواليس. فالفرصة باتت مواتية لتعزيز مبادرات الشركة في نسختها الخاصة من الذكاء الاصطناعي «لاما2» مفتوحة المصدر ومنافسة «تشات جي بي تي» أولاً، وفي مسائل التوظيف ثانياً.

  • صراع في الخفاء

وصفت «ميتا» في وقت سابق برنامج الذكاء الاصطناعي «لاما» بأنه «نموذج أصغر وأفضل أداء، صُمم لمساعدة الباحثين في تطوير عملهم»، فيما يمكن اعتباره انتقاداً مبطناً لبرمجية «تشات جي بي تي» المدعومة من مايكروسوفت.

وتواصل الشركة الاستثمار بكثافة في أنواع الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الضخمة ذات الصلة، ويُعتبر فريق أبحاث الذكاء الاصطناعي الخاص بميتا، مع فريق «ديب مايند» التابع للشركة الأم «ألفابيت»، من أهم الفاعلين في صناعة التكنولوجيا.

وقد يجد التقنيون والمستثمرون الراحة في الاستقرار الإداري والتنظيمي الموجود في شركة ميتا ومختبر أبحاثها للذكاء الاصطناعي، عوضاً عن التقلبات والانهيار، الذي كان وشيكاً على ما يبدو لإحدى الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وكما نشر أحد المستخدمين على «ثريد» التابعة لميتا: «يرى الجميع أن مايكروسوفت هي الفائز الأكبر من فشل «أوبن إيه آي»، لكني أرى بسهولة أن ميتا هي المستفيد في النهاية».

  • تنويع المصادر

وأثارت زوبعة «أوبن إيه آي» المخاوف بين عملائها وغيرهم من رؤساء الشركات، حول ما إذا كان ينبغي لهم الاعتماد فقط على نوع واحد من النماذج اللغوية الضخمة، كجزء من استراتيجيات أعمال الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم. حيث قال العديد من خبراء التكنولوجيا لـ «سي إن بي سي»، إن الأزمة الأخيرة حفزت الشركات على تقليل اعتمادها على عائلة «جي بي تي» من «أوبن إيه آي»، والبدء باستكشاف شركات ناشئة أخرى مثل «أنثروبيك» و«كوهير».

وقد روجت الشركة بشكل كبير لعائلتها من برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية، التي تحمل العلامة التجارية «لاما»، والمتوفرة مجاناً عبر نموذج مفتوح المصدر. وتعتبر «لاما» جذابة؛ لأن المطورين يمكنهم الوصول إلى النماذج اللغوية الضخمة وتخصيصها، وفقاً لاحتياجاتهم المحددة دون الارتباط بمُورّد معين.

كما أنه كلما زاد عدد المطورين الذين تمكنوا من الوصول إلى تقنيات «لاما» وتحسينها، تمكنت ميتا من خفض تكاليف التشغيل الإجمالية وأبحاث التكنولوجيا.

ومن الفوائد الأخرى، التي قد تجنيها ميتا أيضاً من تداعيات أزمة «أوبن إيه آي»، أنه على الرغم من مخاوف «لاما» المتعلقة بالترخيص وغيرها من المشكلات المحتملة، قد يختار المزيد من الشركات والمطورين إنشاء تطبيقاتهم بواسطة برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بـ «ميتا»، دون خوف من احتمال انهيار عملاق التواصل الاجتماعي في غضون أيام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/c26yje2n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"