دبي: مها عادل
حرصت القرية العالمية على أن تقدم لزوارها من مختلف الأعمار والجنسيات، جرعة فنية وتثقيفية ضمن احتفالات عيد الاتحاد ال52 للدولة، حيث استضافت على مسرحها الرئيسي الأوبريت الملحمي «رؤية الإمارات» من تقديم فرقة أورنينا الاستعراضية، والتي تضم مجموعة من المواهب الفنية متعددة الجنسيات.
شهد العرض الافتتاحي للأوبريت الذي أقيم مساء الجمعة، إقبالاً كبيراً من الجماهير الذين حرصوا على مشاركة الدولة التي تحتضن ما يزيد على 200 جنسية في مناخ من التعايش والتسامح، احتفالاتها بأعيادها، والتعرف أكثر إلى أهم إنجازاتها ورؤيتها للمستقبل، حيث اصطحب الأوبريت الذي يستمر عرضه 3 أيام متتالية، الجمهور في رحلة فنية ثرية يجسدها 24 فناناً وفنانة بمجال الاستعراض، وتنقلهم مشاهد العمل الفني الضخم إلى أهم محطات وإنجازات الدولة والنجاحات التي حققتها طوال مسيرتها التي حققت لها عبر السنوات مكانة عالمية مرموقة وتنبئ بمستقبل أكثر إشراقاً.
يتميز العرض بتكامل عناصر الإبهار به، بداية من تناغم خطوات العارضين وتوافق التشكيلات الاستعراضية، مروراً باختيار الألحان الموسيقية التي نجحت في توحيد مشاعر الجمهور مع تسلسل المشاهد والأحداث، وصولاً إلى إبهار استخدام الملابس والإكسسوارات والخلفيات المصورة والمتحركة.
وقد نجح الأوبريت في إبراز الطاقات الإبداعية للمخرج الإماراتي ومصمم العروض الشعبية ناصر إبراهيم، حيث يتضمن العرض مزيجاً فريداً من أنواع الفنون، إذ يجمع بين الفنون الأدائية والمسرح الغنائي وفنون الأوبرا والرقصات التراثية، وعلى رأسها التراث الإماراتي الأصيل، والفيديوهات الوثائقية، ومجموعة من الألحان الموسيقية الشرقية والخليجية من تأليف وتوزيع الملحن وليد الهشيم.
وعلى هامش العرض، قال المخرج ناصر إبراهيم ل«الخليج»: «تدور قصة العرض حول التنقل بالمشاهد في رحلة إلى الماضي بدولة الإمارات منذ نشأتها، مروراً بفترات ازدهار التجارة وصيد اللؤلؤ، وبالمعاني التي تمثلها ألوان العلم، وصولاً إلى حاضرها الذي نعيشه اليوم ازدهاراً وحضارةً، وملامح مستقبلها الواعد، ورصد مظاهر النهضة الاقتصادية والعلمية الكبيرة التي حققتها من خلال رؤية حكامها، حفظهم الله ورعاهم، ولهذا كان اختيار القالب الفني «الأوبريت» هو الشكل الأنسب فنياً لاستيعاب هذه المشاهد التي نسلط من خلالها الضوء على عدة مواقف ومحطات جوهرية ومؤثرة في تاريخ الدولة، حيث يتيح استخدام أشكال فنية معاً، لتتكامل في توصيل الفكرة العميقة التي يمكن أن تصاغ في شكل دراسة ممنهجة، يتم تقديمها بشكل مبسط وباهر يزخر بالحيوية والألوان والموسيقى».
ويتابع: «استغرق الاستعداد للأوبريت ما يقارب ثلاثة أشهر من التدريبات المتواصلة والفيديوهات الوثائقية بخلفية المسرح والفنون الأدائية والعروض الاستعراضية، إلى جانب الشعر والنثر، إذ وظفت من خلال خاصية الراوي الذي يرشد الجمهور للخلفيات التاريخية للمشاهد وينقلهم للمشهد الذي يليه بسلاسة ومتعة».
وتتعدد مشاهد العرض التي تحمل رسائل متعددة، بداية من لحظات تاريخية تظهر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، والبيان الأول لتأسيس دولة الإمارات عام 1971، وقصة العلم والنشيد الوطني.
وتتوالى المشاهد التي تحمل عناوين، «مجد الإمارات» و«إرث الأولين»، وأخرى تتناول ملامح النهضة والتعايش في الدولة بعنوان «وطن السلام والتسامح»، لنصل إلى الحاضر المزدهر بوطننا وحجم إنجازاته بمشهد بعنوان «من الصحراء إلى الفضاء»، ليختتم العرض بمشهد استعراضي بعنوان «راياتي»، حيث يستمتع الحضور بالعيش في رحلة زاخرة بالأحداث والألوان الباهرة لعلم الدولة.
وعن خصوصية العرض يقول ناصر إبراهيم: «العرض الاحتفالي يعد مميزاً عن كل العروض السابقة، فقد حرصنا على تقديم كل ما هو جديد في المسرح الغنائي الاستعراضي، ونسعى إلى تطوير التراث الثقافي العربي وتقديمه بأرقى صورة، ونهتم بشكل خاص بتراث الدولة، حيث قدمت الفرقة أكثر من 100 حفل داخل الدولة يعبر عن التراث الإماراتي وتقديمه بما يتناسب مع التقنيات الحديثة للمسرح المعاصر بأسلوب فني ممتع، ليصل إلى كل فئات الجمهور من جميع الجنسيات، فالفن لغة عالمية تتعدى حدود اللغة والمسافات، وقد حرصنا على إخراج العمل بأسلوب وسينوغرافيا تجسد الفكرة وتتناسب مع طبيعة المسرح المفتوح في القرية العالمية بإمكاناته العالمية.